تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قرأت لك.]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[12 - 07 - 2006, 09:36 م]ـ

موضوع الرسالة: تجارة رابحة بالآلاف والملايين والبلايين

في صحيح البخاري (6419) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلَّغه ستين سنة".

قال ابن حجر في الفتح (244/ 11): في الحديث إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة لانقضاء الأجل وأصرح من ذلك ما أخرجه الترمذي بسند حسن إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك".

إذا كان أعمار الأمة المحمدية ستين عاما منها:

@ 20 سنة نوم لأن الإنسان ينام في اليوم ما يقرب 8 ساعات.

@ 15 سنة طفولة ومشاغبة.

@ عامان أكل وشرب وقضاء حاجة.

المجموع = 37 عامًا والباقي من العمر 23 عامًا.

إذًا العمر الإنتاجي للحسنات وعبادة الله تعالى لا تتجاوز 23 عامًا في الغالب هذا لو كانت هذه الساعات والسنون مستغلة استغلالا صحيحًا لعمل الصالحات لوجه الله تعالى.

(تنبيه): النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وأقلهم من يجوز ذلك".

أي القليل من أمتي من يتخطى هذا السن وقد يموت الإنسان وعمره أقل من ذلك والواقع خير شاهد فالشاب يموت في سن العشرين أو أقل أو أكثر.

أعمار أمة نوح عليه السلام:

قال تعالى في سورة العنكبوت: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون {العنكبوت:14}.

أخرج ابن أبي شيبه وابن المنذر والحاكم وصححه: عن ابن عباس قال: بعث الله تعالى نوحًا عليه السلام وهو ابن أربعين سنة ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله تعالى وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا". الشاهد من ذلك أن عمر الرجل الواحد من قوم نوح عليه السلام ألف سنة أو يزيد وبالطبع المؤمن منهم قد بلغت عبادته لله عز وجل ما يقرب من ألف عام أو يزيد عبادة خالصة.

كيف تعبد الله آلاف السنين؟!

العمر قصير محدود ومعدود يجري كالثواني.

@ والسؤال الهام هو كيف آغتنم هذا العمر القصير في عمل الحسنات الكثيرة كأنني عبدتُ الله مئات السنين بل آلاف السنين؟

@ كيف آغتنم هذا العمر المحدود واستثمره في عمل الحسنات التي لا تعد ولا تحصى بالملايين والبلايين حتى يصبح عمري الإنتاجي من الحسنات مئات بل آلاف السنين هذا يدعونا إلى البحث عن أبواب الحسنات التي تعد بالملايين والتي منها:

أولا: الغسل والتبكير لصلاة الجمعة

عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها" رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني في الترغيب (690).

قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (208/ 1) قال الخطابي: قوله: "غسل واغتسل وبكر وابتكر" اختلف الناس في معناه فمنهم من ذهب إلى أنه:

1 من الكلام المتظاهر الذي يراد به التوكيد ولم تقع المخالفة بين المعنيين لاختلاف اللفظين وقال ألا تراه يقول في هذا الحديث ومشى ولم يركب ومعناهما واحد وإلى هذا ذهب الأثرم صاحب أحمد.

2 وقال بعضهم قوله غسل معناه غسل الرأس وذلك لأن العرب لهم لمم وشعور وفي غسلها مؤنة فأراد غسل الرأس من أجل ذلك وإلى هذا ذهب مكحول وقوله اغتسل معناه غسل سائر الجسد.

3 وزعم بعضهم أن قوله غسل معناه أصاب أهله جامعها قبل خروجه إلى الجمعة ليكون أملك لنفسه وأحفظ في طريقه بصره. اه.

معنى ذلك لو أنك يوم الجمعة اغتسلت وذهبت مبكرا إلى صلاة الجمعة واقتربت من الإمام ولم تتكلم أثناء الخطبة كان لك بكل خطوة تمشيها إلى الصلاة أجر سنة كاملة صيامها وقيامها وذلك على الله يسير.

مثال: هب أنك تمشي إلى المسجد 100 خطوة في جمعة واحدة لك أجر من صام وقام لله 100 عام.

@ في عام واحد 52 جمعة × 100 = 5200عام.

@ في 10 سنوات × 5200خطوة = 52000عام.

والله يضاعف لمن يشاء والله أعلم

اعلم رحمك الله أن الله عز وجل كريم يحاسبك على خطوات الذهاب وخطوات الرجوع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير