وأبو موسى، رضي الله عنه، كان من أذكياء العرب، الذين حازوا ثقة الفاروق، رضي الله عنه، صيرفي الرجال، حتى جدد العهد لولاته عاما واحدا، وجدده لأبي موسى أربعة أعوام لكفايته وحسن سياسته.
فلم يكن، رضي الله عنه، مغفلا أو ساذجا، كما صورت تلك الرواية المغلوطة.
وتلمس في "مروج المسعودي" نوع انتقاص لخلفاء المسلمين في العصر الأموي، فهو يذكر عنهم قصصا فيه من المجون والخلاعة ما يستبعد صدوره من معظمهم لا سيما من فضلائهم كعبد الملك بن مروان رحمه الله.
وأما من المعاصرين فهناك أمثال: "طه حسين" الذي صنف كتاب "الفتنة الكبرى"، وهو كما قال أحد الفضلاء عندنا في مصر: اسم على مسمى فالكتاب فعلا: فتنة كبرى لكل من قرأه!!!، وتشكيك طه حسين في ثوابت الدين أشهر من أن يذكر.
وكذا الكتب التي صنفها كثير من الأدباء، فأصابوا حينا، وأخطؤوا أحيانا، فراج خطؤهم على كثير من القراء لسهولة أسلوبهم الذي يناسب جميع الشرائح، وأجدر مثال على هذا الصنف من المؤلفات: "رجال حول الرسول"، فقد أجاد مؤلفه في عرض سير كثير من الأصحاب، رضوان الله عليهم، ولكنه تحامل على معاوية، رضي الله عنه، فكان حاطب ليل في أحداث صفين، وقد أفضى الرجل إلى ربه، فالله يغفر له ويتجاوز عنه، فقد انحرف عن معاوية، رضي الله عنه، من هو أفضل وأعلم منه، فينكر عليه ما سطره في حق معاوية وينبه عليه ويحذر منه، ويحمد له ما سطره في عرض سيرة الأصحاب، رضوان الله عليهم، وكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومعاوية، رضي الله عنه، عندنا أولى بالفضل وأجدر بالولاء من صاحب "رجال حول الرسول"، ومن غيره من الكتاب إن لم يكن بد من ترجيح أحدهما على الآخر، فلا وجه للمقارنة أصلا.
وأما الكتب التي عني مصنفوها بجمع المروايات مع إبراز رجال أسانيدها، كالطبري، رحمه الله، في تاريخه، فهي تصلح لمن لديه القدرة على تمحيص المرويات، ولا يتأتى ذلك إلا للمتخصصين من الباحثين الشرعيين أو الأستاذة الأكاديميين.
وأفضل ما في هذا الباب مما يناسب جميع الشرائح:
البداية والنهاية للحافظ ابن كثير، رحمه الله، و سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام للحافظ الذهبي، رحمه الله، لأن للرجلين باعا في علم الحديث، فعندهما من تحقيق المرويات ما لا يوجد عند غيرهما.
وفي رد الشبه لا أروع من:
"العواصم من القواصم"، للإمام أبي بكر بن العربي المالكي، رحمه الله، بتعليقات العلامة محب الدين الخطيب، رحمه الله، على وجه الخصوص، لاستغلاق متن الكتاب في بعض المواضع، وقد جانب الصواب الشيخ، رحمه الله، في بعض تعليقاته، ولكن الكتاب في مجمله رائع في تحقيق موقف الصحابة، رضوان الله عليهم، من أحداث الفتنة، وما يجب على المسلم السني اعتقاده في هذه المسألة، والكتاب مجلد لطيف لا يستغرق في قراءته أياما.
ومن كتب المعاصرين:
"حقبة من التاريخ"، للشيخ عثمان الخميس، حفظه الله ورعاه وسدده، فهو، رسالة لطيفة سلسلة العبارة موجزة البيان مع عدم إخلال، رد فيها على كثير من الشبهات، مع تنبيه مهم في بدايتها على المنهج الصحيح في قراءة كتب التاريخ، أتبعه بعرض موجز لتاريخ الخلفاء الراشدين، ومن ثم شرع في مقصود الكتاب، فعرج على أحداث السقيفة، واستشهاد عثمان، رضي الله عنه، وأحداث الفتنة، واستشهاد علي، رضي الله عنه، وتولي الحسن، رضي الله عنه، وتنازله عن الأمر لمعاوية، رضي الله عنه، واستشهاد الحسين، رضي الله عنه، ............... إلخ، وفق منهج أهل السنة في هذه الأحداث الجسام.
وكتاب "من سب الصحابة ومعاوية فأمه هاوية"، للشيخ الدكتور أبي سهل محمد بن عبد الرحمن المغراوي، حفظه الله وسدده، الشيخ المغربي المشهور، وقد صنفه بعدما سرت عدوى سب معاوية، رضي الله عنه، إلى المغرب الحبيب، وفيه من النقول عن أهل العلم، ما يشرح صدر أهل السنة المعظمين، للأصحاب، رضوان الله عليهم، ويزيل شبهات كثيرة سرت في أوساط أهل السنة، وفيه نقول مهمة عن أبي محمد بن حزم وابن تيمية، رحمهما الله، على وجه الخصوص.
ومن المطولات:
¥