[صرخات فصيحوية]
ـ[فصيحويه]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 03:07 م]ـ
إخوتي الكرام
في الواقع ما أريد طرحه هنا هو عدة نقاط متفرقة ولكن يجمعها الحرص على لغتنا لغة القرآن الكريم.
حديثي عن اللغة العربية من ناحية تعلمها وتعليمها.
أنا خريج لغة عربية من إحدى الجامعات السعودية وللأسف الشديد ما تعلمناه نسيناه تماما أو أكثره على الأقل والسبب هو أننا نعتمد فقط على الكم وليس الكيف. لانهتم في تعليمنا على المهارات التي ينبغي توفرها في خريج بكالوريوس لغة عربية.
قولوا لي بربكم ماذا استفدنا من ترديد اختلافات سيبويه وابن مالك والأراء التحوية الشاذة، وأن يفني الإنسان عمره في كتابة بحث عن فتحة أن أو كسرتها.
تخرجنا ولم نتعلم يوما كيف سنعلم؟ ولذلك عندما اتجهنا للتدريس كما هو حال أكثر الخريجين اتضحت الأخطاء الكبيرة. المبتدأ والخبر موضوع تافه لكن كيف ستشرحه وأي الطرق أنسب لشرحه؟ هنا المحك، وهل القضية تنتهي عند تلقين الطلاب أم أنك تركز على التطبيق.
وهنا مشكلة أخرى
مشكلة المناهج التعليمية
مناهج اللغة العربية وللأسف الشديد متخلفة. تركيز على القواعد وهذه طريقة قد تخطاها العالم في تدريس اللغات منذ عشرات السنين.
الطامة أن المعلم في أغلب الأحوال لا يعرف الأهداف الحقيقية من كل مادة فضلا عن كل درس.
في مادة القراءة مثلا يتجه المعلم لتعويد الطلاب على القراءة السليمة دون أدنى معرفة متى ينبغي أن يصحح الخطأ؟ وكذلك مسألة فهم المقروء واستخراج الفكرة الأساسية من كل مقطع أمر يكاد يكون معدوما.
وإذا تجهت إلى مادة الإنشاء أو التعبير فما عساي أن أقول؟!!!
يطرح المدرس الموضوع ويطلب من الطلاب أن يكتبوا عنه ثم يصححه وتنتهي القضية.
أين طريقة الكتابة؟
للأسف لا أذكر أني درست يوم أن كنت طالبا في مرحلة البكالوريوس مادة تعلمك قواعد الكتابة السليمة.
كيف تكتب مقالا؟ ماذا ينبغي أن تكون تركيبة المقال؟
هل وضع الطالب كل فكرة في مقطع مستقل أم أن الأفكار متزاحمة؟
للأسف نحن نأمر الطالب أن يكتب ولا نعلمه كيف؟
والقائمة تطول
لست متشائما ولكن هذا هو الواقع ولن يتغير الوضع إلا إذا غيرنا طريقتنا ومناهجنا التعليمية في مراحل التعليم العام والتعليم العالي.
آمل أن أقرأ آراء الإخوان في هذا الموضوع
تحياتي
ـ[معالي]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 04:32 م]ـ
السلام عليكم
أهلا بك أستاذ فصيحويه, وطاب لك المقام بيننا.
أتفق معك كل الاتفاق في سوء مناهج التعليم العام, ولكني أخالفك في أن مناهج جامعاتنا سيئة كذلك.
ذكرتني صرختك هذه بصرخة مَنْ ينقمون على مناهجنا أنها تحفل بالحفظ ولا تعتد بالفهم, ثم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على الحفظ والتلقين وآليته, مع أن المنصف يعلم يقينًا أن الحفظ لا يقل أهمية عن الفهم, ومقولة "من حفظ المتون حاز الفنون" لا غبار عليها وإن قيل فيها ما قيل.
وعليه فأخالفك في قولك بعدم أهمية تعلم آراء العلماء وخلافاتهم, ولاسيما أن العلم في هذا الباب خاضع للاجتهاد, وليس وحيًا يلزمنا تعلم وجه واحد وترك ما عداه.
أما تعلم المهارات فذاك مما ينبغي الإحاطة به في التعليم العام, ويقبح بطالب الجامعة أيًا كان تخصصه ألا يكون ملمًا بمبادئ الكتابة.
مشكلتنا أستاذي الكريم أننا تعلمنا الاتكال على المعلم, فكل شيء ينبغي أن يفعله المعلم ويقوله المعلم حتى نتعلمه, وإلا كان ذلك تقصيرًا منه لا يُغفر, وفي المقابل لم نجرؤ على نقد أنفسنا لنقول: أين دور الطالب؟
لا يُعقل أن يكتفي الطالب, ولاسيما المتخصص في مرحلة البكالوريوس, بما يتعلمه في قاعة الدرس, دون أن يكون له دور فاعل في الاطلاع والاستفادة من مصادر العلم المتاحة كالشبكة والتلفاز والإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام.
هذا في مجال التعليم الجامعي, أما في التعليم العام فلاشك في أن على المعلم مهمة كبيرة, وما ذكرتَه في هذا المجال أوافقك عليه.
للأسف لا أذكر أني درست يوم أن كنت طالبا في مرحلة البكالوريوس مادة تعلمك قواعد الكتابة السليمة.
كيف تكتب مقالا؟ ماذا ينبغي أن تكون تركيبة المقال؟
لا أدري في أي جامعة درستَ أخي الكريم, ولكني درستُ في كليتي مادة تُعنى بهذا الجانب في المستوى الأول من دراستي الجامعية, وكان اسم المادة "مهارات الكتابة".
ودرسنا فيها كل مهارات الكتابة, ومنها القواعد العامة لكتابة كل الفنون الأدبية.
ذاك رأيي الخاص, والاختلاف لا يفسد للود قضية.
ـ[أنشودة المطر]ــــــــ[29 - 07 - 2006, 05:39 م]ـ
في الحقيقة لا ألوم أخي الكريم على صرخته تلك, من حقه أن يشجب و يستنكر ..
مواد اللغة العربية بحاجة إلى إعادة منهجيتها!
في محاضرات النحو يُتناسى الأدب, وفي محاضرات الأدب يتناسى النحو , وأصبح كل فرع من فروع اللغة لا يولي اهتماماً بالآخر ..
وكذا في مراحل التعليم العام , فما إن خرجت في فترة التطبيق العملي حتى وجدت بوناً شاسعاً لم أكن أتوقعه في فروع اللغة العربية!
ففي يوم سألت في حصة (نحو) عن مسألة في (البلاغة) ... !
فأجابتي طالبة مستنكرة: أستاذة هذا في البلاغة وليس في النحو!!
ناهيك عن الإنشاء , يطلب من الطالبات -وهذا ما رأيته- كتابة قصة , والطالبة لم تعرف يوماً فنون القصة ولا عناصرها .. ثم بعد ذلك تحساب حساباً عسيرا .. !
أذكر في محاضرة للدكتور: عبدالله المفلح - أستاذ البلاغة و النقد في جامعة الإمام- أخذ يدير معنا نقاشاً حول تشتت فروع اللغة العربية , وذكر- وهو ضمن معدي مناهج اللغة العربية -أنه ينوي أن يدمج جميع فروع اللغة العربية تحت بند واحد كما كان التدريس سابقاً في الكتاتيب .. وعلته في ذلك , أن تلك الطريقة ستخرج لنا طلاب يجيدون التحدث بالفصحى أولاً و من ثم تأتي عملية التدريب النظري في مراحل متأخرة وليست العكس كما لدينا الآن.!
ومثل بحفظة القرآن الكريم الآن رغم عدم علمهم بقواعد اللغة العربية أي بأن هذا مرفوع أو منصوب , يستكرون اللحن من المتحدث و يقومون بتصويبه رغم عدم معرفتهم بالقاعدة!
الفكرة راقت للأغبية منا , لكن متى؟ الله أعلم!
¥