تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علم الكلام ... في هذه الايام]

ـ[سليم]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 01:39 ص]ـ

السلام عليكم

لا يكاد يخفى على احد ان علم الكلام نشأ بسبب الفلسفات الفارسية والهندية وخاصة اليونانية, وإنتشار الافكار الهدامة والعقائد الزائغة, وكان هدفها الاول والاخير هو الرد على هؤلاء الفلاسفة بالحجج والبراهين العقلية وصيانة العقيدة الاسلامية من الزيغ والضلال وحفظها بيضاء ناصعة غراء.

ونحن في ايامنا هذه نرى اللادينين والليبراليين والحداثيين وغيرهم كثر ممن لا يفقه الاسلام ويفهمه على نقائه وصفائه ولا يعتدون إلا بما هو عقلي محض, والثورة العلمية التي تعصف في اجواء مناخنا العربي الاسلامي مدمرة كل ما يقابلها ناسفة كل معتقد لا سند عقلي له, فإنني ارى انه لا ضير بأن نتسلح بسلاح علم الكلام كما فعل اسلافنا في ردهم على الفلاسفة والنصارى بالحجة والبرهان.

تعريف علم الكلام:

قال بعض الشّيوخ هو: علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينيّة على الغير، وإلزامها إياه؛ بإيراد الحجج وردّ الشّبه.

قال الإمام العضد في المواقف:"والكلام علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه والمراد بالعقائد ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل، وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم".

وقال الإمام سعد الدين التفتازاني:"الكلام هو العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية".

وقال ابن الهمام في المسايرة:"والكلام معرفة النفس ما عليها من العقائد المنسوبة إلى دين الإسلام عن الأدلة علما وظنا في البعض منها".

وبما ان الكلام هنا عن العقائد ,والمسائل العقديّة هي عبارةٌ عن مفاهيمَ كليّةٍ تُبْنَى عليها الحياة ,يجب ان تكون ادلتها يقينية لا ظنية ,، لأنّ الظنّ يجوز عليه الخطأ، ولا يجوز أن تكون العقيدة مبنيّة على أمر قابل للغلط، وكلّ من يجوّز بناء عقيدته على أمر ظنيّ فهو في تيه وإضطراب.

ولحاجة العلماء آنذاك للرد على من يعتقد غير الاسلام فقد انتهجوا منهجين في البحث وهما: الالهيات والطبيعيات, ففي الالهيات بحثوا في صفات الله وأفعاله وقدرته وعلمه وإرادته الى جانب البحث في مسائل القضاء والقدر والبعث والمعاد والنشور, وسمي بـ (جليل الكلام).

واما في الطبيعيات فقد بحثوا في المادة وصفاتها وتحولاتها وتفاعلاتها, وفي الزمان والمكان والوجود والعدم والجوهر والعرض, وسمي هذا البحث بـ (دقيق الكلام).

يتبع ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير