تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6 - هناكَ متونٌ أخرى مساويةٌ لهذهِ المتونِ في كلِّ بابٍ من الأبوابِ، ولكني وضعتُ لكَ ما اخترتُه لنفسي،وأهل كلِّ علمٍ أعلمُ بمتونِهِ.

7 - لم ينتهِ التدرُّجُ بهذهِ الأعمدةِ بل يوجدُ ما بعدها، وإن جمعتَها كنتَ بحولِ اللهِ لا تذرُ شيئاً أتيتَ عليه إلا جعلتَه بين جنبيكَ.

8 - المتونُ التي بالأحمرِ يكفي أن تفهمَ ما فيها، وتستحضِرها إذا سئلتَ عنها، أما الباقي فلا بدَّ من حفظهِ وإن أفتاكَ الناسُ وأفتوكَ.

9 - بالنسبة للمذاهب الفقهية فعليك أن تسلك أحدها وتختمه بكتاب من كتب الفقه المقارن.

10 - احذر التنطع في التدرج , فإن المقصود حفظ متن صغير يجمع أهم المصطلحات والخطوط العريضة في ذلك العلم، ثم المتن الذي تدور عليه شروح أهل ذلك العلم.

فوائدُ التدرُّج:

1 - المبتدئُ يستعجلُ الثمرةَ، وفي حفظهِ للمتونِ الصغارِ تحقيقٌ لهذه الرغبةِ الجامحةِ.

2 - ختمُ المتونِ الصغارِ ينشطُ الهمةَ، ويعطي دفعةً معنويةً لخوضِ المتونِ الكبارِ.

3 - المتنُ الصغيرُ يعتبرُ توطئةً للمتنِ الذي يليهِ ومسهلاً لحفظهِ.

4 - المبتدئُ سريعُ المللِ، وبغيرِ المتونِ الصغارِ قد يتوقفُ عن العملِ.

5 - من تدرَّجَ ومن لم يتدرَّجْ كرجلينِ سافرا إلى قريةٍ بعيدةٍ، لها طريقانِ، أحدهما مليءٌ بالقرى والتمويناتِ، والآخرُ خالٍ من ذلكَ، فالمتدرِّجُ يتقوى بحفظِ المتونِ الصغارِ، وتزدادُ همتهُ، وتلينُ لهُ المتونُ الكبارُ، وأما المُنْبَتّ فإنَّه من الانقطاعِ قريبٌ لسلوكهِ الطريقَ الوعرَ بلا زادٍ ولا مؤونةٍ.

الصاحبُ:

ابحثْ عن صاحبٍ مجدٍّ، مخلصٍ مجتهدٍ، إذا أتيتهُ في العلمِ وجدتهُ في كل بابٍ، وإن أتيتهُ في الدنيا ما أحسنَ الجوابَ، إذا تكلمَ في العلمِ تكلمَ، وإن وصفَ الدنيا تلعثمَ.

(من لي بهذا ليت أنِّي وجدته*لقاسمتُهُ مالي من الحسناتِ)

و (ما لا يُدرَكُ كلُّه لا يُترَكُ جُلُّه).

المدارسةُ:

تدارس ما حفظتَ مع أخيكَ، وأقرأهُ واشرحهُ لما يليكَ، من أحجارٍ وأشجارٍ وأبوابٍ وشبابيكَ، لتحسنَ إيصالَ المعلومةِ إلى مستمعكَ ومستمليكَ، فإنَّ بعضَ الخطباءِ المشهورينَ كان يفعلُ هذا.

وقال بعضهم: (مُدارسةُ ساعةٍ خيرٌ من تكرارِ شهرٍ)، ومن المدارسة: أن تقارن بين شروح المتن الواحد، وتنظر ماذا زاد بعضهم على بعض وفيما اتفقوا.

التكرارُ:

إن قيل لكَ: هل للحُفَّاظ حمارٌ؟؟ فقل: نعم، هو التكرارُ.

واعلم أن حفظكَ يقوى به، فلن يكونَ حفظُك في العامِ الأولِ كحفظِك في العامِ الثاني، وهكذا يزدادُ حتى تكونَ مضربَ المثلِ في الحفظِ.

والطريقةُ:

أن تفهم الباب الذي تريد حفظه، وتعرف تقسيماته وتفريعاته، وعلى أي اعتبار تسلسلت فقراته.

ثم تكررَ البيتَ الأولَ حتى تضبطَهُ ثم تكررَ الثاني كذلكَ ثم تكررهما معاً.

بعد ذلك تكررُ الثالثَ حتى تضبطَه ثم تكررُ الثلاثة معاً.

بعد ذلك تكررُُ الرابع حتى تضبطه ثم تكررُ الأربعة معاً، وهكذا فتستفيدَ فائدتين:

1/ ضبطُ الفقراتِ.

2/ ربطُها.

ولا بد من الضبطِ والربطِ.

الضَوابطُ:

مِن أذكى أسباب الحفظ وأسرعها، تستخدم لربط مسائل الباب الواحد، وأبواب الكتاب الواحد، وغير ذلك من الأمور التي لها علاقة ببعضها، وبـ (المثال يتضح المقال)، فمن ذلك:

جمع بعضهم العلل المانعة من الصرف فقال:

اجمع وزن عادلاً أنِّث بمعرفةٍ ركِّب وزد عجمةً فالوصف قد كَمُلا

وجمع أحدهم زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ترتيب زواجه منهن فجعل أوائل حروف أسمائهن في كلمات فقال:

خليلي سبا عقلي حلا زين هالةٍ زها جفنها رمزاً صحيحاً مهذباً

ووضع صفي الدين الحلي رحمه الله لكل بحر من البحورِ بيتاً يُضْبَطُ به وزنه-إلا البحر المحدث- فقال في السريع:

بحرٌ سريعٌ مالهُ ساحلُ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ

وفي الكامل:

كَمَلَ الجمالَ من البحورِ الكاملُ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ مُتَفَاعِلُنْ

ورتب بعضهم البروج حسب طلوعها فقال:

حملَ الثورُ جوزةَ السرطانِ ورعى الليثُ سُنبلَ الميزانِ

ورمى عقربٌ بقوسٍ لجديٍ نزحَ الدلوُ بِركةَ الحيتانِ

وحدثني الشيخ عماد أنّه رأى أحد المحدثين المعروفين يستخدم الربط لحفظ تخريج الحديث.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير