تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن لما اتسعت دائرة الإسلام وتوسعت دوائر التصنيف، احتاج الناس إلى كتب في الفقه، وأخرى في العقيدة، وكذلك اللغة، وفي أصول الفقه، وفي التربيه والسلوك والرقائق .. فكل من كتب هذه العلوم لا بد وأن يستشهد بالقرآن الكريم وبأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو أن مستشهداً بآية أو حديث توسع عند استشهاده بها أو عند استشهاده ذكر المصدر والمرجع والمعنى وبيان الغريب والصحة والضعف لخرج عن مقصود كتابه، فلما احتاجوا إلى الاختصار في هذه الكتب والاقتصار على المقصود منها في العلوم، جاء بعض علمائهم بهذه الأحاديث مجردة عن التخريج مجردة عن التصحيح والتضعيف.

وكثر هذا النوع من التصنيف، ولكن ظهرت مشكلة بعد ذلك هو أنه إذا وجدت كتب في علوم شتى من لغة وفقه وتفسير .. و فيها نصوص من حديث رسول الله صلى الله عله وسلم ويقرأها القارئ من غير أهل العلم بالحديث فلا يعرف موضعها من كتب السنة ولا يعرف موقعها من الصحة والضعف ولا يعرف بعض معاني غريبها ولا يعرف ألفاظ رواياتها .. فحينئذ وجدت الحاجة إلى بيان ذلك لمن أراد أن ينتفع بهذه الكتب ما دام ليس من أهل الحديث وليس من طلابه.

فوائد علم التخريج بالنسبة لطالب العلم:

1 ــ معرفة درجة الحديث:

وهي أهم فائدة وقد ذكرناها في سياق الحديث السابق.

2 ــ معرفة الأخطاء بوجه عام:

لأن التخريج فيه تتبع للطرق وجمع للروايات، ولذلك قال العلماء الإطلاع على علة الخبر من فوائد التخريج، حينما تجمع جميع طرق الحديث، وكما قال على بن المديني:) الباب إذا لم يتبين طرقه لم يُجمع خطأه).

3 ــ الاطلاع على علة الخبر بانكشاف الغلط.

4 ــ الإعانة على فهم الحديث.

5 ــ تعارض الجمع بين الأحاديث:

أحياناً يظهر مسائل ظاهرها التعارض وأحاديث ظاهرها التعارض وهي غير قليلة قد جمع الإمام الطحاوي كتاباً كاملاً فيها وسماه [مشكل الآثار] في معناها، أو فيها نوع من التعارض مع بعض الأحاديث وربما مع بعض الآيات، فإذا جمعت الروايات أمكن أن يظهر المعنى الذي يتضح به أن هذه الأحاديث يمكن الجمع بينها دون تعارض، لذلك قال ابن دقيق العيد رحمه الله قال: (إذا اجتمعت طرق الحديث يستدل في بعضها على بعض ويجمع ويظهر به المراد).

6 ــ الترجيح عند التعارض:

إذا تعارضت الأحاديث لم نستطيع الجمع بينها، عندئذ يمكن تخريج الصحيح والضعيف، ومنها أيضاً معرفة مراتب الرواة، عند هذا يظهر لنا الراوي الذي فيه تفرُّد والراوي الذي فيه جهالة فنقوم بالترجيح بين هذه الروايات جميعاً.

7 ــ بيان أحوال المتن:

عندما نجمع الروايات يظهر إذا كان في المتن إدراج أو إذا كان في المتن اضطراب أو نحو ذلك.

ومعرفة هذه الأشياء والأمور ليست بالشيء السهل، فهذا هو طريق العلماء وطلبة العلم إن أرادوا الوصول إلى المقصود وبالله المستعان.

الفوائد العامة للتخريج:

1 ــ إدراك عظمة جهود علماء الأمة:

ومعرفة الخير العميم الذي ساقوه إلينا عندما وضعوا هذه التصانيف وخلفوا الثروة العلمية الهائلة، التي لولا فضل الله عز وجل علينا بأن هيأهم وسخرهم أن يضعوها لكنا نتخبط خبط عشواء، وأضعنا شيئاً مما نفتقر إليه في أمور ديننا ودنيانا، فلو تأملنا واستعرضنا كثيراً من بعض كتب التخريج؛ فإننا نرى عجباً عجاباً وعلماً غزيراً، وحافظة غريبة، وجهداً مضنياً، وإطلاعاً واسعاً، ودقة متناهية و تحرياً مفرطاً.

والحق علينا اليوم من علماء وطلبة علم أن نقوم فنشكر علماءنا وأئمتنا ونعرف لهم قدرهم وحقهم ونستفيد من ذلك فائدة عظيمة جليلة، أن ننسج على منوالهم وأن نسير على آثارهم، وأن يكون فينا بعض ما كان عندهم من جهد وهمة وإخلاص.

2 ــ ضرورة الاعتماد على الدليل:

وهذه منهجية عامة عند المسلمين، فان المسلم لا يقلد بدينه الرجال فضلاً عن أن يقلد بدينه الهوى والمزاج والظروف، كما نسمع اليوم كل من جاءته مسألة في ضرورة الأحكام كل من عرضت له هذه المسألة استشهد على الفتوى استشهاداً باطلاً، وليقول بعد ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم لوابصة بن معبد: (استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير