تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أسباب تسلط الأعداء: ظهور النفاق و البدع و الفجور]

ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 06:21 ص]ـ

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (13/ 177 فما بعدها):

((وقد قيل: إن أول من عرف أنه أظهر في الإسلام التعطيل الذي تضمنه قول فرعون هو الجعد بن درهم فضحى به خالد بن عبد الله القسري وقال: أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم إني مضح بالجعد بن درهم , إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا، ثم نزل فذبحه وشكر له علماء المسلمين ما فعله كالحسن البصري وغيره.

وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بني أمية وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة ; فإنه إذا ظهرت البدع التي تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم.

ولهذا لما ظهرت الملاحدة الباطنية وملكوا الشام وغيرها ظهر فيها النفاق والزندقة الذي هو باطن أمرهم وهو حقيقة قول فرعون إنكار الصانع وإنكار عبادته وخيار ما كانوا يتظاهرون به: الرفض.

فكان خيارهم وأقربهم إلى الإسلام الرافضة وظهر بسببهم الرفض والإلحاد حتى كان من كان ينزل الشام مثل بني حمدان الغالية ونحوهم متشيعين ; وكذلك من كان من بني بويه في المشرق.

وكان ابن سينا وأهل بيته [قال ابن المغيرة: ابن سينا هو الطبيب المشهور] من أهل دعوتهم ... قال [قال ابن المغيرة: أي ابن سينا]: وبسبب ذلك اشتغلت في الفلسفة.

وكان مبدأ ظهورهم من حين تولى المقتدر ولم يكن بلغ بعد وهو مبدأ انحلال الدولة العباسية ; ولهذا سمي حينئذ بأمير المؤمنين الأموي الذي كان بالأندلس وكان قبل ذلك لا يسمى بهذا الاسم ويقول: لا يكون للمسلمين خليفتان فلما ولي المقتدر قال هذا صبي لا تصح ولايته فسمي بهذا الاسم.

وكان بنو عبيد الله القداح الملاحدة يسمون بهذا الاسم لكن هؤلاء كانوا في الباطن ملاحدة زنادقة منافقين وكان نسبهم باطلا كدينهم ; بخلاف الأموي والعباسي فإن كلاهما نسبه صحيح وهم مسلمون كأمثالهم من خلفاء المسلمين.

فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول سلطت عليهم الأعداء فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة وأخذوا الثغور الشامية شيئا بعد شيء إلى أن أخذوا بيت المقدس في أواخر المائة الرابعة.

و بعد هذا بمدة حاصروا دمشق وكان أهل الشام بأسوأ حال بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة ; إلى أن تولى نور الدين الشهيد وقام بما قام به من أمر الإسلام وإظهاره والجهاد لأعدائه ثم استنجد به ملوك مصر بنو عبيد على النصارى فأنجدهم وجرت فصول كثيرة إلى أن أخذت مصر من بني عبيد أخذها صلاح الدين يوسف بن سادي و خطب بها لبني العباس ; فمن حينئذ ظهر الإسلام بمصر بعد أن مكثت بأيدي المنافقين المرتدين عن دين الإسلام مائة سنة.

فكان الإيمان بالرسول والجهاد عن دينه سببا لخير الدنيا والآخرة وبالعكس البدع والإلحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والآخرة.

.... يتبع

ـ[أبو طارق]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 06:15 م]ـ

نسأل الله أن يجنبنا البدع وما يقرب إليها ومن يدعو لها.

بارك الله فيك , وجزاك الله خيراً.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 09:44 م]ـ

الحصاد يأتي بعد الزرع؟. اليس كذلك ....

ـ[ابن المغيرة]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 01:44 ص]ـ

سأعود للتعليق على الردود إذا انتهيت من الموضوع إن شاء الله ...


فلما ظهر في الشام ومصر والجزيرة الإلحاد والبدع سلط عليهم الكفار ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم الله على الكفار ; تحقيقا لقوله: ((يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم، تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير