[جامعاتنا ... أعوذ بكلمات الله التامات]
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 02:52 ص]ـ
تأملوا معي في واقع جامعاتنا بلا استثناء! ألا ترون أنها عزلت نفسها عن المجتمع حين اختارت لنفسها مواقع قصية وحصنت ذاتها بأسوار منيعة وحصرت علاقتها في الملتحقين بها فقط فلا يرتادها إلا هم وحرمت بقية أفراد المجتمع من الاستفادة مما لديها من معامل وخبرات ونشاطات ومساحات ومحاضرات؟ أليست جامعاتنا في وضعها الراهن تشبه الجزر المعزولة ويصعب على من يراها من وراء تلك الأسوار أن يصل إليها؟
الأصل في الجامعة أن تعيش بين الناس ومع الناس – كل الناس – وتعمل من أجلهم وتتفاعل معهم ويتفاعلون معها في شكل علاقة حميمية يستفيد من خلالها كل طرف ويفيد الآخر، إلا أن الملاحظ على جامعاتنا أنها اختارت لنفسها الانزواء عن المجتمع في أماكن بعيدة وأحاطت نفسها بسياج من الأسوار المنيعة وكأنها بذلك تعلن استعلاءها على المجتمع المحيط بها وتتأفف منه وتطهر نفسها من أدرانه.
الجامعات المحترمة هي تلك القريبة من الناس ... تشعر بهم ويشعرون بها ... تخدمهم ويخدمونها ... تتنفس من خلالهم ويتنفسون من خلالها ... لكن جامعاتنا للأسف تفتقد إلى خصائص الجامعات المحترمة لأنها ببساطة لم تتواجد بين الناس ولم تقترب منهم وتهرب منهم إلى حيث الأماكن البعيدة وتخيفهم منها بتلك الأسوار الشاهقة وكأنها تقول لهم بلغة صامتة «ممنوع الاقتراب».
أسألكم بالله ... هل يستطيع الانسان البسيط مجرد المرور بساحات جامعاتنا وأروقتها؟ وهل يمكن للمزارع والتاجر والخباز والعاطل والمعلم ورجل الأمن وحارسة المدرسة والرياضي ورجل الأعمال والفنان التشكيلي وصاحبة الحرفة والشاعر أو حتى الملقوف ومن لديه حب الاستطلاع، أقول هل يمكن لكل هؤلاء أن يجدوا في جامعاتنا خير متنفس لهم للاستفادة مما لديها من مساحات ومكتبات وخبرات ونشاطات ومحاضرات طيلة اليوم الدراسي؟ أتحدى أن تكون أي من جامعاتنا على هذه الشاكلة. أليس من المفروض أن تكون جامعاتنا على علاقة وطيدة بجميع أفراد المجتمع بحيث يستظل بأشجارها الشخص المسافر ويرسم في ساحاتها الفنان التشكيلي ويلقي على مسارحها الشاعر الفصيح أو النبطي قصائده ويمثل عليها صاحب أو صاحبة موهبة التمثيل ويتعلم فيها هواة الفن السلالم الموسيقية والحبكات المسرحية ويتعلم فيها المزارع أصول الزراعة ومعالجة الآفات ويتعلم فيها التاجر أصول التجارة وما يرتبط بها من مهارات ويجد الرياضي في ملاعبها خير ملاذ لقضاء وقت فراغه وتنمية مهاراته.
الجامعات التي تحصر علاقتها بطلابها فقط دون أن تمتد إلى بسطاء الناس وكبرائهم ليجدوا فيها المتعة والفائدة ليست حقا جامعات بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة لأنها ببساطة تؤسس للعزلة بين المجتمع والمؤسسات الأكاديمية وتكرس الطبقية وتساهم في نشر الأمية والتخلف في كافة أركان المجتمع وزواياه.
ترى متى يأتي ذلك اليوم الذي نرى فيه جامعاتنا وهي تعيش في أوساط الناس على اختلاف خلفياتهم العمرية والاقتصادية والتعليمية والمهنية ليجدوا في أروقتها ومساحاتها ما يغذيهم فكريا وينمي ما لديهم من مواهب ومهارات؟ ... أظن أنني أحلم يا جماعة الخير ... أعوذ بكلمات الله التامات من شر الأحلام المستحيلة ... هذا وللجميع ولوزارة التعليم العالي تحديدا أحلام سعيدة ... عفوا أقصد أطيب تحياتي.
د. الفوزان
Dr_Fauzan_99*************
منقول
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2006...6071732746.htm
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:17 ص]ـ
كم أحب القراءة لهذا الرجل.
بوركت أستاذنا الكريم.
ـ[السوسني]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 03:39 ص]ـ
جامعاتنا جزء من ثقافتنا العامة، ولا تكاد تختلف عما نحن عليه في الخارج، وافتراض وضع مثالي يضعه الواحد منا في رأسه ثم يريد أن يفرضه على أرض الواقع أمرٌ محال، وخارج حدود العقل.
ولا شكَّ أن المشكلة مشتركة، ولها جوانب متعددة، ولا يصلح رمي الشباك على جهة واحدة يطلب منها تفكيك عقدها.
وإذا رأيت وزارة التعليم العالي وما قامت به من تعقيدات للحصول على الماجستير والدكتوراة، او ما تقوم به وزارة (التغبية والتعتيم) من منع من يريدون مواصلة الدراسات العليا من أساتذتها، وما تقوم به وزارة الخارجية من طلب من السفارات بمتابعة من يريدون الحصول على الشهادات العليا بدون إذن وزارة التعليم العالي = رأيت أمرًا عجبًا.
ولم أر أمة تحزن على تكاثر طلاب الدراسات العليا والحاصلين على الدكتوراه والماجستير كما هو في المملكة العربية السعودية، ولست أدري لماذا؟!
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 08:53 ص]ـ
جامعاتنا ينقصها الكثير ..
و لو فتحنا الجرح لما اندمل أبداً؛ فلنسكت أفضل!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[18 - 07 - 2006, 09:59 ص]ـ
بورك فيك , وسسد الله خطاك. وليت من بيده الأمر أن يعي ذلك , ويتنبه له لما فيه من النفع والخير الوفير الذي قد ينتج من للجامعة للمجتمع.
دمتم بخير