تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثامنا- الرحمة .. واقترانها بالعلم .. سبب للبركة فيه ووضع القبولفي الأرضفإن طالب العلم إذا كان قاسيا زهد في علمه الكثير .. وكما قال تعالى فيأعلم الخلق صلى الله عليه وسلم "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوامن حولك" .. وانتزاع الرحمة منه آفة تورث العجب بنفسه وغمط الناس حقهم .. وجحد ما عند الآخرين منصوابيدل عليه من قصة موسى "فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناهمن لدنّا علما"

وهذه الرحمة في الأصل خاصة بما سوى الكافرين .. من مؤمنين .. وتشملالمخلوقات من دواب ونحوهاأما الكفار .. فكما قال تعالى في صفة الصحابة"أشداء علىالكفار رحماء بينهم"

وقد كان أبو بكر أعلم الصحابة .. وكان مع ذلك أرحمهم .. كماتدل سيرته ومناقبهأما حديث الأوسمة .. وفيه "أرحم أمتي بأمتي" .. فأعله السخاوي .. فهو ضعيفوالله أعلم

تاسعا-الصبر .. حتى كان أول ما سجله الله تعالى على لسان الخضر أنقال لموسى"إنك لن تستطيع معي صبرا" ..

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم اللهموسى لو كان صبر لقصّ الله علينا من أمرهمافدل أن الصبر والمصابرة .. التيهي الصبر على الصبر .. سبب للعلم الكثير .. كما أن نقصه سبب للحرمانثم إن الإحاطةبالعلم .. والتوسع فيه .. سبب رئيس للصبر .. كما أن الصبر شرط للتعلميدل عليه قولالخضر"وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا"

واختتمت القصة بقول الخضر"ذلك تأويل مالمتسطع عليه صبرا" ..

فمعرفة مآلات الأمور وتفسيرها واستنباط الأحكام واستكناهالدلائل .. كل ذلك وثيق الصلة بصبر العالم والمتعلم .. والمبتدي والمنتهي .. إذا جاز أننقول:منعاشرا-الأدب-يبدو جليا في جواب موسى عليه السلام"ستجدني إن شاءالله صابرا ولا أعصي لك أمرا"

وههنا أدب مع الله .. بقوله"إن شاء الله" .. وأدب معشيخه .. بوعده بالصبر .. وعدم عصيان أي أمر ..

لأن النكرة جاءت في سياق النفي فيقوله"ولا أعصي لك أمرا" .. وذلك يعمّوالعجيب أن موسى عليه الصلاة والسلام .. معاستثنائه بقوله " إن شاء الله" .. لم يصبرفالله تعالى لم يشأ لحكمةبالغة ..

وقد منع موسى من ذلك غضبُه وحدته ..

ولو صبر وتحلّم .. لتعلم وتعلمناكثيرا ..

تهٍ.

الحادي عشر-الحفظ .... وعدم الركون إلى المخزون في المكتبة .. فماالعلم إلا ما حواه الصدريقول الإمام الشافعيعلمي معي حيثما يممتيتبعني .. قلبي وعاء له لا جوف صندوق ِإن كنت في البيت كان العلم فيه معي .. أو كنتفي السوق كان العلم في السوق ِوقال الإمام ابن حزم بعد تعرضه لفتنة حرقكتبهفإن يحرقوا القرطاس لا يحرقوا الذيتضمنه القرطاس بل هو فيصدرييسير معي حيث استقلت ركائبيويمكث إن أمكث ويدفن في قبري ..

وقد أجادابن حزم فيما يبدو لي فوق إجادة الشافعي في وصف ذات الأمر ..

وعدا جماعة منالشطار على قافلة كان فيهم أبو حامد الغزّالي فترجّاهم وقال .. :خذوا كل شيء ودعوا ليكتبي .. فنظر إليه الله اللص شزرا .. وقال ما معناه: بئس طالب العلم أنت!

لو كنتَعالما لحفظتها .. فتأثر الغزالي من يومها وعزم أن يحفظ ما يتعلمهوهذا الشرط يهملهكثير من طلبة العلم بحجة أن الفهم يكفي وهو باطل .. فعود نفسك أن تحفظ كلما وقعت عينكعلى فائدة .. بحسب تيسير الله لك .. بدءا بالكتاب ثم السنة .. وغير ذلكويشير إلى هذابالتلميح قول الله تعالى"نسيا حوتهما" .. وقول يوشع بن نون"وما أنسانيه إلا الشيطانأن أذكره"

فلما نسيا .. استدركا وعادا أدراجهما .. وهكذا النسيان يعالج بالعود علىبدء مع كل محفوظ .. لترسيخه في الذهن

الثاني عشر-العدل .. من القيم العزيزة .. التي تلبس طالب العلم تاجالقبولوتزين علمه بالصدق والاعتبار والبركة ..

وقد برز عدل موسى عليه السلامجليا .. فحين أنكر على الخضر في الحادثتين الأوليين كان شديدا لأن ظاهر الأمر الفسادالبالغ .. فشدد عليه في النكير .. بخلاف الحادثة الثالثة .. فتلطف في الإنكار .. لأن ظاهرعمله الإحسان فقال"لو شئت لاتخذت عليه أجرا" .. بصيغة "لو" .. الدالة على التحبيذثم الحادثة الأولى .. عبر عن المنكر بقوله"لقد جئت شيئا إمرا" .. في خرقالسفينة ..

وفي الثانية اختلف توصيفه فقال "لقد جئت شيئا نكرا".على خلاف بينالعلماء .. أيهما أشد وأبلغ النكر أم الإمر؟ قيل الإمر لأن حاصل خرق السفينة .. إغراق جماعة كثيرة ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير