[أوصاف العداوة.]
ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[15 - 07 - 2006, 11:36 م]ـ
رأسها المأقة, وهو كالحرباء المتلون باستمرار, لا قرار للونه على صورة ثابتة, وأما باقي أطراف شبحها فهي الأسلحة الفتاكة, ذات الملامح السمجة والسموم الهالكة. ضيوم العداوة في جوهرها, وخصومها الخلق من البرية, تفتك بالمرء من حيث لا يدري, وقل أن تمدَّ للمتهم متنفسا ليستفسر عن الفرية ويظهر البينة وشأن القضية. لا استفسار هناك أبدا ولا برهان مع هذه البغيضة لمراجعة المواقف أو معالجة القرارات.
العداوة أقبح ما تحمله الصدور, إلا أن الشيطان يزف بها إلى أوليائه, فترى من المخلصين من سُوِّلَ له مباغضة أخيه, وربما فاض موج الضغينة بقلبه وهو ضعيف لا سبيل له للنجاة من زحفها العاصف!! هكذا العداوة تفعل بأصحابها إلى أن تدغر جيوش الموجدة العرمرمة على حصون جوانح النفس, لتملئ على المرء قتل خليله, كما فعل قابيل المجرم بأخيه هابيل المسلم.
العداوة من نسل الفرقة, والشتات مبلغها, وأصلها الفاسد من حب الثناء على الجسد وإهمال لغة الود, ولفروعها بنات وأولاد كالظلم والفساد والحسد والعناد, ولذا فإننا نرى أنها سبب بعض الاختلافات, إذا ليست المستقبحات لوحدها السبب ولا المستحسنات, وإن كانت هي أيضا قد تتفاقم بسببها بعض النزاعات, و من بعد فكأني برافض الحق, لا يرفض الحق في دخيلة نفسه, لكنه يرفضه بسبب ما يقع عليه من عدوان, ومن هنا تصبح غايته ضرم الاختلاف الموجب للافتراق.
ملامح الحرب ملامح العداوة, وتجري تحتها أنهار من غضب وأخرى من الحقد الماكر, لا ينفصمان أبدا, طواقة هي خيوطها, وإنها حقا لتشارج نسيج العناكب في الشكل والصورة, إذ أنها قل أن تدع لضحاياها مجالا للهروب.