? وهو قول المحققين منهم، وهو اختصاص الحمد بالله؛ لأنه لا اختيار (حقيقي) للعبد، فهو كما يقول الدواني: " العبد مجبور في قالب مختار". وعلى هذا فإطلاق الحمد على المخلوق من قبيل المجاز، أو ينزل منزلة العدم؛ لأن فعل العبد الاختياري فعل لله في الحقيقة، وإنما يضاف للعبد مجازا.
? وهو قول بعض الأشاعرة، حيث منعوا اختصاص الحمد بالله، لأن الفعل يضاف للعبد اكتسابا، فإطلاق الحمد له من هذه الحيثية، أعني الاكتساب، فالفعل يضاف للمخلوق اكتسابا.
وقول المحققين من الأشاعرة يدل على أن مذهبهم مذهب الجبرية، وأنهم يستغلون المجاز للفرار من مثل هذه الإشكالات، وبالجملة، فهذان المذهبان من المذاهب المخالفة لمذهب أهل السنة، الدال على جواز إضافة الفعل للعبد على الحقيقة دون المجاز، ومن ثم حمده عليه، والمذهب الثاني عندهم عين المذهب الأول، وهو المشهور بمسألة الكسب العجيبة عند الأشاعرة المخالفة للمعقول والمنقول، والمعدودة ضمن غرائب الأقوال.
ثانيا: وهي استشكالهم حمد الله على صفاته الذاتية، وهي غير اختيارية.
والعجيب أن القوم أوقعوا أنفسهم في إشكالات لا مخرج لهم منها إلا الحيرة والشك في نهاية المطاف، كما وقع للخسروشاهي.
الجهة الثالثة: أن تقديم الحمد على الاستعانة، كتقديم العبادة على الاستعانة، في سورة الفاتحة، فالمستحق للحمد حقيقة، أهل لأن يستعان به في السراء والضراء.
الجهة الرابعة: في قوله: " الحمد لله" إضافة استحقاق الحمد الحقيقي لله، مع بيان ثبوته واستمراره، وفي قوله: " نحمده" دليل على أن للعبد فعل حقيقي ينسب له، وليس كما يقول الأشاعرة، كما سبق، وفيه دليل على تجدد الحمد من المخلوق للخالق، وأنه ينبغي إظهار ذلك ليدل على التجدد والحدوث، ولا يستقيم مثل هذا إلا بالجملة الفعلية.
ويقال مثل ذلك في قوله: " ونستعينه". وقد سبق بيان نكتة تقديم الحمد على الاستعانة.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 10:36 م]ـ
وبارك بك أخي عنقود
وأرغب منك أن تترك التعرض لعلماء أهل السنة الأشاعرة والماتريدية---فلا يفيد ذلك في التقليل من شأنهم--وهم هم في الأعالي فكرا وتحقيقا---
من الممكن أن نقود دعوة تقريبية قائمة على الأسس التالية
# ترك مواضيع الخلاف جانبا فما لم يحله الرازي وإبن تيمية رحمهما الله لن يحله جمال وعنقود
# التكاتف معا في مواضيع الوفاق كمثل الوقوف أمام المحاولات التجديدية في التفسير كما حصل مؤخرا في منتدى معالي:)
# التوجه بطلب التوضيح والتفسير للطرف الآخر فيما يختص بأقواله--فأنت تناولت مفهوم الكسب بما يعني لنا أنّك لم تفهم معناه
ودمت لنا أخا متسامحا سمحا
ـ[سليم]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 11:32 م]ـ
السلام عليكم
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" كلُّ أَمْرٍ ذِي بال لا يُبْدَأ فيه بالحمدُ لله أو بالحمد فهو أقطع ",وقد أصبح افتتاح الكلام بالتحميد سنة كما جرت عليه طريقة بلغاء العرب عند مخاطبة العظماء أن يفتتحوا خطابهم إياهم وطلبتهم بالثناء والذكر الجميل. قال أمية ابن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جُدْعان:
أَأَذْكُرُ حاجتي أَم قَدْ كفاني ... حَيَاؤُكَ إِنَّ شيمتَك الحَياء
إذا أَثنى عليك المرءُ يوماً ... كفاه عن تَعَرُّضِه الثَّناءُ
وأصبح من التأنق في الكلام ,والمسلمون من يومئذٍ يُلقِّبُون كل كلام نفيس لم يشتمل في مقدمته على الحمد بالأبتر وقد لُقبت خطبة زياد ابن أبي سفيان التي خطبها بالبصرة بالبتراء لأنه لم يفتتحها بالحمد،.
وهذا القول للرسول عليه الصلاة والسلام وهو الذي أتاه الله عز وجل جوامع الكلم وهو وحي يوحى ,وجاء كلامه عليه الصلاة والسلام موافقًا للقرآن الكريم, فإن الله عز وجل قد بدأ الفاتحة بالحمد وجاء بعد ذلك بآية الاستعانة "إياك نعبد وإياك نستعين ".
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 02:22 م]ـ
أما مسألة الكسب فنحن نعلمها، ونعلم قول المحققين من الأشاعرة، وهو القول بالجبر، كما ذكر الدواني، وقال الحوضي:
فالعبد مجبور بهذا الاعتبار .... في قالب مختار ماله اختيار
وقال الغزالي: " هذه المسألة لا يزول إشكالها في الدنيا". وقد اختلف في تفسيرها الأشاعرة، واضطربوا في ذلك حتى عدت من العجائب، كطفرة النظام، وأحوال أبي هاشم، ومن عجائبهم قولهم: " إن الله يكلف بما لا يطاق"، وهي من تبعات القول بالكسب، فالله المستعان.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 06 - 2006, 03:56 م]ـ
# ترك مواضيع الخلاف جانبا فما لم يحله الرازي وإبن تيمية رحمهما الله لن يحله جمال وعنقود
# التكاتف معا في مواضيع الوفاق كمثل الوقوف أمام المحاولات التجديدية في التفسير كما حصل مؤخرا في منتدى معالي:)
# التوجه بطلب التوضيح والتفسير للطرف الآخر فيما يختص بأقواله--فأنت تناولت مفهوم الكسب بما يعني لنا أنّك لم تفهم معناه
ودمت لنا أخا متسامحا سمحا
بارك الله فيك وجزاك الله من فضله.
نرجوا نقاشاً علمياً , نافعاً. فلا تحرمونا من جزيل علمكم.
ودمتم بخير
¥