2) الاعتذار بطلب العلم، وهذا لا شك أمر مردود لأن كتاب الله جل وتعالى أول ما ينبغي على طالب العلم الإقبال عليه فهو أهم المهمات كما تقدم. قال الخطيب البغدادي رحمه الله: والعلم كالبحار المتعذّر كيلها والمعادن التي لا ينقطع نيلها فاشتغل بالمهم منه فإنه من شغل نفسه بغير المهم أضرّ بالمهم. انتهى
وإذا طلبت العلم فاعلم أنه = حِمل فأبصر أيّ شيءٍ تحمل
وإذا علمتَ بأنه متفاضل = فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل
فاحرص يا أخي على البدء بكتاب الله حفظاً وتفهماً، ولا بأس مع تنظيم الوقت المذكور آنفاً أن تأخذ من العلوم بعد ذلك ما أردت.
3) الاعتذار بتفلّت القرآن ونسيانه، وهذا مدخل شيطاني خطير والدليل على ذلك أنه يعالج الداء بداء آخر فيعالج النسيان بترك الحفظ والمراجعة، وهذا خطأ بلا شك. سألت أحد الشباب
ممن ابتدأ في حفظ القرآن ثم انقطع عن سبب انقطاعه فقال: لأنني نسيت ما حفظت فقلت له: وهل انقطاعك يذكرك ما نسيت أو يزيد في حفظك؟!
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بهذه الحقيقة أي أن القرآن شديد التفلّت لكنه أرشدنا إلى الحل الأمثل في ذلك بل أنه قدم الحل قبل بيان المشكلة كما في الحديث المتفق عليه (تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها) فأمرنا بتعاهده والتعاهد هو كثرة المراجعة ولا شك أن المتعاهد للقرآن سينشط بعد ذلك في مواصلة الحفظ.
هذا وإن هناك أسباباً حقيقية تصد الشاب عن حفظ القرآن والإقبال عليه أذكر منها:
1) الوحدة: وذلك بأن يريد الشاب أن يحفظ القرآن لوحده بجهده الخاص ولا ريب أن هذا الفعل فيه عدة سلبيات منها أنه قد يعتريه الفتور سريعاً فيقعد عن مواصلة الحفظ، وكذلك فإنه قد لا يكتشف أخطاءه إذا كان يقرأ لوحده، وعلى كل حال فقد قال عليه الصلاة والسلام (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) رواه الحاكم. فعليك يا أخي أن تتواصى مع غيرك من إخوانك في حفظ القرآن الكريم أو الالتحاق بحِلق تحفيظ القرآن المنتشرة ولله الحمد وذلك لتحفظ على الوجه الصحيح ويتبيّن لك مدى إتقانك لما تحفظ.
2) استطالة طريق الحفظ: فقد يبدأ الشاب في الحفظ ويريد أن يختم القرآن في أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو شهرين ثم ما يلبث أن يستطيل المدة فيفتر والسبب في ذلك الحماس غير المنضبط. فعليك أن تعلم يا أخي أن حفظ القرآن لا بد له من وقت طويل يُقدر بثلاث سنوات تقريباً في الغالب وكلٌ على حسب طاقته وجهده وتفرغه فلا تُحمِّل نفسك فوق طاقتها ولا تستعجل في أمرٍ لك فيه أناة قال صلى الله عليه وسلم (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) متفق عليه.
3) المعاصي: وهذا بلا شك سبب رئيس في الحرمان من كل خير فلا يُحرَم العبد خيراً إلا بسبب ما كسبته نفسه من المعاصي والآثام قال صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) رواه الإمام أحمد، ولا شك أن حفظ القرآن الكريم من أعظم وأجل النعم على العبد، فاجتهد يا أخي في تحرير نفسك من ذلّ المعصية وشؤمها لينفتح لك باب المعونة من الله عز وجلّ.
أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وأن يجعلنا من الذين يقيمون حروف القرآن كما يُقيمون حدوده وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر ( http://saaid.net/Quran/46.htm)
ـ[مشمش]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 10:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتح الله عليك وأنعم عليك بالخير
أفادك الله.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[12 - 08 - 2006, 11:02 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا طارق على هذا النقل
وجزاك الله كل خير
مغربي
ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 08 - 2006, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركتما