تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

للعرب إذن تاريخ خاص بهم على مسرح النبوة والرسالات السماوية، هو ذلك الذي تحكيه قصص عاد وثمود ومدين الخ مع أنبيائهم ورسلهم من غير أهل الكتاب. ولما كان الأمر كذلك فلماذا لا يكون محمد بن عبد الله وهو المعروف عندهم بـ "الأمين" رسولا إليهم يحمل "كتابا" من الله "يخرجهم من الظلمات إلى النور"، ويدخلهم في زمرة " أهل الكتاب"

سؤال لم تع قريش أبعاده إلا بعد هجرة النبي إلى المدينة وتغيير القبلة كما سنبين لاحقا. أما الآن، وهم ما زالوا في موقع القوة، في مكة، فهم يواصلون تكذيبهم وإعراضهم. ومن أجل تثبيت فؤاد النبي وتسليته يذكره القرآن بموقف الأقوام الماضية مع أنبيائهم. يقول تعالى: "وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُر (الكتب) وَبِالْكِتَابِ الْمُنِير"ِ (=التوراة - فاطر 25). من ذلك عدد من الأنبياء والرسل ابتداء من إبراهيم شيخ الأنبياء فينبغي التذكير بهم في القرآن/الكتاب: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ (القرآن) إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا" ... "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا" (مريم 41/ 51 ورتبتها 44). بل إن الكتاب/القرآن يتضمن أخبار رسل لم يذكروا في الكتاب/التوراة، من ذلك إدريس: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (مريم 56)، ومن ذلك أيضا إسماعيل جد العرب: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا". (مريم 54)، هذا فضلا عن أنبياء من العرب البائدة، ذكرنا بعضهم، مثل هود نبي قوم عاد وصالح نبي قوم ثمود الخ.

وبعد، فهل تم إقناع قريش، هذه المرة، بأن القرآن الذي أتى به محمد بن عبد الله هو فعلا كتاب سماوي؟

يمكن أن نقرأ رد فعل قريش في السور التي تلت سورة الأعراف (رتبتها 39) غير بعيد منها. ففي سورة "الفرقان" (ورتبتها 42) نصادف في مستهلها اسما جديدا للقرآن/الكتاب هو "الفرقان"، أي الذي يفرق بين الحق والباطل. وأول شيء تُمَيِّز فيه هذه السورة بين الحق والباطل هو العقيدة المحمدية في مقابل عقيدة المشركين. لقد أكدت أن الله لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك. وفي هذا ترد سورة الفرقان على مشركي مكة الذين كانوا يصفون الملائكة بأنها "بنات الله"، ثم تعيبهم بأنهم اتخذوا من دون الله آلهة لا قدرة لها على القيام بأي شيء، وهي الأصنام.

ذلك قوله تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا، وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا" (الفرقان 1/ 3).

هذا هو الفرقان الأول. أما الفرقان الثاني فيأتي مباشرة للرد على مشركي قريش، هؤلاء الذين كذبوا محمدا بن عبد الله فيما بشر به من أن القرآن كتاب من عند الله كسائر الكتب السماوية. لقد كان رد فعلهم أن ما قال به محمد من أن القرآن كتاب وما جاء به من أخبار الأنبياء إن هو إلا أساطير الأولين ينقلها من كتب أهل الكتاب إذ يمليها عليه صباح مساء بعض الموالي من النصارى الذين كان يجلس إليهم ويحادثهم أمام الملأ (يذكر المفسرون أسماءهم مثل جبر وعدَّاس الخ). ذلك قوله تعالى: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ! فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا، وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا" (الفرقان 4/ 5). والجدير بالإشارة هنا أن هذا الاتهام من جانب قريش قد تكرر، وتكرر معه رد القرآن عليهم. قال تعالى: "وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ! لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ، إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (النحل 103/ 104).

المصدر:

http://www.aljabriabed.net/corankitab06.htm

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[12 - 11 - 2006, 09:19 ص]ـ

الموضوع: ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية

التاريخ: Sat, 11 Nov 2006 20:19:41 +0000

المرسل: ملتقى أهل التفسير

إلى: [email protected]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6781

وفقكم الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير