تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إياكم وخضراء الدمن .. هل هو حديث صحيح؟؟؟ اقرأ الجواب ..]

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 05:47 م]ـ

سألني طالب من طلابي عن هذا الحديث ومدى صحته فقمت بالبحث عنه في النت فتحصلت على هذه المعلومات فأردت إفادتكم به أيضاً ....

ولفظه: إياكم وخضراء الدمن، قالوا: وما خضراء الدمن؟ يا رسول الله، قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء.

والمراد بالمرأة الحسناء في المنبت السوء، المرأة الجميلة المنحدرة من أسرة خبيثة.

قال البيروتي في أسنى المطالب: معناه احذروا المرأة الحسناء ومنبتها سوء كالشجرة الخضراء من كثرة الزبل على أصلها.

وقال الدمياطي في إعانة الطالبين: شبه المرأة التي أصلها رديء بالقطعة من الزرع المرتفعة على غيرها التي منبتها موضع روث البهائم.

درجة الحديث:

..............

هذا الخبر ليس له سند ثابت، وهو معدود عند أئمة الحديث من الأحاديث المنكرة، رواه الخطيب في تلخيص المتشابه (2/ 509) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 96) والرامهرمزي في أمثال الحديث (1/ 120) وغيرهم. من طريق محمد بن عمر المكي – المعروف بالواقدي - عن يحيى بن سعيد ابن دينار، عن أبي وجزة يزيد بن عبيد عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم وخضراء الدمن) فقيل وما ذاك يا رسول الله؟ قال: (المرأة الحسناء في منبت السوء) 0

وجاء الخبر من مسند عبد الملك بن محمد الأنصاري، ذكره ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى في الجرح والتعديل (4/ 139) فقال: سليمان بن محمد التيمى روى عن عبد الملك بن محمد الأنصاري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (إياكم وخضراء الدمن) فذكره ولم يحكم عليه بشيء 0

ومحمد بن عمر - هو الواقدي -: وثقه جماعة، وضعفه الأكثرون وهو الصواب فلا يحتج بشيء من حديثه، قال عنه الإمام أحمد في رواية، كذاب، وقال يحيى بن معين ليس بشيء. الكامل لا بن عدي (6/ 241) 0

وقال مسلم: متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة ترك الناس حديثه

وقال الدارقطني غريب من حديث أبي وجزة يزيد بن عبيد، عن عطاء، تفرد به الواقدي، عن يحيى بن سعيد بن دينار عنه. أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر (5/ 78)

ونقل الحافظ ابن حجر في التلخيص (3/ 145) عن ابن طاهر وابن الصلاح أنهما قالا: يعد في أفراد الواقدي، وقال الدارقطني: لا يصح من وجه 0

وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (2/ 179) رواه الواقدي من رواية أبي سعيد الخدري، وهو معدود من أفراده، وقد علم ضعفه 0

وذكره العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 387) وعزاه للدارقطني في الأفراد والرامهرمزي في الأمثال 0

قال الرامهرمزي: وقد جاء هذا مفسراً، ومعنى ذلك أن الريح تجمع الدِّمَن وهي البعر - في المكان من الأرض، ثم يركبه الساقي فينبت ذلك المكان نبتاً ناعماً غضاً فيروق بحسنه وغضارته، فتجيء الإبل إلى الموضع وقد أعيت فربما أكلته الإبل فتمرض، يقول لا تنكحوا المرأة لجمالها وهي خبيثة الأصل، لأن عرق السوء لا ينجب معه الولد، وقال الشاعر

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا

والخلاصة:

إنه يجوز الزواج من المرأة التي ترجع إلى أصل خبيث وقد ضعف أهل العلم الحديث الوارد في النهي عن الزواج من خضراء الدمن كما تقدم، واعلم أن معيار الفضل عند الله تعالى هو التقوى والعمل الصالح بغض النظر عن اللون أو الجنس أو غيرهما قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات: 13} كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المعايير التي ينبغي اختيار الزوجة على أساسها حيث قال: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه

ولم نقف على دليل من السيرة النبوية يخص هذه المسألة الأخيرة، وفي هذا الحديث الشريف كفاية فالمرأة التي ترجع إلى أصل سيئ إذا كانت متصفة بالاستقامة على دين الإسلام لا يضرها ما بأصلها من خبث لقوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الزمر: 7}.

قد أخرج أحمد والترمذي وصححه؛ والنسائي وابن ماجه عن عمرو بن الأحوص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: ألا لا يجني جان إلا على نفسه، لا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده. قال الشيخ الألباني: صحيح

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي: ابنك هذا؟ قال: إي ورب الكعبة. قال: حقا؟ قال: أشهد به. قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي في أبي ومن حلف أبي علي، ثم قال: أما إنه لا يجني عليك، ولا تجني عليه، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. قال الشيخ الألباني: صحيح.

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير