العصاة الذين جاهروا بالكبائر واستخفوا بحرمات الدين، خلاف أولئك الذين عظموا حرمات الدين، وإن غلوا في إنكار المنكر، فكان منهم ما كان من إفساد، وإن كان إفساد مرتكب الكبائر، عند التحقيق، أيسر من إفسادهم، كما حقق ذلك شيخ الإسلام، رحمه الله، عند كلامه على مرتكب الكبيرة والمتلبس ببدعة، ولكنهم، وإن أخطؤوا، أشد تعظيما للدين منه.
وهم أولى بالرحمة والتلطف من: العلمانيين الذين سعوا في بلادنا فسادا، وهاجموا ثوابت ديننا، بل هم عند التحقيق، سبب ظهور هذا التيار التكفيري الغالي، لأنهم غلوا في الخروج على ثوابت الدين، فغلا أولئك في الإنكار عليهم، فبغوا على إخوانهم الموحدين، والفتن إذا عمت لم تميز!!!!.
وهم أولى بالرحمة والتلطف من اليهود والنصارى الذين استزلونا ببعض ما كسبنا، فأعطيناهم الدنية في ديننا، باسم: "فهم الآخر"، و: "احترام الآخر"، فلم نجرؤ حتى على إطلاق الأسماء الشرعية التي سماهم الله، عز وجل، في كتابه، وسماهم نبيه صلى الله عليه وسلم، في سنته، لم نجرؤ على إطلاقها عليهم، وإنما ألنا لهم العبارة لئلا نجرح مشاعر "الآخر"، بالله عليك عبد الكريم من أحق بلين القول، وإن أخطأ: من ظلمنا بشبهة فاسدة، أمن يظلمنا ليل نهار ويطعن في ديننا ويستحل محارمنا بسوء نية وفساد طوية لا يخجل من إظهارها؟!!!!.
ولنا في موقف أمير المؤمنين، أبي الحسن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، مع خوارج عصره، وقد كانوا أجهل وأضل، أسوة حسنة، فقد بذل وسعه في نصحهم، وجمعهم وأقام عليهم الحجة، وقال لهم: إن لكم علينا أن لا نمنعكم فيئا ما دامت أيديكم معنا، وأن لا نمنعكم مساجد الله، وأن لا نبدأكم بالقتال حتى تبدؤونا!!!!، فلله دره من فقيه أريب، وأرسل إليهم الحبر الجليل: عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، فعاد الرجل بصدق نيته بنصفهم تائبين، لأنه رحمهم وأخلص النية في نصحهم، ولما أصر من تبقى منهم على الإفساد في الأرض، وقتلوا عبد الله بن خباب، رحمه الله، وبقروا بطن زوجه الحامل، اضطر إلى قتالهم، ومع ذلك استعمل معهم الرحمة في القتال، فلم يجهز على جريحهم، وإنما أمر بالجرحى، وعددهم: 400، فسلمهم إلى قبائلهم ليداووهم، فأي عدل ورحمة بعد ذلك!!!!!.
لاحظ أخي عبد الكريم: أن عليا، رضي الله عنه، يسلك هذا المسلك مع من كفره، وخرج عليه، بل وجاء ذمه على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، فهم: كلاب أهل النار، فما بالك تسوي بين أولئك وبين إخوان لنا على معتقد سليم زلوا في مسألة، وإن كنت أتفق معك أنها جليلة؟!!!!
وكذا كان موقف أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، في إقامة الحجة على خوارج عصره، وتجد طرفا منها في هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=9706&scholar_id=343&series_id=438
أخي عبد الكريم: رفقا بإخوانك، هدانا الله وإياهم إلى صالح القول والعمل.
وعذرا على الإطالة أيها الكريم.
وأرجو ألا تظن بي سوء، فلست من أصحاب هذا الفكر الغالي، ولله الحمد والمنة، أسال الله، عز وجل، لي ولك ولإخواني الثبات على الحق.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 09:26 ص]ـ
:::
م / طلب
ارجو التفضل بحذف هذا الموضوع. كل يفتي على رأيه فكانََّ واحدهم مذهبٌ برمته!. اتقوا الله فيما تكتبون
ـ[~*¤®©™§ [عاشقة القوافي] §™©®¤*~]ــــــــ[24 - 04 - 2007, 07:37 م]ـ
نحن هنا أخي الفاضل لانفتي وغير مؤهلين للفتوىولكننا نعلق عن أحداث تتعلق بظاهرة انتشرت في بعض الأقطار العربية مثل المغرب الجزائر و السعودية.
أما بالنسبة للعراق وفلسطين والشيشان وغيرهم من الأقطار فهم يواجهون العدو ليل نهار ومن الواجب عليهم حماية ديارهم وأعراضهم بكل ما أوتوا من قوة.
أما من يواجهون أبناء وطنهم بسبب دنيا أو سياسة فهذا هو الظلم
والله تعالى أعلم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 04 - 2007, 07:26 ص]ـ
أخي قصي:
شكر الله لك غيرتك، فكما قلت ليس أمر الفتوى موكولا لهوى الأنفس وتشهيها.
¥