تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

¨ ما جاء عند الطبراني في الأوسط وأبي نعيم في الحلية من حديث حسان بن إبراهيم الكرماني عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه صلى الله عليه وسلم كان يبعث من يأتيه بماء من مطاهر المسلمين يرجو بركة أيديهم، فهذا المتن معلول بمخالفته لما عليه جمهور أهل العلم من عدم جواز التبرك بآثار أحد من البشر خلاف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فكيف يتبرك صلى الله عليه وسلم بمن هو دونه، ولم ينقل عن كبار الصحابة رضي الله عنهم خبر ثابت في تبركهم بآثاره صلى الله عليه وسلم مع مشروعية ذلك، ولم يكن الصحابة رضي الله عنهم يتبركون ببعضهم البعض ونقل الشاطبي الإجماع على ذلك، على أن للحديث علة أخرى في اسناده، وهي أنه جاء من طريق وكيع وخلاد بن يحيى وعبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن واسع معضلا (فقد خالف حسان بن إبراهيم الكرماني جماعة من الثقات في وصل الحديث الذي أعضلوه)، ولم يذكروا هذا اللفظ، وإنما ذكروا لفظ: (مما وقعت به أيدي المسلمين)، لما سأله الصحابة رضي الله عنهم عن أحب الوضوء إليه صلى الله عليه وسلم، ويؤيد هذا حديث العباس رضي الله عنه لما أراد أن يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم بماء لم تتناوله أيدي الناس ليشرب منه فقال صلى الله عليه وسلم: (اسقوني مما تسقون منه الناس)، ولا يفوتنا هنا أن نذكر كلام الشيخ حفظه الله في عبد العزيز بن أبي رواد (والذي ذكره في موطن آخر)، حيث قال عنه بأنه صدوق خفيف الضبط، وقد أثنى أحمد على دينه وصدقه، وهو قليل الرواية، وكثير مما رواه لا يصح الإسناد فيه إليه وبعض أحاديثه صحيحة (5 تقريبا)، وقد أخطأ في (5 أو 6) ولا شك أن هذا الحديث منها.

¨ حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند مسلم أن الله عز وجل خلق التربة يوم السبت … الحديث، فقد أنكر البخاري وابن المديني والبيهقي وشيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث لأن هذا المتن يدل على أن الله عز وجل خلق الأرض في ستة أيام، وهذا يخالف النص القرآني الذي يدل على أن أن الله عز وجل خلق الأرض في يومين، وذهبوا إلى أنه موقوف على كعب الأحبار رضي الله عنه، بينما ذهب ابن الجوزي وابن الأنباري والألباني إلى صحة الحديث وأجابوا عن ذلك بأن الأيام تختلف ودليل ذلك في القرآن والسنة، ففي القرآن، قوله تعالى: (إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)، وفي الحديث أن الناس يقفون في أرض المحشر خمسين ألف سنة قبل أن يأذن الله عز وجل ببدء الحساب، ولمزيد من البيان يراجع: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص124، طبعة دار عمار بتحقيق هاني الحاج)، ومجموع الفتاوى (17/ 235)، والتاريخ الكبير (1/ 413_414)، وتفسير ابن كثير عند تفسير آية 54 من سورة الأعراف، والآيات 9: 12 من سورة فصلت.

¨ حديث شعبة عن أبي فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعا: (ثلاثة لا يقبل الله منهم دعاء، وذكر منهم ورجل تحته إمرأة سيئة الخلق ولم يطلقها)، فهذا الحديث معلول من جهتين:

· من جهة متنه، حيث أنه مخالف لحديث الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعا: (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين، رجل كانت عنده جارية …) الحديث، وهذا هو اللفظ الصحيح.

· من جهة إسناده، حيث أنه معل بالوقف لأن أغلب أصحاب شعبة رووه موقوفا.

· حديث مخرمة عن أبيه عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه في ساعة الإجابة يوم الجمعة وأنها ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة، والصحيح أن هذا الحديث موقوف على أبي بردة (أي مقطوع) فهو معل بالوقف على أبي بردة رضي الله عنه، وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على مسلم. وقد ذكر الشيخ سيد سابق أن هذا الحديث معلول بالإضطراب والإنقطاع، (فقه السنة 1/ 215) طبعة مكتبة دار التراث، ويؤكد الشيخ حفظه الله في نهاية هذا المبحث المهم على أن علة المتن تكون مرتبطة غالبا بعلة الإسناد، فإذا وجدنا المتن مستنكرا، فلننظر في السند فغالبا ما يكون هو الآخر معلا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير