تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حنانيكم يا من يسأل عن طلب العلم ويُسأل!

ـ[أبو عبد الله الإسحاقي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:33 ص]ـ

ألا ترون معي أيها الفضلاء أنه قد كثر السؤال عن كيفية طلب العلم، ومناهج التحصيل وطرق التلقي إلى حد خرج عن المعتاد ولي مع هذا وقفات ولعل رحابة صدركم تشفع لي أن أتكلم في هذا:

* يلاحظ أن البعض يكثر من هذه الأسئلة ويجمع طرق التحصيل وكيفياتها ومناهج الضبط والتلقي وما كتب في ذلك من الكتب وما ألقي من المحاضرات ثم لا يخرج بشيء وليس عنده في الحقيقة عزيمة على الفعل والتطبيق والبدء أذكر أنني سألت الشيخ الفاضل عبد المحسن العباد في الكلية فقلت له: يا شيخ إذا حفظت الكتاب الفلاني فهل أبدأ بحفظ كتاب فلان أم حفظ كذا؟ فأجابني: أولاً أحفظ الكتاب الذي ذكرته ثم تعال. وسمعت أن أحد الطلاب جلس يستشير المشايخ وطلبة العلم هل يحفظ المنتقى أم البلوغ؟ يقول لي محدثي: قابلته بعد خمس سنوات فإذا به يسأل نفس السؤال! ولو بدأ لكان حافظاً لهما ولغيرهما. المهم العزيمة (فإذا عزمت فتوكل على الله)،

إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تتردد

فأقول دعك من الإسهاب في البحث عن طرق الطلب.

* بعض الناس يجرب طريقة ثم يستمر فيها فترة ثم يسمع بطريقة أخرى أو يقرأ عنها فينتهجها ثم سرعان ما تلوح له طريقة ثالثة فينطلق لها وهكذا فيضيع العمر، وهكذا هي حال شريحة ليس بالقليلة من طلبة العلم وأنا كنت كذلك فأضعت سنين من العمر في لا شيء، فأقول: إذا ارتضيت طريقة فاستمر فيها ولا تلتفت وامض حيث حددت هدفك إلا إذا تيقنت أو قال لك من تثق فيه من طلبة العلم والمشايخ بعدم جدوى هذه الطريقة التي تسير فيها.

* يلاحظ الجزافية - إن صحت العبارة- والفوضوية في تعين المناهج والكتب والأزمنة في الطلب فبعض الناس يضع منهجاً في طلب العلم يُلزم به كل من يطلب العلم دون مراعاة لحال الطالب فهناك من هو في مقتبل العمر وهناك من تقدم به العمر ولكل منهج، وهناك المتفرغ وهناك المشغول ذو الأسرة والعيال والوظائف والارتباطات الحياتية ولكل منهج، وهناك من قطع شوطاً في طلب العلم وهناك من هو مبتدأ أو حديث عهد بهداية ولكل منهج. وأذكر أن أحد مشايخنا سئل كيف أطلب العلم؟ فأجاب بجواب حصيف يدل على عقله - مفاده- قال: هذا سؤال عام والإجابة عنه صعبة لأنني لا أدري مكانك في العلم هل أنت طالب علم أم عامي؟ هل أنت متفرغ أم مشغول. هل أنت ذو همة في الطلب أم أنت ضعيف الهمة ترضى بأقل شيء؟ ثم ضرب مثالاً جيداً وقال هذا السؤال أشبه بما يتصل بك ويسألك أين الطريق إلى المدينة؟ فأول ما تقول له: أين موقعك؟ حتى يسهل عليك توجيهه، وهذا والله كلام في غاية الصواب.

*وكذلك من المآخذ في هذا، الإلزام بوقت للانتهاء من المنهج فيقول تحفظ الكتاب الفلاني أو تحفظه في ستة أشهر أو تبدأ بدراسة كتب العقيدة المختصرة خلال سنة، وتحديد الأزمنة ليس من الحكمة في مكان وهذا مبني على الاستعجال والحرص على الخروج والله أعلم وإنما المنهجية مبنية على الضبط والإتقان فربما ينتهي من ضبط الكتاب في شهر وربما يضبطه في سنتين المهم أن يتقن العلم وما ضر العبد لو عاش مع العلم طول حياته ومما أحفظ من كلام شيخنا المختار قوله - والعبارة بالمعنى-: تعبّد الله في طلب العلم لا يهم تنتهي الآن تنتهي بعد عشرين سنة تموت وأنت تطلب العلم، ولذلك يشدد الشيخ في من يسأله متى سننتهي من الكتاب.

* ومن المآخذ الالزام بكتب معينة وهذه الكتب قد تكون غير معروفة في قطر الطالب أو غير متوفرة أو غير مخدومة فمثلاً كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب قد يكون غير مرغوب فيه في بعض البلاد ودراسته لطالب العلم في بعض البلدان تسبب له حرجاً بين أهله وقومه، ومن كذلك تقرير الزاد في الفقه الحنبلي مثلاً في بعض البلدان التي تنتهج المذهب الحنفي أو الشافعي أو المالكي ويتوافر فيها علماء محققون في المذهب ولا يجد فيها طالب العلم من يحرر له المذهب الحنبلي بل لا يجد فيها كتب المذهب وهذا مما ينبغي التنبيه له.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير