[محمد رسول الله خاتم الأتبياء وأشرف المخلوقات]
ـ[سليم]ــــــــ[28 - 06 - 2006, 11:02 م]ـ
السلام عليكم
الشَّرَفُ: الحَسَبُ بالآباء، شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفاً وشُرْفَةً وشَرافةً، فهو شريفٌ، والجمع أَشْرافٌ. غيره: والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونانِ إلا بالآباء. ويقال: رجل شريفٌ ورجل ماجدٌ له آباءٌ متقدِّمون في الشرَف. قال: والحسَبُ والكَرَمُ يكونانِ وإن لم يكن له آباء لهم شَرَفٌ.
الجوهري: الشَّرَفُ العُلُوُّ والمكان العالي؛ وقال الشاعر:
آتي النَّدِيَّ فلا يُقَرَّبُ مَجْلِسي ... وأَقُود للشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِماري
وقصد الشاعر ان الشرف هو المكان العالي.
وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام له من الحسب والنسب ما له فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ابن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو من ولد إسماعيل لا محالة؛ على اختلاف كم أب بينهما. كما قال الألباني.
وقال ابن هشام: فرسول الله - صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم - أشرف ولد آدم حسباً، وأفضلهم نسباً من قِبل أبيه وأمه - صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم.
فكان قُصي أول بني كعب بن لؤىّ أصاب مُلكا أطاع له به قومه، فكانت إليه الحجابة، والسقاية، والرِّفادة، والندْوَة، واللواء، فحاز شرف مكة كلَّه، وقطع مكة رباعا بين قومه، فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها ويزعم الناس أن قريشا هابوا قطع شجر الحرم في منازلهم، فقطعها قصى بيده وأعوانه فسمته قريش: مُجَمِّعاً لما جمع من أمرها، وتيمنت بأمره، فما تُنكح امرأة، ولا يتزوج رجل من قريش، وما يتشاورون في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواءً لحرب قوم من غيرهم إلا في داره، يعقده لهم بعض ولده، وما تدَّرِع جارية إذا بلغت أن تَدَّرِع من قريش إلا في داره، يشق عليها فيها درعها ثم تَدَّرِعُه، ثم يُنطَلق بها إلى أهلها. فكان أمره في قومه من قريش في حياته، ومن بعد موته، كالدِّين المتبع لا يُعمل بغيره. واتخذ لنفسه دار الندوة، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة، ففيها كانت قريش تقضى أمورَها.
قال ابن هشام: وقال الشاعر:
قُصَي لعمري كان يُدعَى مُجمعاً ... به جمع الله القبائلَ من فِهْر
وقال إبن هشام ايضًا: بنو عبد مناف يفتخرون بزمزم: وافتخرت بها بنو عبد مناف على قريش كلِّها، وعلى سائر العرب، فقال مسافر بن أبى عمرو بن أمية ابن عبد مناف، وهو يفخر على قريش بما ولوا عليهم من السِّقاية والرفادة، وما أقاموا للناس من ذلك، وبزمزم حين ظهرت لهم، وإنما كان بنو عبد مناف أهل بيت واحد، شَرَفُ بعضهم لبعض شَرَف وفضْلُ بعضهم لبعضٍ فضل.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم- يقول لأصحابه:" أنا أعربكم، أنا قرشي، واستُرضعت في بنى سعد بن بكر ".
ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان تلك الأسئلة عن صفاته عليه الصلاة والسلام قال: كيف نسبه فيكم؟ قال: هو فينا ذو نسب. قال: كذلك الرسل تبعث في أنساب قومها. يعني: في أكرمها أحساباً، وأكثرها قبيلة، صلوات الله عليهم أجمعين.
وفي ((صحيح مسلم)) من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".
بلغه صلى الله عليه وسلم بعض ما يقول الناس؛ قال: صعد المنبر، فقال: ((من أنا؟)). قالوا: أنت رسول الله. قال: ((أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه، وجعله فرقتين فجلعني في خير فرقة، وخلق القبائل فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً وخيركم نفساً)).
والرسول عليه الصلاة والسلام من أشرف بيوت العرب. (الألباني).
واما الادلة الشرعية على كونه اشرف المخلوقات ,فإن من معاني الشرف العلو والارتفاع, وقد رفع الله عز وجل أسم النبي محمد الى اعلى وأسمى الدرجات فقد قرنه بإسمه سبحانه وتعالى فلا نقل "لا إله إلا الله محمدًا رسول الله" وأي شرف أعلى من هذا, ويقول الله تعالى في كتابه الحكيم" وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" كما ووصفه الله عز وجل في محكم آياته:" وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" ... وأي شرف أعظم من هذا.
والصلاه والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي خاتم الاتبياء والمرسلين وأشرف المخلوقات أجمعين.