تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المنادى إذا وُصِف بـ (ابن، ابنة، بنت) يجوز في بنائه أن يبنى على الضمّ، ويجوز أن يبنى على الفتح بإتباع حركة آخره حركة آخرِ الصفة (ابن، ابنة، بنت).

قال النوويُّ: (قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا فاطمة بنت محمّد يا صفيّة بنت عبد المطّلب يا عبّاس بن عبد المطّلب» يجوز نصب فاطمة وصفيّة وعبّاس، وضمّهم، والنّصب أفصح وأشهر. وأمّا بنت وابن فمنصوب لا غير، وهذا وإن كان ظاهرًا معروفًا فلا بأس بالتّنبيه عليه لمن لا يحفظه). شرح صحيح مسلم للنوويّ (3/ 80)

وقد أشار ابن مالك إلى هذا الجواز في مثل هذا المنادى بقوله:

ونحو «زيدٍ» ضُمَّ وافتحنَّ مِنْ = نحو «أزيدُ بنَ سعيدٍ» لا تهن

قال عباس حسن:

من المفرد العلم صورة يجوز فيها أمران: البناء على الضم في محل نصب، أو البناء على الفتح في محل نصب. وهذه الصورة الجائزة بحكمها لا بدّ أن يكون فيها المنادى علمًا غير مثنى، ولا مجموع، وأن يكون آخره ممّا يقبل الحركة (فلا يكون معتل الآخر، كعيسى، ولا مبنيًّا على السكون لزومًا، مثل «مَنْ» علم شخص ... ). وأن يوصف مباشرة - أي: بغير فاصل - بكلمة: «بن» أو «ابنة»، دون «بنت». وكلتاهما مفردة مضافة إلى علم آخر، مفرد أو غير مفرد، مثل: يا حسنَُ بن عليّ، من أثنى عليك بما فعلت فقد كافأك. ويا فاطمة بنت محمد، أنتِ فخر النساء، ببناء كلمتي: «حسن»، و «فاطمة» على الضمّ أو على الفتح، في محل نصبّ الحالتين. ولا بد أن تكون البنوة حقيقيّة.

فإذا فقد شرط وجب الاقتصار على البناء على الضمّ، كأن يكون المنادى غير علم، مثل: يا غلامُ ابنَ سعد. أو يكون علمًا مفصولاً من المنادى، مثل: يا سليمانُ النبيّ ابنَ داود. أو تكون كلمة «ابن أو ابنة» ليست نعتًا، وإنّما هي بدل أو مفعول أو خبر، أو منادى جديد، أو غير ذلك ممّا ليس نعتًا. النحو الوافي (4/ 17 - 18)

فتحصل لنا:

أن لنا أن نعرب ابن أو ابنة أو بنت: بدلاً، ولكن في هذه الحالة لا يجوز لنا في المنادى (فاطمة) إلاّ البناء على الضم، ولا يجوز في هذه الحالة أن نبنيها على الفتح.

أمّا إذا أعربناه صفةً، فيجوز لنا أن نبني المنادى على الضم أو على الفتح.

هذا كان محصل كلامي ونقاشي، وأظنّ أن أبا زيد وسمر معي على نفس الخط؛ لنفيّهما صحة إعرابه بدلاً، وأنّه لا يحتمل قولنا بجواز الأمرين في بناء المنادى إعرابه بدلاً، وأنّه صفة لا غير.

بقي أنّ نقف على تعليل النحاة في اشتراطهم إعراب (ابن أو ابنة) صفة لا غير لجواز هذا البناء. فأين من يفيدنا.

وللجميع تحياتي.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 04 - 2003, 02:41 ص]ـ

احمل أخاك على محمل طيب يا ابن الوادي

والكلام المكتوب ليس كما تسمع وترى فلربما فهمت شيئا غير مقصود

شكرا لك

ـ[ابن الوادي]ــــــــ[09 - 04 - 2003, 07:15 ص]ـ

القاسم

حاضر .. على عيني يا سِيدي.

أيّها الأستاذ القدير .. ربحي بن شكري محمد

أعتذر إليك إعتذارًا صادقًا .. راجيًا أن أكون في موضع كرمك .. وإحسانك؛ فتقبله مني.

ولك أيّها الهمام .. أجمل تحية.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 04 - 2003, 02:52 م]ـ

أحسنت يا ابن الوادي وأنت السيد لا أنا

ـ[بديع الزمان]ــــــــ[09 - 04 - 2003, 08:07 م]ـ

الأخ الفاضل الأستاذ، ابن الوادي ساءني أن وصفت قلمك بالبليد في الوقت الذي نراه قلما أصيلا رصينا يشارك في طروحات نحوية جريئة و يأخذنا إلى عوالم سامية تشهد برسوخ قدم اللغة العربية وتفوقها المطلق على غيرها من اللغات العالمية الأخرى في أداء المعاني الدقيقة بعبارات موجزة سهلة مباشرة لا لبس فيها و لا خلل فتأتي الجملة و هي تكاد أن تنطق بالمعنى و تجسده حقيقة ماثلة؛ فحقا إنها لغة شاعرة وأنت أخي الكريم بطرحك هذا تؤكد هذه المعاني وتسهم في بيانها للمهتمين من أبناء العربية 0 الحق أننا نعول على قلمك كثيرا في هذا المنتدى و ننتظر منه حضورا متواصلا ليسهم في الحوار الفاعل و الطرح المثمر 0

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير