ما أخرج ابن كثير في التاريخ (8: 135) عن هشيم عن العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((ما رأيت أحداً أسود من معاوية)). قال جبلة بن سحيم. قلت ولا عمر؟ قال: ((كان عمر خيراً منه، وكان معاوية أسود منه)). ورووا مثل هذه الكلمة في معاوية عن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وقول عمير بن سعد، رضي الله عنه، لما عزله عمر، رضي الله عنه، وولى معاوية: (لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم اهد به .......... ")
من تعليقات الشيخ محب الدين على "العواصم من القواصم"، ص163.
وما رواه البخاري، رحمه الله، في كتاب "مناقب الصحابة" (ك 62 ب 28 ج 4 ص 219) من طريق أبي مليكة أن ابن عباس قيل له: ((هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة. فقال: إنه فقيه))
من تعليقات الشيخ محب الدين على "العواصم من القواصم"، ص164.
وما رواه ابن قتيبة عن عتبة بن مسعود قال: لما مر بنا نعي معاوية قمنا فأتينا ابن عباس فوجدناه جالسا قد وضع له الخوان وعنده نفر، فأخبرناه الخبر، فقال: يا غلام!، ارفع الخوان وسكن ساعة، ثم قال: جبل تزعزع ثم مال كلكله. أما والله ما كان كمن كان قبله، ولكن لن يكون بعده مثله، وإن ابنه خير أهله.
من تعليقات الشيخ محب الدين على "العواصم من القواصم"، ص164.
وفي هذا الخبر من إنصاف ابن عباس لمعاوية، رضي الله عنهما، ما فيه، فالرجل لا يضاهي من قبله من المهديين الأربعة، رضي الله عنهم، ولكن من بعده، في المقابل، لا يضاهيه.
وإخراج ابن قتيبة، رحمه الله، لهذا الخبر، دليل على بطلان نسبة كتاب "الإمامة والسياسة"، وفيه ما فيه من الدس والتخليط، الذي لا يتصور صدوره من إمام محقق من أئمة أهل السنة كـ: "ابن قتيبة"، رحمه الله، ويأتي مزيد بيان لذلك إن شاء الله.
وقال أبو الدرداء، رضي الله عنه، لأهل الشام: (ما رأيت أحدا أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من معاوية).
يقول هذا مع ما وقع بينه وبين معاوية من خلاف، لما كان قاضيا للشام، أيام إمرة معاوية في خلافة عمر، رضي الله عنه، ومع ذلك لم يحمله ذلك على إنكار هذه المنقبة لمعاوية، فالقوم كانوا عظاما في اتفاقهم واختلافهم، في سلمهم وحربهم، ولا عجب، فهم أبناء الرسالة الأول!!!.
انظر "العواصم من القواصم"، ص73، 74.
ومن أقوال التابعين:
ما رواه مجالد عن الشعبي أن قبيصة بن جابر الأسدي قال:
" ألا أخبركم من صحبت؟ صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلاً أفقه ولا أحسن مدارسة منه، ثم صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلاً أعطى للجزيل من غير مسألة منه، ثم صحبت معاوية فما رأيت رجلاً أحب رفيقاً ولا أشبه سريرة بعلانية منه".
من تعليقات الشيخ محب الدين على "العواصم من القواصم"، ص162.
ومجالد بن سعيد: ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره، كما ذكر ذلك الحافظ، رحمه الله، في "التقريب"، ترجمة: 6478.
والتغير أحسن من الاختلاط، فهو من اسمه، نوع تغير في الحفظ، لا اختلاط عقل كامل ينزل صاحبه منزلة فاحش الغلط، ومرتبة: "ليس بالقوي"، في مراتب الجرح والتعديل، تصلح للاعتضاد، فالأثر مع ضعفه صالح للمتابعة إن وجد له متابع، والله أعلم.
وما رواه الأثرم من طريق محمد بن حواش، حدثنا أبو هريرة المكتب قال: "كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله".
وما رواه عبد الله بن أحمد من طريق أبي سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة الثقفى، عن أبي إسحاق السبيعي أنه ذكر معاوية فقال: "لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم: كان المهدي".
يقول الشيخ محب الدين الخطيب، رحمه الله، معلقا:
" وهذه الشهادة من هؤلاء الأئمة الأعلام لأمير المؤمنين معاوية صدى استجابة الله عز وجل دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم لهذا الخليفة الصالح يوم قال: ((اللهم اجعله هادياً، مهدياً، واهد به)) وهو من أعلام النبوة.
من تعليقات الشيخ محب الدين على "العواصم من القواصم"، ص163.
¥