تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فتح فاتحة "الم" - سورة آل عمران .. عطية زاهدة]

ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[24 - 06 - 2006, 10:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى: "الم (1). الله لا إله إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ (2) ".

طبعاً، منْ يقرأ "الم. الله لا إله إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ" لا بدَّ أنْ يسأل ما هي "الم"؟ ..

بدهيّاً، فإنَّ ما يليها مباشرة من الكلام هوَ أوْلى الكلام للحديث عنها .. أيْ إنَّ هناكَ ارتباطاً ومناسبةً بينَ الآية "الم" وبينَ الآية "الله لا إله إلاّ هو الحيُّ القيّومً" .. أليست "الم" في ابتداءِ الكلامِ، فلْنأخُذْها أنّها مبتدأٌ .. فأينَ خبرُهُ؟ ..

خبرُهُ تالٍ له أي خبرُ "الم" هو "اللهُ". وبالتالي، فإنَّه من الممكن والمقبولِ أنْ نقومَ بتقدير الضمير "هو" بيْنَ الآيتيْنِ هكذا: "الم – هوَ - اللهُ لا إله إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ". والتقديرات جائزةٌ للتفسير.

حسناً، أينَ التعريفُ ب "الم"؟

تعريفُها أوِ الحديثُ عنها هو ما يليها، أي هوَ لفظُ الجلالة: "اللهُ".

الله سبحانه بماذا ندعوه؟

ندعوه بأسمائه الحسنى، فهي له، هيَ هوَ، وهيَ هوَ: "وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادعوهُ بها" .. "قل: هو الرحمن آمنّا به"- فمن هوَ الرحمن؟ هو اللهُ. فمنِ اللهُ؟ هو الرحمنُ .. بسم الله الرحمن الرحيم .. فما إعرابُ "الرحمن" في البسملةِ؟: بدل (وفي النحوِ بدل المجرور مثله مجرور).

ونعود إلى "الم" في أول سورة آل عمران " الم. اللهُ لا إله إلاّ هوَ الحيُّ القيّومُ" .. بماذا نعرّفُ اللهَ؟ بماذا ندعو اللهَ؟ نعرّفُه وندعوه ونسمّيهِ بأسمائهِ الحُسنى، فالأسماءُ الحسنى تعرّفُ اللهَ (هيَ هوَ) واللهُ يعرّفُها (وهوَ هيَ).

أما وصلتَ معيَ أنَّ "ألم" هيَ مختصراتُ ثلاثةٍ من الأسماءِ الحسنى؟ .. على الأقلِّ قد وصلتُ، وقد تلحقُ بي.

ألا تذكرُ أنّني أحلُّ الفواتحَ هكذا: "اعتبارُ أنَّ كلَّ حرفٍ منها هوَ الحرفُ الأولُ من كلمةٍ قرآنيّةٍ يمكنُ أن نقدّرَها من الآيةِ أوِ الآياتِ التاليةِ للفاتحةِ المشتملةِ على ذلك الحرفِ، أوْ من السورةِ نفسِها، أو حتى من سورةٍ أخرى، تقديراً يجعلُ لأحرُفِ الفاتحةِ معنىً معقولاً منسجماً معَ السياقِ والقرائنِ خاصّةً، ومعَ القرآنِ عامّةً"?

إذاً، فما هو حلُّ "الم" في فاتحة سورة آل عمران؟

كما قلنا فإنَّه بقرينةِ وجودِ لفظِ الجلالةِ في خبرِها باعتبارِها كلِّها في موضع مبتدأ، فإنَّها مختصراتٌ من أسماء الله الحُسنى .. فمن أيِّ اسمٍ جاءَ الألفُ؟ ومنْ أيِّ اسم جاءَ اللام؟ ومنْ أيِّ اسم جاءَ الميم؟

1 - أمّا بالنسبةِ لأسماء اللهِ الحسنى التي تبتدئُ بالألف فهيَ: الأحد (أحد)، والأول (أول)، والآخرُ (آخر). فأيُّها نختارُ معَ أنَّها كلّها مقبولة؟

لقد قلنا إنَّ القرائن والسياقَ تساعدُ في التقدير .. فماذا تفهم من قولِ الله تعالى "اللهُ لا إلهَ إلّا هوَ .. " .. ألا يخبرُكَ بأنّهُ "الأحد" (أحد)؟ .. بلى. إذاً فالألف هي من "الأحد" (نأخذ الحرف الأول بعدَ أل التعريف).

2 - ولا يبدأُ من أسماء الله الحسنى باللام إلّا اللطيف (لطيف)؛ فاللام في "الم" هي من اللطيف (نأخذ الحرف الأول بعدَ أل التعريف).

3 - وأمّا بالنسبةِ لأسماء اللهِ الحسنى التي تبتدئُ بالميم فمنها: الملك (ملك)، والمالك (مالك)، والمجيد (مجيد)، والمؤمن (مؤمن)، والمتعال (متعال)، والمتكبر (متكبر)، والمهيمن (مهيمن)، والمبدئُ (مبدئ)، والمعيد (معيد)، والمحيي (محيٍ) والمميت (مميت)، والمصوّرُ (مصور). فأيُّها نختارُ معَ أنَّها كلّها مقبولةٌ؟ ..

نختارُ "الملك" أوِ "المالك"؛ لأنَّ القيّومَ تذكّرُنا بالملكِ: "اللهُ لا إلهَ إلّا هوَ الحيُّ القيّومُ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ له ما في السماواتِ وما في الأرضِ .. " .. فاللامُ في "لهُ" هي للملكيةِ، ولأنَّ الأحديةَ أوْ الواحديةَ هيَ الألصقُ بالملك: " .. لو كان فيهما آلهةٌ إلاّ اللهُ لفسدتا" .. "لِمنِ الملكُ اليومَ؟ للهِ الواحدِ القهار" .. وفي سورة آل عمران قولُ الله تعالى: "قلِ اللهمَ مالكَ الملكِ تؤتي الملكَ مَنْ تشاءُ وتنزعُ الملكَ ممَنْ تشاءُ وتُعِزُّ مَنْ تشاءُ وتُذِلُّ مَنْ تشاءُ بيدِكَ الخيْرُ إنّكَ على كلِّ شيءٍ قدير ".

وبالجملةِ، فإنَّ "الم" هيَ في التقدير: (الأحدُ اللطيفُ الملكُ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير