[مهنة المتاعب]
ـ[لخالد]ــــــــ[23 - 08 - 2006, 10:58 م]ـ
قصيدة كانت ضمن وثائق تركها أحدهم بعد انتقاله من إحدى المدارس ,مكتوبة بخط اليد و عليها سنة 1990
يقولون هذي فرصة العمر فاغتنم = و هذي سلاليم الوزارة فارتق
فقلت نعم, قد كان ذلك مغريا = إلا أنه قد شب عمرو عن الطوق
قضيت شباب العمر في الكد و العنا = أكابد مهنة المتاعب و الضيق
فمن رفع تقرير لبيع بطاقة = و تضميد مجروح و تنظيف مرفقٍ
و إصلاح أنبوب و ترقيع مقعد = و صبغ جدار لاستعادة رونق
و من ضبط إحصاء لتوفير قاعة = و إقناع آباء بأوضح منطق
أقاسي وحيداً ,في غياب مساعد = ضغوط اكتظاظ بالحواضر خانق
و من نقل تجهيز إلى فتح مطعم = و تقديم وجبات بدون ملاعق
و من وزن ثمرات لتقسيم خبزة = و إرجاع كيس بعد إحصاء ما بقي
و من بؤس مطرود لنقمة راسب = و جرأة وغد بالحجارة راشق
و إن رمت تنشيطا و تحريك همة = بنفحة جود أو أو ببسطة منفق
أعرض نفسي للملام و ربما = أبوء بإنذار أكيد موثق
فلا صرف إلا بعد "إِذنِ" موافق = و يا لعظيم الهم إن لم يوافق
تذوب حياتي ,في هموم صغيرة = و إن كان هم العيش أنفذ في العمق
أبعد الذي عانيت مما وصفته = و ما لم أصف , مما يشيب أو يشقي
و هل بعدما شارفت ستين حجة = و لاحت تباشير التقاعد في الأفق
أروم سطوعا في سماء معارف = ألوح كنجم لامع متألق
و أغشى ميادين الدراسات طامحا = أصول بذهن ثاقب متفتق
و أجلو غوامض المعاني محللا = و أسلك نهج الدارس المتعمق
و أعطي جوانب الصياغة حقها = و أزهو بأسلوب الفتى المتأنق
كأني في عز الشباب و همتي = يؤججها لظى طموح مؤرق
أنزه في روض المعارف مهجتي = و أرنو إلى خوض امتحان موفق
أفجر فيه من صبيب يراعتي = و أظفر منه بالنجاح المحقق
و أرجو ارتقاءً في السلاليم علَّني = أخفف ما ألقى من الضنك في الرزق
************
أمان عذاب يُستلذُّ مذاقُها = و تردادها, لولا مشيبٍ بمفرقي
فهل أنا إلا سلم متأرجح = يُداس عليه دون لطف و لا رفق
و هل رجل التعليم إلا مطية = على متنه الأجيال تعدو إلى السبق
على كتفيه يَبلغ المجدَ غيرُه = فما هو إلا سُلم للتسلق
و هل في "الوظيف" غير رق مقنع = فمن ذا الذي يرجو السعادة من رق
فلولا ارتياح في الضمير و ما به = أحسُّ لأبنائي التلاميذ من عشق
لضاقت حياتي "بالوظيف" و رِقه = و صحت: متى يا ربُّ تأذن بالعتق؟
: D
ـ[معالي]ــــــــ[24 - 08 - 2006, 03:59 ص]ـ
:):):)