تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((وعلى هذا البحر المحيط مما يلي الأندلس جزيرة تعرف بقادس مقابلة لمدينة شذونة وفي هذه الجزيرة منارة عظيمة عجيبة البنيان على أعاليها عمود عليه تمثال من النحاس يرى من شذونة وراءها لعظمه وارتفاعه ووراء ه في هذا البحر على مسافات معلومة تماثيل أخرى في جزائر يرى بعضها مع بعض وهي التماثيل التي تدعى (الهرقلية) بناها في سالف الزمان هرقل الجبار تنذر من رآها أن لا طريق وراءها ولا مرهب بخطوط على صدورها بينة ظاهرة ببعض الاقلام القديمة وضروب من الاشارات بأيدي هذه التماثيل تنوب عن تلك الخطوط لمن لا يحسن قراءتها صلاحا للعباد ومنفعا لهم من التغرير بأنفسهم في ذلك البحر))

وكان الحكماء والجغرافيون من العرب يعترفون أن هذا البحر موصل الى الهند فقد جاء في كتاب ((السماء والعالم)) لأرسطو في الدليل على صغر الارض: أن الموضع الذي يدعى أصنام هرقل يختلط بأول حد من حدود الهند ولذلك قالوا: ان البحر واحد

رواد المحيط من العرب

قالت: واقتحام أبناء قحطان بحر الظلمات أمر لا مرية فيه وقد بسط الاب أنسطاس الدليل على ذلك نقلا عن هيرودونس وعن استرابون ونحن بدورنا نبسط الدليل نقلا عن المصادر العربية

جاء في ((مروج الذهب)) ص (71) في ذكر الكلام عن البحر المحيط:

((وله أخبار عجيبة وقد أتينا على ذكرها في كتابنا ((أخبار الزمان)) في أخبار من غرر وخاطر بنفسه في ركوبه ومن نجا منهم ومن تلف وما شاهدوا منه وما رأوا))

ثم قالت: والأرجح أن قصة المغرورين وقعت في القرن الثالث الهجري (التاسع المسيحي) ونقلت قصتهم عن كتاب ((نزهة المشتاق الى اختراق الآفاق)) وخلاصتها:

((أنه اجتمع ثمانية رجال كلهم أبناء عم وخرجوا من مدينة (لشبونة) وجروا في البحر (12) يوما فوصلوا الى بحر غليظ الموج كدر الريح قليل الضوء فأيقنوا التلف ثم فردوا قلاعهم في اليد الاخرى وجروا في البحر في ناحية الجنوب (12) يوما فخرجوا الى جزيرة الغنم فقصدوا الجزيرة فنزلوا بها فوجدوا عين ماء جارية وعليها شجرة تين بري فاخذوا من تلك الغنم فذبحوها فوجدوا لحومها مرة فأخذوا من جلودها وساروا مع الجنوب (12) يوما الى أن لاحت لهم جزيرة فنظروا فيها الى عمارة وحرث فقصدوا اليها ليروا ما فيها فما كان غير بعيد حتى أحيط بهم في زوارق هناك فأخذوا وحملوا في مراكبهم الى مدينة على ضفة البحر فأنزلوا فيها في دار فرأو رجالا شقرا زعرا شعور رؤوسهم سبطة وهم طوال القدود ولنسائهم جمال عجيب فاعتقلوا فيها في بيت ثلاثة أيام ثم دخل عليهم في اليوم الرابع رجل يتكلم باللسان العربي فسألهم عن حالهم وفيم جاؤوا وأين بلدهم فأخبروه بكل خبرهم فوعدهم خيرا وأعلمهم أنه ترجمان الملك

فلما كان اليوم الثاني أحضروا بين يدي الملك فسالهم عما سألهم الترجمان عنه فأخبروه بما أخبره به الترجمان بالأمس من أنهم اقتحموا البحر ليروا ما به من الأخبار والعجائب ويقفوا على نهايته فلما علم الملك ذلك ضحك وقال للترجمان خبر القوم أن أبي أمر قوما من عبيده بركوب هذا البحر وانهم جروا في عرضه شهرا الى أن انقطع عنهم الضوء وانصرفوا في غير حاجة ولا فائدة تجدى ثم أمر الملك الترجمان أن يعدهم خيرا وأن يحسن ظنهم بالملك ففعل ثم صرفوا الى موضع حبسهم الى أن بدأ جري الريح الغربية فعمر بهم زورق وعصبت اعينهم وجرى بهم في البحر برهة من الدهر قال القوم قدرنا أنه جرى بنا ثلاثة أيام بلياليها حتى جيء بنا الى البر فأخرجنا وكتفنا الى الخلف وتركنا بالساحل الى أن تضاحى النهار وطلعت الشمس ونحن في ضنك وسوء حال من شد الأكتاف حتى سمعنا ضوضاء وأصوات ناس فصحنا بأجمعنا فأقبل القوم الينا فوجدونا بتلك الحال السيئة فحلوا وثاقنا وسالونا فأخبرناهم بخبرنا وكانوا برابرة فقال لنا أحدهم أتعلمون كم بينكم وبين بلدكم فقلنا لا فقال ان بينكم وبين بلدكم مسيرة شهرين فقال زعيم القوم وا أسفى فسمي المكان الى اليوم (أسفي) وهو المرسى في أقصى المغرب

والذي نستخلصه من رواية الادريسي ان الاخوة الرين نعتوا ظلما باسم المغررين أو المغرورين ركبوا البحر المحيط من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير