تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصة عجيبة]

ـ[عمر داوودي]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 02:59 ص]ـ

قصة تاريخية سمعتها إبان العهد الأموي في الأندلس ..

يُذكر أن أمير الأندلس الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل كان أميراً غريباً

فهو جاد وقت الجد على الأعداء الأوربيين أو أعداء الداخل الأندلسي من

المنافقين وضعاف النفوس، وكان شديداً وقاسياً عليهم لكنه في نفس الوقت أيضاً

إذا ما طلب الراحة طلبها بالمجون والموسيقى والدعة الأمر الذي أثار حفيظة

الفقهاء وكبار الأعيان فاجتمع سبعون شخصاً منهم واتفقوا على عزله وتولية

أحد الأمويين وأخبروه بذلك، فأظهر الموافقة وكان خائفاً جباناً لما يعلم من

بطش وقوة الحكم وذهب مسرعاً إليه وأخبره الخبر فغضب غضباً شديدا،

وأمر بقتل السبعين الذين تآمروا عليه في يوم واحد ..

وهدأت الأمور لبرهة من الزمن ثم إن فقهاء قرطبة الآخرين لم يوافقوا مجون

الحكم، فأخذون يثيرون العامة عليه ..

وكان يخترق العاصمة قرطبة النهر، فيقسمها إلى قسم شرقي وآخر غربي،

وكان القسم الشرقي يحمل على أرضه القصر ومنازل وأراضي لكبار الشعب

أما الغربي فكان يسكنه البسطاء والشعبيون من الناس وكان يسمى هذا القسم

بالربض على الرغم من أنها جزء كبير من قرطبة.

وفي ذات يوم جاء أحد الحرس إلى الربض طالباً أحد الحدادين ليصلح له سيفه،

وتطور السوم بينهما إلى نقاش حاد وشتم وسب ثم عراك فما كان من الجندي إلا

أن قتل الحداد وكانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير فتجمع عليه الربض

فقتلوه وكأنهم بانتظار مثل هذا الحدث لما ما كان يُثار في صدورهم من الفقهاء

وانطلقوا عبر الجسر إلى القسم الشرقي وحاصروا القصر بما يملكون من عصي

وحجار ورماح، فحوصر الحكم وكان داهية جباراً في الأرض، فلمعت في ذهنه

فكرة فأوعز إلى فرقة انتحارية من حرسه أن يخرجوا من القصر على خيولهم

مسرعين ليخترقوا صف سكان الربض ونجحوا بالفعل ثم إنهم ذهبوا إلى الربض

وأحرقوا بيوتاً كثيرة ففزع السكان لما تركوا فيها من عيال ونساء ومال ففكوا

الحصار وذهبوا إلى الربض مسرعين.

وخرج الحرس بسرعة وقتلوا من بقي من السكان بجوار القصر ..

وهنا بيت القصيد ..

فقد أمر الحكم بتهجير كل سكان الربض إلى خارج الأندلس (حاكم يهجر شعبه)

كل الشعب، وتدخلت الوساطات وتوالت الاعتذارات لكنه رفض وأصر على

طردهم، ولما رأوا أن الأمير جاد وقد حدد لهم موعداً بذلك ..

فخرجوا إلى الاسكندرية ومكثوا بها عشر سنوات واصطنعوا بعض المشاكل

فضجر منهم الأهالي، ثم أمر أمير الاسكندرية بطردهم جميعاً.

ثم ركبوا البحر بأمتعتهم وتوجهوا إلى جزيرة كُريت، وكانت تحت السيطرة

البيزنطية وعلى أرض الجزيرة البعيدة حامية قليلة العدد فهاجموا الجزيرة من

البحر فجأة ومن غير سابق إنذار وقتلوا الحامية واستوطنوا في هذه الجزيرة

وكانوا أول من أدخل الإسلام إلى هذه الجزيرة.

الجدير بالذكر أن الإسلام بقي في هذه الجزيرة بعد هذا الفتح الشعبي مائة عام!!

فسبحان مدبر الأمور ..

دمتم بود ..

ـ[عمر داوودي]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 03:03 ص]ـ

نسيت أن أقول لكم أيها الأحبة:

أن الحكم في آخر حياته تاب إلى الله وخطب في الناس وطلب منهم السماح

والعفو.

وقال ما معناه: إني وازنت بين الدنيا والآخرة فرأيت الآخرة أولى ..

وعند اقتراب منيته أمر أن يتولى الحكم بعده ابنه عبد الرحمن على الرغم من

أنه ليس أكبر أبنائه لكنه أتقاهم فاختاره لتقواه ..

وفيما بعد كان ابنه عبد الرحمن حاكماً تقياً ورعاً وقد سماه المؤرخون عبد

الرحمن الأوسط ..

ـ[الأحمدي]ــــــــ[31 - 08 - 2006, 07:35 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن كان هذا يثير استغرابك، فاسمع هذه الواقعة بتدبير الحكم بن هشام و تنفيذ ابنه عبد الرحمن:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير