قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لن تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، فتقتلوهم حتى ينطق الشجر والحجر فيقول:" يا مسلم يا عبدالله: هذا يهودي ورائي تعال فاقتله". " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة " يعود الضمير الفاعل في " ليدخلوا " على الضمير الفاعل في " ليسوءوا "، فالذين يسوءون وجوه اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة، والمراد بالمسجد هنا المسجد الأقصى، وهم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان، وتم لهم فتح الشام ونشر الإسلام فيه.
فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود والمسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية، وليست معركة قومية أو يسارية أو إقليمية وليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.
لطائف قرآنية
من الآيات الأفعال التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي: " رددنا " - " أمددناكم " - " جعلناكم " الفاعل في الأفعال الثلاثة " نا " يعود إلى الله عز وجل فهو يفعل لهم تلك الأفعال، وفق حكمته ومشيئته تمهيداً لقضاء المسلمين عليهم. وعند كلام الآية عن فعل المسلمين بهم، فقد عرضت ثلاثة أفعال مسندة للمسلمين المجاهدين هي: " ليسوءوا " - "وليدخلوا " - " وليتبروا " الفاعل في الأفعال الثلاثة " الواو " يعود على المسلمين، صحيح أن الله هو الذي يقرر ويقدر، لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله لهم، وتشريف لهم. إذاً هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها أفعال ثلاثة للمسلمين.
و هناك لطيفة قرآنية لتفسدن في الأرض ذكر الله كلمة الأرض للدلالة على أن إفساد اليهود سوف يشمل العالم بأجمعه و ذلك من خلال ما يمتلكونه من وسائل الإعلام (المحطات الفضائية، مواقع الإنترنت، الصحف .. ) التي تصل إلى أي مكان على سطح الأرض، وهناك لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق الإفساد الثاني لليهود، وعن تدمير المسلمين له عبرت بحرف الشرط " إذا " فقالت " فإذا جاء وعد الآخرة، ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ". بينما عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن إحسان اليهود " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها " عبرت بحرف الشرط " إن " عند كلامها عن عودة اليهود للإفساد " وإن عدتم عدنا " وهناك فرق بين " إذا " و " إن " الشرطيتين. تدخل " إذا " على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه، لا شك فيه، وتدخل " إن " على فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه. أي أن الإفساد الثاني لليهود سيتحقق وأن إحسانهم لن يتحقق. وبما أن عودة اليهود للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة، عبر عنها بحرف " إن " التي تدل على هذا المعنى " إن عدتم عدنا " وإن غداً لناظره قريب، والله تعالى أعلم.
الخلاصة: الإعجاز الغيبي في هذه الآيات في أن الله ذكر لنا أن بني إسرائيل (اليهود) سوف يفسدون في الأرض و أنهم سيعلون في الأرض وستكون لهم مكانة و قوة و أنهم سيكونون أكثر الناس أنصاراً، و أنهم سيمدهم الله بالأولاد الذي سوف يمتلكون ناصية العلم و الفكر، و يمدهم بالأموال التي يسيطرون به على الحكام والشعوب و أنهم سوف يجتمعون بعد الإفساد الثاني في فلسطين نظرأ لذكر الإفساد في سورة الإسراء التي تتحدث عن الإسراء و المعراج من المسجد الأقصى في فلسطين.
المصدر:
عن كتاب "حقائق قرآنية حول القضية الفلسطينية" تأليف: د. صلاح الخالدي
مع بعض الإضافات من المحرر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرابط من مصدر النقل والعرض خشية من عدم عمل الرابط في بعض المناطق: http://www.amaneena.com/m/1964.htm
ـ[وعد]ــــــــ[26 - 08 - 2006, 01:08 م]ـ
جزاك الله الخير الكثير على هذا الشرح الرائع
ـ[منسيون]ــــــــ[01 - 09 - 2006, 01:32 ص]ـ
نشكركم أخواني على هذا التوضيح والشرح المستفيض ونطلب منك أن تكثروا من مشاركاتكم هذه.