شبهات حول آية "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت"
ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 07 - 2006, 10:16 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
يقول الزمخشري غفر الله له:
{أَهْلَ البيت} نصب على النداء. أو على المدح. وفي هذا دليل بيّن على أنّ نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته.
فإما أن يكون المحذوف أداة النداء، فيكون تقدير الكلام: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس يا أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
وإما أن يكون المحذوف، عاملا للاختصاص على المدح، فيكون تقدير الكلام: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أخص بذلك أهل البيت.
وإلى نفس المعنى أشار أبو حيان، رحمه الله، بقوله:
وانتصب أهل على النداء، أو على المدح، أو على الاختصاص، وهو قليل في المخاطب، ومنه:
بل الله نرجو الفضل .......
بفتح آخر الاسم الكريم "الله".
وأكثر ما يكون في المتكلم، كـ:
نحن بنات طارق ******* نمشي على النمارق
بكسر "بنات" على الاختصاص، لأن جمع المؤنث السالم، ينصب بالكسرة، كما علم، والله أعلم.
وكذا ذكر القرطبي، رحمه الله، أن النصب في الآية على المدح، والله أعلم.
هذا من جهة التوجيه النحوي للآية، وأما الكلام في معنى الآية وتوجيهه، فنبدأه بكلام أبي حيان، رحمه الله، إذ يقول:
ولما كان أهل البيت يشملهن وآباءهن، غلب المذكر على المؤنث في الخطاب في: {عنكم}، {ويطهركم}.
وفي هذا رد على من ادعى بأن الآية ليست في حق أمهات المؤمنين، لأن الضمير في "عنكم" و "يطهركم"، لم يأت بصيغة المؤنث فلم يقل: "عنكن" و "يطهركن". اهـ
فبيوت النبي صلى الله عليه وسلم لا تخلو من ذكور، فبالإضافة إلى شخصه الكريم، عليه الصلاة والسلام، كان لبعض أزواجه صبيان ذكور، كـ "أم سلمة"، رضي الله عنها، فضلا عن شمول أهل البيت، كما قال أبو حيان، للزوجات وآبائهن، فغلب التذكير على التأنيث في "عنكم" و "يطهركم"، والله أعلم.
وإلى هذا المعنى أشار القرطبي، رحمه الله، بقوله:
وقالت فرقة منهم الكلبي: هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة وفي هذا أحاديث عن النبي عليه السلام واحتجوا بقوله تعالى: {ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم} بالميم ولو كان للنساء خاصة لكان (عنكن ويطهركن) إلا أنه يحتمل أن يكون خرج على لفظ الأهل كما يقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك أي امرأتك ونساؤك فيقول: هم بخير قال الله تعالى: {أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت {والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم وإنما قال: {ويطهركم} لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا وحسنا وحسينا كان فيهم وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر فاقتضت الآية أن الزوجات من أهل البيت لأن الآية فيهن والمخاطبة لهن يدل عليها سياق الكلام والله أعلم. اهـ
فلما نزل المؤنث، وهو "الزوجة"، منزلة المذكر "أهل"، لفظا، أخبر عنه بلفظ المذكر، كما في قوله تعالى: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ)، لما أريد بالنسوة: لفظ "جمع" المذكر، فآل المعنى إلى: وقال جمع من النساء، ويجوز في غير القرآن التأنيث بنية لفظ "جماعة" المؤنث، فيكون المعنى: وقالت جماعة من النساء، والله أعلم.
ويحكي أبو حيان، رحمه الله، الخلاف، فيقول:
وقول عكرمة، ومقاتل، وابن السائب: أن أهل البيت في هذه الآية مختص بزوجاته عليه السلام ليس بجيد، إذ لو كان كما قالوا، لكان التركيب: عنكن ويطهركن، وإن كان هذا القول مروياً عن ابن عباس، فلعله لا يصح عنه. وقال أبو سعيد الخدري: هو خاص برسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين. وروي نحوه عن أنس وعائشة وأم سلمة. وقال الضحاك: هم أهله وأزواجه. وقال زيد بن أرقم، والثعلبي: بنو هاشم الذين يحرمون الصدقة آل عباس، وآل علي، وآل عقيل، وآل جعفر. اهـ
ووقفة مع ما نسب إلى ابن عباس، رضي الله عنه، في تفسير هذه الآية، وقد علق عليه أبو حيان، رحمه الله، بقوله: وإن كان هذا القول مروياً عن ابن عباس، فلعله لا يصح عنه.
¥