2) ولما كان الإسراء – وكذلك المعراج – خرقا لأمور طبيعية ألفها الناس، فقد كانوا يذهبون من مكة إلى الشام في شهر ويعودون في شهر، لكنه – أي: رسول الله – ذهب وعاد وعرج به إلى السماوات العلى، وكل هذا وذاك في أقل من ثلثي ليلة واحدة ... فكان هذا شيئا مذهل، أي أنه كان امتحانا واختبارا للناس جميعا، وخاصة الذين آمنوا بالرسالة الجديدة، فصدق أقوياء الإيمان وكذب ضعاف الإيمان وارتد بعضهم عن إسلامهم. وهكذا تكون صفوف المسلمين نظيفة، ويكون المسلمون الذين يعدهم الله للهجرة أشخاصا أتقياء أنقياء أقوياء، لهم عزائم متينة وإرادة صلبة، لأن الهجرة تحتاج أن تتوفر لديهم هذه الصفات ...
3) كان ضمن ما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حينما وصل إلى بيت المقدس التف حوله جميع الأنبياء والرسل، واصطفوا وقدموه للإمامة، وصلى بهم ... وإن هذا ليعد احتفالا بميراث النبوة الذي انتقل إلى خاتم الأنبياء والرسل، وهو محمد بن عبد الله، وانتقل بذلك من ذرية إسحاق إلى ذرية إسماعيل أبي العرب. ويعد هذا أيضا دليلا واضحا على عالمية الرسالة الإسلامية، وأن الإسلام هو الدين الشامل المحتوي لكل الشرائع والعقائد السماوية السابقة، ولذا فهو خاتم الرسالات التي أنزلها الله إلى البشر لهدايتهم. وإضافة إلى هذا وذاك، فإن اجتماع الرسول بكل الأنبياء والرسل وصلاته بهم دليل على أن كافة الشرائع السماوية جاءت من أجل تحقيق هدف واحد، هو عبادة الله وحده لا شريك له، إلها واحدا أحدا ...
4) لقد كان الصعود من بيت المقدس ولم يكن من مكة، ذا دلالات، إحداها الأمر بنشر الإسلام وتوسعة إطاره، وذلك لأنه الدين الخاتم الشامل الجامع الذي ارتضاه الله للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم وشعوبهم ولغاتهم ... وفيه أيضا أمر ضمني بنبذ الخلاف فيما بين المسلمين، بل الأمر بتوحدهم واجتماع مصالحهم.
5) يعتبر فرض الصلاة – بهيئتها المعروفة وعددها وأوقاتها اليومية المعروفة – على المسلمين في رحلة المعراج دليلا على أن الصلاة صلة بين العبد وربه، وهى معراجه الذي يعرج عليه إلى اله سبحانه وتعالى بروحه، وأنها الوقت الذي يناجي العبد فيه ربه ويبث إليه ما يرنو إليه. فالصلاة إذن عماد الدين، ومن تركها وأهملها فكأنه هدم دينه وأضاعه ... وهذه الصلاة بهيئتها الحركية أفضل الحركات لمصالح الجسد الصحية، إضافة إلى معطياتها النفسية والروحية.
وختاما: فإننا لا نستطيع إحصاء ما للإسراء والمعراج من فضائل وفوائد، وإنما سقنا ما أفاء الله به علينا وعرضناه بإيجاز، ولابد من التأكيد مرة أخرى على أن معجزة " الإسراء والمعراج " معجزة لم يتحد الله بها البشر، لأن البشر لن يفكروا مطلقا في الإتيان بمثلها، أو بما يشابهها، مهما بلغت قواهم وارتقت عقولهم وتطورت مخترعاتهم ... وإنما هي معجزة لاختبار قوة العقيدة وتمحيص قلوب المؤمنين، فمن كان إيمانه قويما صدق ومن كان غير ذلك كذب أو استكثر حدوث ما حدث ... هذا، والله ولى التوفيق.
http://bareed9.maktoob.com/maktoobmail/message_a536?folder=&msgno=2007&nm=78184503
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[28 - 09 - 2006, 08:51 ص]ـ
فؤاد العطار
Anti_ahmadiyya***********
يتلخص كلام القاديانيين المأخوذ عن خليفتهم الثاني في نقطتين:
(1) الإسراء و المعراج حادثتان منفصلتان
(2) الإسراء و المعراج لم تكونا بالجسد بل كانتا بالكشف الروحاني
و هاتان النقطتان هما خلاف قديم جداً حول هذه المسألة فقد قال بهذا القول قلة قليلة من السلف و الخلف، و هم بهذا خالفوا الصواب و رأي الجمهور. و القاديانيون تبنوا هذا الرأي لأنهم شغوفون بتحويل كل معجزة في القرآن إلى رؤيا منامية، و من ذلك قصة موسى عليه السلام و الخضر و قصة عصى موسى عليه السلام إلخ. و ما تبنيهم لهذا الرأي إلا ليدافعوا عن خلو جعبة الميرزا من أية آية حقيقية تدعم دعاويه المتهافتة.
¥