تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بين جبران وعطية زاهدة]

ـ[فخر الدين]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 12:26 ص]ـ

الأستاذ الكريم عطية زاهدة , قد قرأت ذات مرة شيئأ عجبني لجبران خليل جبران ذلك الأديب والفنان الفذ وأريد مشاركتك إياها والآخرين.

الملك الحكيم

كان في إحدي المدن النائية ملك جبار حكيم, وكان مخوفا لجبروته محبوبا لحكمته.

وكان في وسط المدينة بئر ماء نقي عذب , يشرب منها جميع سكان المدينة من الملك وأعوانه فما دون لأنه لم يكن في المدينة بئر سواها.

وبينما الناس نيام في إحدى الليالي جاءت ساحرة إلى المدينة خلسة وألقت في البئر سبع نقاط من سائل غريب وقالت:"كل من يشرب من هذا الماء فيما بعد يصير مجنونا".

وفي الصباح التالي شرب كل سكان المدينة من ماء البئر وجنوا على نحو ما قالت الساحرة, ولكن الملك ووزيره لم يشربا من ذلك الماء.

وعندما وصل الخبر آذان المدينة طاف سكانها من حي إلى حي ومن زقاق إلى زقاق وهم يتسارون قائلين:"قد جن ملكنا ووزيره ,إن ملكنا ووزيره قد أضاعا رشدهما , إننا نأبى أن يملك علينا ملك مجنون , هيا بنا نخلعه عن عرشه! ".

وفي ذلك المساء سمع الملك بما جرى ,فأمر على الفور بأن يملأ حق ذهبي (كان ورثه عن أجداده) من مياه البئر, فملأوه في الحال وأحضروه إليه , فأخذه الملك بيده وأداره إلى فمه , وبعد أن ارتوى من مائه دفعه إلى وزيره , فأتى الوزير على ثمالته.

فعرف سكان المدينة بذلك وفرحوا فرحا عظيما جدا لأن ملكهم ووزيره ثابا إلى رشدهما.

العين

قالت العين ذات مرة لرفيقاتها الحواس:" إنني أرى وراء هذه الأودية جبلا مبرقعا بالغيوم فما أجمله جبلا ّ"

فأصغت الأذن هنيهه لحديثها ثم قالت لها:"أين ذلك الجبل الذي تنظرين؟ إنني لا أسمع صوته".

ثم قالت اليد:"أما أنا فعبثا أحاول أن أشعر به أو ألمسه , فليس هناك جبل البتة ".

وقال لها الأنف:" إني لا أستطيع أن أفهم كيف يوجد الجبل وأنا لا أقدر أن أشمه , ألا إن وجوده مستحيل".

فتحولت العين إلى جهة أخرى ضاحكة في ذاتها ,أما الحواس الأخرى فعقدن مجلسا بحثن فيه عما دعا العين إلى هذا الضلال , وبعد البحث الدقيق قررن بإجماع الآراء:"أن العين قد خرجت بلا شك عن صوابها".

فهل ستظل ضاحكا في ذاتك أم ستبحث عن البئر؟؟؟؟

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 08:47 ص]ـ

بين جبران وسرفانتس

لعل عين جبران قبل أن تتضاحك في ذاتها قد توهمتْ أن الجبل هوروسينانتي ذلك الجواد الذي امتطاه دون كيشوت دي لامانتشا، ولعل عين جبران قد توسمتْ أن الأذن واليد والأنف من أمثال سانكوبانزا (تابع دون كيشوت).

لا حاجة لعين جبران في أن تحل ضيفة على بئر الجنون فقد تكون من أصحاب البئر ناصبة في قاعه طاحونة العَظَمَة.

كما أنه لا حاجة لعين جبران في أن تبايعها الأذن واليد والأنف بأنها أتت بما لم يستطعه الأوائل، فعين جبران بارعة في أن تستنسخ من ذاتها أذنا ويدا وأنفا، والمثل عندنا يقول: اقْلِهِ من دهنه.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 11:06 ص]ـ

تعريض لا لزوم له

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 04:59 م]ـ

السلام عليكم

أرغب أن أقول لكم ماذا يريد من قصته---يريد أن يقول أنّ المسلمين قد شربوا من ماء البئر الذي هوسهم--أمّا هو فلم يشرب---لذلك لما جاء بأفكار تخالفهم أنكروها عليه--ليس لأن ما جاء به مستنكر --بل لأنهم هوسوا بما هم عليه---ففضل نتيجة ضغطهم أن يشرب من الماء الذي أدّى إلى هوسهم ليصير مثلهم

ـ[فخر الدين]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 10:25 م]ـ

السلام عليكم

يحسب الاستاذ جمال ان فخر الدين والذي هو انا هو نفسه عطية زاهدة (ويا ليت لو كنا رجلا واحدا) فما انا من ذاك الجهبذ الا كشعرة في ظهر جمل , ولكن لا تتسرع في الهجوم وابداء الاحكام المتسرعة لمجرد ان الرجل قد شاحنك.

اما الفائدة الادبية فهي ان تترك لخيالك الابداع في تلك البساتين الادبية (تحية لجهالين على الابداع)

نعم اني اشد على يدي دون كيشوت لكي يستمر في الصراع مع طواحين الهواء , وان يعتبر القضية كما اعتبرها دائما اخلاق و شرف الفارس الشهم , وان نستمع معا الى ناقوس كونغاي في رائعة بدر شاكر السياب من رؤيا فوكاي

هياي كونغاي كونغاي

هل ما زال ناقوس أبيك يقلق المساء

بأفجع الرثاء

فيفزع الصغار في الدروب وتخفق القلوب

وتحية

ملاحظة: يرجى عدم اصطحاب الاطفال والصغار خوفا من الناقوس

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 10:42 م]ـ

إن جن فوكاي كاتب البعثة اليسوعية في هيروشيما من هول القنبلة الذرية، فهل نجن مع العذراء كونغاي ونلقي بأنفسنا في قدر معادن الخيال لصنع ناقوس المحال، ونصرخ لبيك كلما دق الناقوس اختيالا؟؟

ـ[فخر الدين]ــــــــ[28 - 06 - 2006, 09:01 م]ـ

أجل يجب أن نحاذر من الدخول إلى بطن القدر فنصبح مجرد صدا يدور في أجواء الضياع ويجب أن نقف وقفة اعتبار أمام أطلال الدمار لا لكي ننتحب ونعوي بل لكي ننطلق إلى الأمام نحو مستقبل أفضل بلا تخلف وترهات أصحاب المقامات

دع الأطلال لا ترحل لبغيتها وأقعد فإنك أنت العابث الشاكي

(تحية على الإبداع مرة مرة أخرى)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير