تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المتابع للقضايا والمشاكل الاجتماعية سواء ما يُنشر في الصحف أو يُعلن أحياناً من بعض الجهات المعنية أو من خلال ما تطرحه بعض القنوات في برامجها الجادة،يلاحظ ازياد وتكرس ظاهرة التسكع وما يسمى بالمعاكسات بين الشباب والشابات لا سيما في الأسواق والمنتزهات؛بل واصبحنا نقرأ ونسمع عن اختطاف الفتيات واختفائهن!! ودخل هذا الجيل في أساليب جديدة ومتطورة بفضل الاستعمال "الراقي" للتقنية الحديثة من هواتف وإنترنت واستعمالهما في مجال الأذيةِ ومحاربةِ الفضيلة مع الأسف الشديد!! في الوقت الذي يستعمل فيه غيرُنا هذه التقنيات الحديثة فيما ينفع ويفيد! ومع تكرس هذه الظاهرة فإن الأمر يحتاج إلى مزيدٍ من التوعية والمتابعة وحسن التربية؛ فالوقتُ الذي نعيشُهُ ويعيشهُ هذا الجيل وقتُ صعبٌ معقد فيه من دواعي الانحراف والفتنة وتيسير أمورهما ما لم يكن متوفراً من قبل؛ فتعقّد وصَعُبَ الأمرُ على المُربي والمتربي على حدٍ سواء واحدى وسائل حماية الفضيلة هو ذلك المبدأ الشرعي العظيم والمتقرر في كتابِ الله وسنتهِ ألا وهو: الأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكر؛ وهو ليس حكراً على أحد، ٍ بل جملةُ المسلمين مخاطبون به ولكن كل بحسب قدرته وعلمه؛ وبحسب المراتب والآداب التي جاءت في السنةِ وفصّلها العلماءُ والفقهاء.

ومن محاسن هذه الدولة * حرسها الله * رعايتها لهذه الشعيرة العظيمة من خلال جهازٍ خاص هو "هيئة الأمر بالمعروف" الذي يُساهم مع الأجهزة المعنية الأخرى في حماية المجتمع من كثيرٍ من المشاكل الاجتماعية والأمنيةِ وغيرها. ومع ازدياد بعض الظواهر السلبية وكثرة المغريات وتجدد وسائل انحراف الشباب وتطورها؛ فإن دور جهاز هيئة الأمر بالمعروف يتأكد ودعمها يتعين؛وهو ما أكده وقررّه سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز * وفقه الله * في حديثه الضافي والدقيق والصريح في مؤتمر الهيئة الأخير، "حيث أكدَّ سموه الكريم على أهمية دور هذا الجهاز ووجوب دعمه؛وهي كلمةُ مسؤول هو في أعلى الهرم في الشأن الأمني؛ ولاريب أن هناك قناعةٌ من المسؤولين بدور رجال الهيئة في متابعة الكثير من القضايا التي من شأنها المساهمة في حماية هذا المجتمع الكريم؛ لذا فإني استغربُ ممَّن يتحدث بين حينٍ وآخر في نقد هذا الجهاز نقداً يُشكك في أهميته أو مناسبته لهذا الزمان! وهم لم يأتوا إلا من عدم وقوفهم بشكلٍ دقيق على أهمية هذا الجهاز أو دوره الحقيقي، بل يقفون عند بعض الهفوات التي لا يكادُ يسلم منها أحدٌ أو جهاز. إلا أنّ المعنيين من المسؤولين هم أعلم الناس بهذا الدور لذلك أيَّدوه ودعموه ولا يزالون؛ أيدهم الله بتوفيقه.

المنافقون وهذه الفريضة

ويقول الشيخ عبد الله الهذيل إمام وخطيب جامع فيحان بالرياض

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أوجب واجبات الشرع، بل قد عدّه بعض العلماء من أركان الإسلام، وقد فرضه الله تعالى على الأمة فقال سبحانه وتعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وروى الإمام مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي قال: "من رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". وروى أيضاً من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي قال: "ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل". وبتحقيق تلك الشعيرة تتحقق الخيرية الموعودة بكتاب الله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران. وفشوها في المجتمع دليل إيمانه ومعدنه النقي والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير