تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آلام الأمة في ترك الكتاب والسنة ومع وقفة مع الدعوة السلفية في بيت المقدس:1،2،3]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[27 - 08 - 2006, 08:47 م]ـ

إعداد المشرف العام الشيخ هشام بن فهمي العارف

واجب علينا اتباع منهج السلف "منهج النبوة"، لأنه الدين، والدين كله، ولأنه منهج الخلاص من العذاب الذي تعيشه الأمة. والله ـ تعالى ـ أمر باتباع منهج السلف علماً وعملاً في كثير من نصوص كتابه ـ عز وجل ـ وكذلك نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي هو بنفسه أشرف على تربية الصحابة ـ رأس السلف الصالح ـ، بوحي من الله ـ تعالى ـ على أن يكونوا ـ رضوان الله عنهم ـ على هذا المنهج الرباني، فكيف يتأتى للناس بعد ذلك، بعد أن شهدوا خيرية القرون الأولى وفضل أهلها أن ينصرفوا إلى عقولهم وآرائهم الكاسدة الفاسدة في حل مشاكلهم دون الرجوع إلى المنهج الرباني العظيم للخروج من واقعهم الأليم.

قال شيخنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ: "العلاج هو العلاج، والدواء هو الدواء، فبمثل ما عالج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تلك الجاهلية الأولى، فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم ـ جميعهم ـ أن يعالجوا سوء الفهم لمعنى "لا إله إلا الله" ويعالجوا واقعهم الأليم بذلك العلاج والدواء نفسه، ومعنى هذا واضح جداً، إذا تدبرنا قول الله عز وجل: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21).

فرسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الأسوة الحسنة في معالجة مشاكل المسلمين في عالمنا المعاصر، وفي كل وقت وحين، ويقتضي ذلك منا أن نبدأ بما بدأ به نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولاً، ومن عبادتهم ثانياً، ومن سلوكهم ثالثاً ... وإنما أريد أن يهتم بذلك المسلمين اهتماماً شديداً كبيراً".

وقد لخص خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ما تقدم بقوله: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". انتهى

لذلك فيجب على المسلمين اتباع المنهج الرباني الذي هو منهج النبوة، منهج السلف الصالح، ففيه العزة والخير والبركة.

أثر عن السلف الصالح ومنهم على سبيل المثال: مكحول الشامي ـ رحمه الله ـ أنه قال ـ بسند صحيح ـ: "القرآن إلى السُّنة أحوج من السُّنة إلى القرآن".

فالسنة مهمة جداً لأنه لولاها لما فسر القرآن وبُيِّن، قال ـ تعالى ـ: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ).

وعن أيوب السختياني ـ التابعي الجليل ـ أنه قال: "إذا حدثت الرجل بسنة فقال: دعنا من هذا، وأنبئنا عن القرآن فاعلم أنه ضال". وقال: وأخرج البيهقي عن عامر الشعبي ـ رحمه الله ـ أنه قال لبعض الناس: "إنما هلكتم في حين تركتم الآثار" يعني بذلك الأحاديث الصحيحة. وأخرج البيهقي أيضاً عن الأوزاعي ـ رحمه الله ـ أنه قال لبعض أصحابه: "إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره فإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان مبلغاً عن الله تعالى". وأخرج البيهقي عن الزهري ـ رحمه الله ـ أنه قال: "كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة". وأخرج البيهقي عن مجاهد بن جبير ـ التابعي الجليل ـ أنه قال: في قوله تعالى: " (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، قال: "الرد إلى الله الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول الرد إلى السنة".

وقال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى: (فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي: عن أمر سول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو سبيله ومنهاجه، وطريقته، وسنته، وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قبل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان، كما ثبت في "الصحيحين"، وغيرهما، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" أي: فليخشى وليحذر من خالف شريعة الرسول باطناً أو ظاهرا ً: (أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ) أي في قلوبهم، من كفر، أو نفاق، أو بدعة، أو (يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أي: في الدنيا بقتل أو حد، أو حبس أو نحو ذلك.

منقبة عظيمة لأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ لأجل تمسكه بالسنة

قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ: "والله الذي لا إله إلا هو لولا أبو بكر استخلف ما عبد الله " ثم قال الثانية، ثم قال الثالثة، فقيل له: مه يا أبا هريرة! فقال: " إن رسول الله وجَّه أسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام، فلما نزل بذي خشب قبض رسول الله وارتدت العرب حول المدينة، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله، فقالوا: يا أبا بكر! ردَّ هؤلاء، تُوجِّه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة؟! فقال: والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله ما رددت جيشاً وجهه رسول الله، ولا حللت لواءً عقده رسول الله، فوجَّه أسامة، فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام".

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ: "وقد حقق العلماء أن غلبة الأنبياء على قسمين: غلبة بالحجة والبيان، وهي ثابتة لجميعهم، وغلبة بالسيف والسنان، وهي ثابتة لخصوص الذين أمروا منهم بالقتال في سبيل الله".

قال الشيخ عبد المالك الرمضاني ـ حفظه الله ـ: "ولهذا قرر العلماء أن المؤمنين المستضعفين اليوم في مجتمعاتهم، الذين لا يؤمرون بالقتال، هم منتصرون بالحجة العلمية التي تدمغ كل باطل وجدال، وأما الذين لهم القوة والسلطان فيؤمرون به لتتأيد الحجة بالسنان، وعلى هذا فالحجة العلمية غالبة في كل زمان، والحمد لله على هذا".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير