تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حول تدوين السنة النبوية]

ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 07 - 2006, 11:27 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم:

هذه فوائد يسيرة، جمعتها حول هذه المسألة الجليلة، إذ كثرت شبهات المستشرقين وأذنابهم من المستغربين من المنتسبين لأمة الإسلام حول هذه المسألة، بل وامتدت الشبهة إلى بعض الفرق المنحرفة كالإمامية الاثني عشرية، الذين يعزفون على هذا الوتر باستمرار في كتاباتهم ولقاءاتهم في الفضائيات وغيرها، في محاولة يائسة لتشكيك أهل السنة في سنتهم الموثقة، بدعوى أن السنة قد حرفت على أيدي خلفاء بني أمية، .......... الخ، والقوم قد ذهبوا لأبعد من هذا إذ تواتر في كتبهم المزيفة دعوى تحريف القرآن الباطلة، فليس ببعيد أن يطعنوا في السنة، فمن اجترأ على الأعلى اجترأ على الأدنى من باب أولى، فالقرآن محرف والسنة مزيفة، والإجماع باطل لأنهم يكفرون عموم الأمة التي يتحقق باتفاقها الإجماع، فالصدر الأول من الأمة كافر إلا نفرا قليلا استثنوهم، فما ظنك بمن أتى بعدهم؟!!!!، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة: ماذا بقي للقوم من دين، وقد نسفت أدلة الأحكام الثلاثة الأولى؟!!!، وخرج علينا أحد المتصوفة ممن انتقل من ضلالة التصوف إلى ضلالة الرفض، ليقول، وبمنتهى البساطة، أن السنة قد أحرقت في عهد أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، والقوم لا يستحون، فقد اتهموا الشيخين، رضي الله عنهما، بتحريف القرآن، فحرق السنة أهون، ونسي ذلك المسكين أن السنة، وإن دون جزء منها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن معظمها كان محفوظا في الصدور، فقد بنى مذهبه على أمر غير موجود أصلا، فمن استمع لكلامه، للوهلة الأولى، يتخيل أن السنة كانت مدونة، كما هو الحال في أيامنا هذه، في مدونات معتمدة، فعمد الشيخان، رضي الله عنهما، إلى هذه المدونات فأحرقوها ليخفوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويقضوا عليها، إمعانا في طمس الحقائق وحجب فضائل آل البيت، عليهم السلام، ثم إن عمر، رضي الله عنه، وهو صاحب النصيب الأكبر من افتراءات القوم، كان من المكثرين من رواية الحديث، إذ له في دواوين السنة: 539 حديثا، فكيف يحرق كتب السنة ويمنع من التحديث بها، وهو نفسه من المكثرين من الرواية، ويأتي مزيد بيان لهذه المسألة في طيات هذا البحث المختصر، إن شاء الله.

ولا ندري كيف حرق الشيخان، رضي الله عنهما، السنة المحفوظة في الصدور، هل أجروا عمليات جراحية لكل من يحفظ شيئا من السنة لاستئصالها من صدورهم ومن ثم إحراقها؟!

إن القوم باختصار، يدعوننا، نحن أهل السنة إلى نبذ كتبنا المعتمدة التي محصها النقاد، وميزوا صحيحها من حسنها من ضعيفها، وتلقوا صحاحها بالقبول جيلا عن جيل، وإجماع الأمة معصوم، كما تقرر من علم الأصول، يدعوننا إلى ترك هذه الثروة العلمية المعتمدة، بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء، إلى كتبهم المزيفة التي أغلبها، مقطوعات ومراسيل أسانيدها محشوة بالكذابين، ومخارجها تدور على رجال اتهمهم أعيان الشيعة أنفسهم بالكذب، فأي عاقل يقبل هذا العرض الساذج؟!!!

وسوف أتبع هذا البحث المختصر، بعض الملامح المنهجية في علم الحديث عند أهل السنة والجماعة، إن شاء الله، ليتضح الفرق بيننا وبين القوم.

وبداية مع معاني السنة اللغوية والاصطلاحية:

أولا: معاني السنة في اللغة:

السنة في لغة العرب: اسم مشتق من فعل "سن"، "يسن"، بكسر وضم السين، والمصدر "السن".

قال ابن فارس رحمه الله: سن، السين والنون، أصل واحد مطرد، وهو جريان الشيء واطراده في سهولة، والأصل قولهم: سننت الماء على وجهي أسنه سنا، إذا أرسلته إرسالا.

وهي تطلق في اللغة على عدة معان، من أبرزها:

· السيرة المتبعة والطريقة المسلوكة والمنهج والمذهب حسنا كان ذلك أم قبيحا، غير أن استعمالها في الممدوح أكثر، وإذا استعملت في المذموم قيدت غالبا، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء".

ومنه قول عتبة الهذلي:

فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها ******* فأول راض سنة من يسيرها.

ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:

إن الذوائب من فهر وإخوتهم ******* قد بينوا سننا للناس تتبع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير