مفتاح السعادة بعدم وأْدِ الإفادة
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 06 - 2006, 09:15 م]ـ
الكتاب: محمد الجوراني
مفتاح السعادة بعدم وَأْدِ الإفادة لقد عشتُ بين طَيَّات الزمن _ بعمري القصير _، أتقلَّب في نِعَمٍ كريمة، وألآءٍ جَسيمة، ومِنَح عظيمة، أُبْصِرُ بما فتح الله به علىَّ من فضائل الأمور، وشريف القِيَم، وأنبل المُثُل.
أُبْصِرُ _ ويا نِعْم البَصَر _شأنَ أهلَ العلمِ والفضلِ، ويَطْرُقُ سَمْعي حالُ المؤمناتِ العفيفات.
فكنتُ أجدُ أهل الفضل يحرصون على ذوات الفضل؛ بما حَبَاهُنَّ الله من الدِّين والعلم والفَهْم والخلق الحسن والجمال البديع، وإنك لتجد الصالحات يَحْرصن على تيك الشمائل الصالحة المتميزة ذاتها عند شقائقهن بالسمات اللاتي اتصفن بها.
فيا رَوْعة الجمع المبارك، ويا أُنْسَ اللقاء، ويا حُسْن بيوتات المسلمين القائمة على مرتكزات الدِّين والعلم والأخلاق الفاضلة. فكأَنِّي بذاك البيت يُنْجِبُ الأبناء النُّجباء، والبُنَيَّات العفيفات، من حَفَظَة الوحي ودستور الأمة؛ كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
يَتعاضَدون على المكارم والعُلى بِتشاكل الآداب والآراءِ غير أنه جاء في آخر الزمان ما أفسد على أهل الصلاح صلاحهم، و خيَّب على المؤمنات طموحهنَّ فنبتت نبتة سوءٍ؛ طارحةً العلم والدين والإفادة من أصحاب القدرات والإفادات والمواهب. فتجدُ الرجلَ _ إلا ما رَحِمَ الله _ يَكْبِتُ قُدرات الزوجةِ الصالحة، ويُحَجِّمُ نفْعَها لأخَواتها المؤمنات، فلا عِلْم، ولا دَعْوة، ولا خَيْر، ولا نَفْع، وهلمَّ جَرَّاً جَرَّاً! فيَحْرِمُ إفادةَ زَوْجِهِ لنساء المؤمنين؛ فتمُوتُ القُدرات، وتُنْسَف العَزَمات، وتَتَلاشى الأُمنيات والطُّموحات؛ فبِئْس الرجلُ هذا لأهله! فَلَيْتَها لَمْ تقبل مُذْ تَقدَّم، وليتها، ولاتَ ساعة مَنْدم .. !
و إنَّك لتجدُ الزوجةَ اليوم _ إلا ما رَحِمَ الله _ مُتَطلِّعَة للمال، وللشَّكْلِ والهَيئة والهِنْدَام، لِتَظْفَر بِحِبِّ قَلْبِها؛ فتَسْجِنَهُ في سَكنِها، وتُحَجِّمُ خَيْره للنَّاس، بِدَعْوَى الاهتمام بها، أو بأبنائها، أو حَيَاتهما معاً، فيُطيعُ العَاطِفَة، ويَهْدِمُ الدروس الهادِفة، وليته وَازَن ولَمْ يفعل، ولا حَوْل ولا قُوَّةَ إلا بالله؛ فبِئْسَت الزوجةُ هذِهِ لزوجها.!
قلتُ ما قلت .. لينظرَ الرجلُ إلى نِصْفِ دِينه مَا هُو؟ أيكونُ خيراً وعَوْناً للدَّعوةِ وبذل الخير للناس؛ فيَعِيْشَا لله، وفي الله، وعلى شَرْع الله. وما أَهْنَأ العَيْش في ذَاتِ الله.
ولتنظرَ المرأةُ الصالحةُ؛ فَلْتظفَر بِصَاحِب الدِّين والخُلق؛ فلا يَكْسِر عليائَها، ولا يَكْبِت طموحها، ولا يجرِّدَها عن أهدافها، وقدراتها التي مَازَت بهنَّ غيرها، فَتُؤَدُ الإفادةُ، وتُخْبَتُ الرِّيَادة. وإلى الله المشتكى.
فكم طَرَق سَمْعَنا خَوَرُ وضَعْفُ أهلِ التَّميُّزِ والتفوقِ والصلاحِ؛ بسبب تأثيرِ كلّ طَرفٍ على الآخر، مِمَّا لا يُوافق اهتمامَاته، وطُموحَاته، وأَهدافه! فيُولَدُ النَّدم، ولاتَ حِيْنَ مَنَاص!! فيا مَعاشِر الشباب .. ويا أيتهنَّ العفيفات .. الله .. الله في النَّفْعِ والإفَادة؛ فذَاك الأثرُ النَّافِعُ قَبْل الرَّحيل؛ فلتكن الإفادة مفتاح السعادة , فلتكن الإفادة مفتاح السعادة , فلتكن الإفادة مفتاح السعادة.
شبكة مشكاة ( http://www.almeshkat.com/index.php?pg=art&cat=15&ref=301)
دمتم بخير
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[29 - 06 - 2006, 09:27 م]ـ
أحسنت الإختيار وجعلك الله من الأخْيّار: ولهذه المناسبة أنقل لكم ـ السعادة فيها ترك ما فيها ............. ، ورابط رائع أخي أبو طارق.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[29 - 06 - 2006, 09:32 م]ـ
بارك الله فيك شيخ نائل , وجزاك الله خيراً , على جميل لفظك , ومعسول كلماتك. وجمعني الله بك في دار كرامته.
دمت بخير