وينسب معظم المؤرخين المسلمين بناء المسجد الاقصى الى الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، ومن هؤلاء البشاري المقدسي وشهاب الدين احمد بن محمد المقدسي ومجيرالدين الحنبلي والسيوطي، ويقولون إنه بناه سنة 27هـ/196م. وينسبه بعض المؤرخين ومنهم ابن البطريق وابن الاثير وابن الطقطقي الى الوليد بن عبدالملك (حكم من 68 - 69هـ/507 - 417م). وتؤكد هذا الرأي مجموعات من أوراق البردي تضم مراسلات بين قرة بين شريك عامل مصر الاموي (09 - 69هـ/907 - 417م) وأحد حكام الصعيد وتتضمن ذكر نفقات العمال الذين كانوا يتولون بناء مسجد القدس وتدل هذه الأوراق بصورة قاطعة على ان العمل في بناء المسجد كان جارياً حوالى سنة 09هـ/907م. ويعني هذا ان باني المسجد هو الوليد بن عبدالملك او انه هو الذي أتم بناءه.
ويختلف بناء المسجد الحالي عن بناء الأمويين اختلافاً كبيراً فقد بني المسجد بعد ذلك ورمم عدة مرات: ففي اواخرالحكم الأموي (031هـ/747م) حدث زلزال سقط بسببه شرقي المسجد وغربيه، وقد جرت إعادة بناء المسجد زمن الخليفة العباسي المنصور سنة 141هـ/857 - 957م وفي سنة 851هـ/477م وقع البناء الذي اقامه المنصور بسبب زلزال آخر فأمرالخليفة المهدي بإعادة بنائه، وبني المسجد هذه المرة بعناية كبيرة وانفقت عليه اموال طائلة، وكان يتكون من رواق اوسط كبير يقوم على اعمدة رخام وتكتنفه من كل جانب سبعة اروقة موازية له وأقل منه ارتفاعاً.
وفي سنة 524هـ/3301م خرب المسجد الاقصى خراباً كبيراً بسبب زلزال آخر فعمره الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله وضيقه من الغرب والشرق بحذف اربعة اروقة من كل جانب، والابواب السبعة التي في شمال المسجد اليوم هي من صنع الظاهر، كما ان جزءاً كبيراً من بناء الاقصى الحالي - قبل التعميرات التي جرت في هذا القرن يرجع الى الظاهر.
وعندما احتل الصليبيون القدس غيروا معالم المسجد فاتخذوا جانباً منه كنيسة وجانباً آخر مسكناً لفرسان الاسبتارية، واضافوا اليه من الناحية الغربية بناء جعلوه مستودعاً لذخائرهم.
ولما حرر صلاح الدين الايوبي القدس امر بإصلاح المسجد الاقصى وإعادة البناء الى ما كان عليه قبل الاحتلال الصليبي، وجدد صلاح الدين محراب المسجد وغشاه بالفسيفساء وأتي بالمنبر الرائع الذي امر نورالدين محمود ابن زنكي بصنعه للمسجد الاقصى من حلب ووضعه في المسجد.
وفي سنة 416هـ/7121م أنشأ الملك المعظم عيسى بن احمد بن أيوب الرواق الشمالي للمسجد وهو يشمل سبعة اقواس تقابل ابواب المسجد السبعة.
وقد اجرى السلاطين المماليك، ثم العثمانيون اصلاحات وتعميرات كثيرة في المسجد الاقصى، ولكن شكله العام لم يتغير منذ عهد الايوبيين.
وفي القرن الحالي جرت عمليات تعمير واسعة في المسجد تمت واحدة منها سنة 4431هـ/5291م واستهدفت تدعيم القبة والبناء بصورة عامة واخرى بين سنتي 7531هـ/8391م و3631هـ/3491م هدم فيها الرواق الشرقي واعيد بناؤه، والرواق الاوسط الذي كان ما يزال قائماً منذ التجديد الفاطمي واعيد بناؤه. وقد تم ذلك بإشراف المجلس الاسلامي الأعلى.
يبلغ طول المسجد الاقصى من الداخل (08) متراً وعرضه (55) متراً، وفي المسجد سبعة اروقة - رواق اوسط وثلاثة اروقة في جهة الشرق وثلاثة في جهة الغرب - ترتفع على (35) عموداً من الرخام و (94) سارية من الحجارة، وفي صدر المسجد القبة.
وللمسجد أحد عشر باباً سبعة منها في الشمال ووحد في الشرق واثنان في الغرب وواحد في الجنوب.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[30 - 08 - 2006, 10:08 ص]ـ
بوركت