تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-كلالآيات اشتركت في البداءة بذكر وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها تلاوةالآيات؛ لأنَّ هذا هو الأصل ولكن بشرط الفهم والتدبر والعمل كما نقل عن أبي عبد الرحمنالسلمي: ((حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لميجاوزهن حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قال فتعلمنا القرآن والعلم والعملجميعا)).فيجب على طالب العلم دونما أدنى ريب أن يقدم حفظ الكتاب .. وتدبره .. وفهمهما استشكل عليه .. ولو بتفسير صغير الحجم.ثم يشرع بعد ذلك في التوسع في المتونوغيرها .. مع الأخذ بحظ وافر من القرآن؛ لأنَّ الله قدم الكتاب على الحكمة التي هيالسنة، وكما قال الشافعي: ((كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهه منالقرآن مستدلاً بقول الله: ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّلإليهم)).

-ثلاث آيات منهن اختتمت ببيان حال الأمة قبل البعثة من التيهوالانحراف لمناسبة ذلك في معرض الامتنان (ثنتان منها نصت على الضلالالمبين وواحدة أشارت إلى تفسير هذا الضلال وأنه الجهل السابق بقوله تعالى: ((ويعلمكممالم تكونوا تعلمون)) وآية اختتمت بالثناء على الله تعالى وذكر اسمين من أسمائهالحسنى: ((العزيز الحكيم)) لأنَّ مقام الدعاء يلائمه الثناء.وأما اختصاصذكر هذين الاسمين ههنا فهو أدب الأنبياء فنبّه على العزة لأنَّ هداية الضلّال .. لاينفع الله بشيء .. كما أنَّ معصيتهم .. لا تضره .. وثنى بذكر اسم الله (الحكيم) لأنَّإرسال الرسل بالكتب المشتملة على الحجة البالغة والرحمة الهادية .. هو من لازم حكمةالله تعالى .. وهذا نظير قول عيسى عليه السلام: ((إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهمفإنك أنت العزيز الحكيم))

((وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)).من ثمارالعلم الصحيح .. أن يعقل أهل العلم الأمثال التي يضربها الله عز وجل ..

ويضربهانبيه صلى الله عليه وسلم ..

كذلك من أسباب الإعانة على الفهم والتمكن في العقل عنالله .. أن يعتني الطالب بأمثال القرآن ..

وإن كان المطلوب بالطبع أن يعتني بكلآية .. لكن المقصود .. أن العناية بالأمثال خاصة .. من أسرار الدربة على الفهم .. ولهذا قالسبحانه عقيب مثل البعوضة ((فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم)).

((إن في ذلك لآيات للعالِمين)).التفكر في ملكوت الله ومخلوقاته .. والوقوف على دلائلجبروته ورحموته ..

وجلاله وعظمته .. ما انفك صفةً أصيلة في كل مؤمن .. وهي في حقالعالم أوجب منها في حق عامة الناس .. وقد نبه الإمام الجهبذ ابن القيّم، وأفاض في ذكربعض عجائب ما خلق الله عن متابعة دقيقة منه، وليس نقلاَ عن غيره كحديثه عن النحلمثلاً.

((أأنتم أعلم أم الله)) هذا سؤال استنكاري من الله تعالى .. والجواب: بل اللهأعلم.وهذا الجواب الحتم سر من أسرار التواضع .. فإنَّك لا تجد عالماً نحريراً مخلصاًإلا أكثر من هذه الإحالة إلى علم الله المطلق .. ولا تجد متطفلاً على العلم أو معجباًبعلمه .. إلا أقلّ منها .. دفعا لتوهم الناس –في ظنه-أنْ يقولوا لو كان ((والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)).هذا علىقراءة الوقف عند قوله: ((وما يعلم تأويله إلا الله)).وفرق بين العالم .. والراسخ فيالعلم .. فكلاهما قد يشترك في حفظ ذات الأشياءأما الراسخ .. فهو كالجبل لا تهزهعواصف الشبهات التي يوردها المبطلون .. وإن لم يهتد لبيان مشكلها أو ما ظاهرهالتعارض .. فتراه مسلّماً بأنه الحق .. كما لو كان يراه رأي العين أو أزيد من ذلك .. وقدأسدى الإمام بن تيمية .. لتلميذه ابن القيم نصيحة نفيسة احتفى بها فقال له: ((لا تجعلقلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها ولكن اجعلهكالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها)).فتكسوه هذه الخصلة منكرامة الله له والعناية به باستعماله في مرضاته والذب عن دينهفي المواطن التييعز فيها الرجال .. مع ما يصحب ذلك من الثبات في المحن والصبر علىاللأواءوأما على الوقف على قوله: ((والراسخون في العلم)) فيكون الراسخونمشمولين في علم تأويل المتشابهات.ودخولهم في علم ذلك بواو العطف مع اللهتعالى شرف لا يدانيه شرفوالله أعلم

راسخاً لجزم فيالمسألة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير