[دراسة عن غريزة التدين في فطرة البشر بقلم: علاء محمد علي البيطار]
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 08:09 ص]ـ
هل يحتاج الانسان الى دين في حياته00
دراسة عن غريزة التدين في فطرة البشر
لقد شدني لقاء في إحدى القنوات الفضائية مع فتاة غربية تحكي قصة نجاتها من كارثة تسونامي حين ضربتها الأمواج العالية مما جعلها تتشبث بنخلة لتظل على حالها حتى أتى فريق الإنقاذ وخلصها مما هي فيه فتروي شعورها خلال هذه الأيام العصيبة وهي على رأس نخلة معلقة بين السماء والأرض والجثث متناثرة من حولها ـ وقد كانت ملحدة لا تؤمن بالله ـ تأثراً بترسبات إحدى الأيديولوجيات الفاسدة التي ظهرت في بدايات القرن العشرين ثم ما لبثت أن انهارت قبل أن ينتهي ـ فلم تر من بد إلا أن تستغيث بالله وتطلب منه الخلاص ..
فقلت سبحان الله، ما بال هذا الإنسان يصول ويجول نابذاً الدين مبتعداً عن رب العالمين وحينما يقع في مأزق يلتجىء إلى خالقه معترفاً بذنبه فتذكرت قوله تعالى: (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا حوله نعمة من نسي ما كان يدعو إليه من قبل، وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله) الزمر: 8.
فهل الإنسان يحتاج إلى دين يستضيء به في كافة شؤون حياته ليشعر بالاطمئنان والسكينة خاصة وان أصح ما يقال على الإنسان أنه حيوان متدين، فقد كان التدين موجوداً منذ القدم مع وجود الإنسان الأول، ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا فترات قليلة يقول عنها المؤرخ (ول ديورانت) في موسوعته (قصة الحضارة): إنها (حالات نادرة الوقوع ولا يزال الاعتقاد القديم بأن الدين ظاهرة تعم البشر جميعاً اعتقاداً سليماً وهذا في رأي الفيلسوف حقيقة من الحقائق التاريخية والنفسية ... ) (1).
ويقول معجم (لاروس) للقرن العشرين: إن الغريزة الدينية مشتركة بين كل الأجناس البشرية، حتى أشدها همجية، وأقربها إلى الحياة الحيوانية .. وإن الاهتمام بالمعنى الإلهي وبما فوق الطبيعة هو إحدى النزعات العالمية الخالدة للإنسانية .. إن هذه الغريزة الدينية لا تختفي بل لا تضعف ولا تذبل، إلا في فترات الإسراف في الحضارة وعند عدد قليل جداً من الأفراد (2).
ومما يؤكد هذا ما اكتشفه مؤخراً أحد علماء البيولوجية في أميركا البرفسور (دين هامر) في كتابه المعنون: (الجين الإلهي، كيف يرتبط الإيمان بحياتنا) الذي فجر جدلاً عظيماً في الولايات المتحدة مما جعل مجلة التايم الأميركية تفتح ملف دراسة خاصاً عنه. حيث يرى المؤلف أن هناك جينات مسؤولة عن اهتمام الإنسان بالروحانيات وحرصه على علاقته بربه ... ) (3).
أما الأدلة الفلسفية على الغريزة الدينية فقد استدل علماء الأديان والاجتماع والفلسفة على كون التدين فطرة الاستقراء والاستنتاج للكشف عن بواعث التدين الفطرية، ومتى هذه الأدلة كما ذكرها الدكتور محمد الزحيلي في كتابه (وظيفة الدين في الحياة) (4).
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2006, 08:12 ص]ـ
ـ إن نزعة التدين ظهرت من غريزة التطلع إلى الغيب ومحاولة معرفة الحقيقة الرابضة وراءه وعدم الوقوف عند حدود الواقع الحسي، والعودة إلى التأمل في المسائل الأزلية، لم خلق الإنسان؟ ومن خلقه؟ ولم خلق الكون؟ ومتى؟ ومن خلقه؟ وما هو مبدأ الإنسان؟ وما هي غايته وهدفه؟ وإلى أين يسير؟ وما هي نهاية الكون؟ وما هو مصير الإنسان؟ وماذا بعد الموت؟ وغير ذلك من الأسئلة التي تدفع الإنسان إلى الإيمان بالله، وإلى البحث والنظر والسعي والعلم والاكتشاف، وهذا التطلع والتأمل في هذه القضايا الغيبية كانت ولا زالت وستبقى الشغل الشاغل للإنسان، ويريد الوصول إلى اليقين أمام مشكلات الكون الكبرى، مما تقدمت به المدنية وتعددت الاكتشافات وترقى العلم، لأن العلم عاجز قطعاً عن الإجابة عن هذه الأسئلة وأنه مقيد بكشف نواميس الكون دون أن يغير منها شيئاً، وأن مجاله محدد في النواحي المادية التي وضعت تحت حواسه.
¥