ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 11:24 ص]ـ
كنت أنتظرها منك
يجب عليك قبل بدء البحث أن تختار عدة مواضيع تروق لك ويرضاها المشرف، وبعدها عليك بالمرور والذهاب إلى جميع الجامعات والكليات ببلدك لتأتي بتوثيق من كل جامعة وكلية بأن هذا الموضوع لم يناقشه باحث من قبل، ولم تتم مناقشته في هذه الكلية من قبل والتي بدورها تعطيك ما يثبت ذلك.
أما عن صديقي هذا فقد ذهب إلى معظم الكليات والحمد لله لم يناقش مثل بحثه أو حتى شبهه، وبقي عليه توثيق ما يفيد ذلك من بعض الكليات، فقصدني أن أذهب إلى كلية منهم كي آتي له بذلك، وبعد حوار بسيط كي لا أذهب وحدي بل يمكنني مساعدته وأذهب معه فقط لكن كي أذهب منفرداً: لا.
مع أنه أراد هو أن يذهب إلى كلية أخرى وفي النهاية اتفقنا على الذهاب معاً إلى كلية واحدة والحمد لله قريبة نوعاً ما.
من كثرة تعامل صاحبي مع الموظفين الذين يقومون بإعطائه ما يفيد بأن بحثه لم يناقش مثله أو لم يناقش نفس البحث في الكلية هذه؛عرف صاحبي كيف يكون المدخل إلى هؤلاء الموظفين؟
وهو أن تقدم لهم خطاب الجامعة المعتمد دون أن تتحدث فقط تقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وتظهر الخطاب الذي معك.
وهو ما فعله صاحبي في هذه الكلية قدم الخطاب بعد السلام، فأمسك الموظف الخطاب وكتب فيه بخط يده: لا يوجد بحث نوقش لدينا مثل هذا البحث ولا موضوع يشبهه وهذا إقرار منا بذلك.
ولم يقم الموظف بتقليب أي أوراق أو مستندات أو دفاتر ليطلع على الرسائل والبحوث التي نوقشت لديهم أو حتى يتأكد من العنوان أو أي شيء آخر مما جعل صديقي يندهش ويستغرب من أمر هذا الموظف، وحدثت مشادة شبه عنيفة بين الموظف وصاحبي، من أجل التحقق من عدم وجود ما يوافق بحثه، لأن الموظف لم يطلع على أي مستندات وإنما كتب ما كتبه من خلال ذاكرته، وهو ما دعا صاحبي لأن يتكلم:
.. : أريد أن أطلع على الدفاتر التي تؤكد لي عدم وجود بحث مماثل لبحثي هذا.
الموظف: ولكني متأكد من عملي.
.. : ولكني غير متأكد مما تكتب.
الموظف: يا دكتور أنا متأكد مما أعمل.
.. : لم أصبح دكتوراً بعد، ولكنني ما زلت أريد أن أتأكد بنفسي من واقع السجلات.
الموظف: لا حول ولا قوة إلا بالله. أنا متأكد أنه لا يوجد بحث مثل بحثك، وكل ما يهمك أن تأخذ أوراقك معتمدة .. انتظر حتى أعتمدها لك.
.. : كل ما أريده هو أن أتأكد فقط. لا يهمني اعتماد الأوراق دون أن أتأكد.
الموظف: في كل مرة يحدث هذا، يحدث هذا.
واستمرت المشادة وكل يصر على موقفه، الموظف لا يريد تقليب مستندات وأوراق، وصاحبي أصر على أن ينظر في المستندات والدفاتر بنفسه، فكيف يكتب هذا الموظف من ذاكرته أيحفظ عناوين كل الرسائل والبحوث التي نوقشت لديهم!؟
وهدأت الأمور نوعاً ما.
وقال الموظف: يا كريم (اسم صديقي) أنا احفظ عناوين جميع الرسائل والبحوث المقدمة لدينا والتي نوقشت عندنا فهذا عملي.
كريم: وهل تحفظ عناوين مئات أو عشرات البحوث والرسائل.
الموظف: من قال ذلك، إن كل ما نوقش في كليتنا منذ إنشائها حتى الآن ثلاثة رسائل فقط أحفظ عناوينهم وأسماء الباحثين وأسماء المشرفين وأسماء المناقشين لهم جميعاً، فهم ليس بكثير وهذا عملي.
كريم: ثلاثة!!!
الموظف: ثلاثة.
كريم: ولما لم تقل لي منذ البداية حتى لا تحدث المشادة التي حدثت؟
الموظف: كنت أنتظرها منك. فإنها تحدث في كل مرة يأتي فيها باحث هنا من أجل ما جئت لمثله أنت، وكنت أتعمد منك أن تحدث لأني جعلتها مثلاً في كل مرة أقوله (كنت أنتظرها منك).
في النهاية قدم الموظف إلى كريم المستندات والدفاتر التي تفيد بأنه لا يوجد مثل بحثه.
فقال كريم: كنت أنتظرها منك.
ـ[حمدي كوكب]ــــــــ[10 - 06 - 2006, 01:32 ص]ـ
أتخترع اختراعاً مخترع!؟
الخيشوم ومدرس العلوم
أراد بخيت خيشوم أن يسجل اسمه واختراعه في براءة الاختراع، فكان يعمل جاهداً لأن يخترع جهازاً أَطلقَ عليه (الخيشوم).
فخيشوم ليس اسمه، إنما اسمه الحقيقي بخيت ... ، ولكننا لقبناه ببخيت خيشوم نسبة إلى اختراعه.
.. : ولكن ما هذا الخيشوم وما هذا الاختراع وفائدته يا أستاذ بخيت؟
كان الأستاذ بخيت مدرساً للعلوم،وجاءته فكرة اختراعه هذا عندما كان يقوم بشرح درس يتناول التنفس عند الكائنات الحية، ومنها تنفس الأسماك والتي بدورها كانت تتنفس من خلال خياشيم تقوم هذه الخياشيم بترشيح الماء واستخراج الأكسجين للتتنفس به.
من هنا جاءت فكرة (الخيشوم) للأستاذ بخيت، وهو أن يخترع جهازاً بسيطاً يقوم هذا الجهاز بما تقوم به الخياشيم في الأسماك، ويكون هذا الجهاز أقل وزناً من الأسطوانات التي يحملها الغواص حتى تزوده بالأكسجين. فيحمل الغواص هذا الخيشوم فيستقبل الخيشوم الماء من النهر، ثم يمر الماء بعدة مرشحات تعمل على ترشيح الماء ثم تمر بمرحلة أخرى هي التي تقوم بفصل الأكسجين عن الماء، وتتم هذه العملية عن طريق أجهزة ميكانيكية وأشياء أهون للغواص أن يحمل أسطوانة الأكسجين من حمل الخيشوم هذا.
فاختراعه أصبح ثقيلاً وذو حجم كبير بعد الإضافات التي في كل مرة يراها أنها من الأفضل أن تضاف إلى الخيشوم، فأصبح وزن اختراعه لا يستطيع الغواص حمله.
ومع كل مرحلة من مراحل اختراعه كان أحدنا يقول له
.. : أتخترع اختراعاً مخترع؟!
ولكنه يصر على الاستمرار في اختراعه، حتى وصل به إلى مرحلته النهائية، وما عليه إلا أن يقوم بالتجربة، فإما أن يحدث له ما حدث لعباس بن فرناس عندما اخترع جناحين ليطير بهما، أو يحدث ما يحدث له!!
وذهب إلى النيل وذهبنا معه لنشاهد تجربته،أو لننقذه إذا حدث في الأمر شيئاً، وهناك ألقى بنفسه في النيل حاملاً خيشومه على ظهره، ونزل وغاص في الماء، ومازلنا ننتظر صعوده إلى سطح الماء حتى اليوم.
رحمك الله أستاذ خيشوم، فلم تقتنع أنك تخترع في المُخترع!!