تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلم يكن أمينًا في نشر تلك القصة كما سطرتْها صاحبتها! فخرج على الدنيا بروايته الشهيرة: (هكذا خُلِقْتُ)! وقد تزيَّد فيها من فصول الأحداث ما يناسب شذوذ صاحبة القصة في أوقات أضاعتْها في معصية الله!

تابع البقية: ....

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[16 - 03 - 10, 08:42 م]ـ

وليس هذا من (هيكل) بأول قارورة كُسِرتْ! وكم له من مواقف عدائية في مجابهة تعاليم الإسلام الحقَّة بكل ما آتاه الله من آلة وبيان، بحيث غبطه عليها جماهير من المستشرقين والملاحدة وغيرهم ممن كان يرصد للإسلام السوء في تلك الأزمان المدْبِرة؟!

وهو الذي كان يتخذ من جريدة (السياسة) منبرًا يعتليه كلما أراد أن ينفخ في المسلمين نار الفتنة بمحاربة محامد الأخلاق والشرف والفضيلة!

ولمَّا كادت أفكار (قاسم أمين) الشاردة في تحرير المرأة أن تموت بموته إلى الأبد بعد أن تقيَّأها أفاضل الناس في وقته، وقضوا عليها وعلى صاحبها في مهدها ومهده! إذا بالأستاذ (الهيكل) يدِجُّ بكل ما لديه من أقلام مأجورة لِبَعْثِ تلك الأفكار المسمومة من قبور النسيان مرة أخرى!

وقد كانت لمجلة (المنار) وصاحبها العلامة (رشيد رضا) حملات شرسة في صدِّ عدوان (هيكل ورفاقه) في ذلك الزمان.

وقد كان الشخ (رشيد) يُلَقِّب هيكل بـ (الكاتب المغرور)!

ومن بوائق (هيكل) التي لا تغسلها له مجامع الأنهار: اسْتِشَاطته غضبًا وانتفاخ مساحره! لمَّا جهر المصْلِحون في منتصف الثلاثينيات - وما قبلها - بحملات تنادي الحكومة بمنع (البغاء) بعد أن تفاقمتْ مصائبه، وعمِّتْ كوارثه، من جرَّاء مواخير (الدعارة) التي كانت فاتحة أبوابها لكل من يرتادها بموجب القرارات التنظيمية التي أصدرتْها وزارة الداخلية بمصر عام (1905م) بتقنين البغاء وتنظيمه في مناطق معروفة بـ (مصر)، مع إلزام النساء اللاتي امتهنَّ الدعارة والخدمات الجنسية لكل من يرغب من الطالبين = بإجراء فحوص طِبِّيَّة إسبوعيًا لضمان خلوهن من أمراض يخشاها المجتمع والناس!

وهنا: قام الأستاذ الأديب المسلم! (هيكل) بمناهضة تلك الحملات الإصلاحية بمقالات مترادفة في جريدة (السياسة)! جاعلا تلك الدعوات الرشيدة لمحاربة الرذيلة بمثابة الدعوة إلى (إلغاء الرقابة الصحية)!؟!

ليس هذا فحسب! بل جعل ينفي قدرة أي قانون على إلغاء البغاء من عالم الوجود! وإلا لاستطاعت الشريعة الإسلامية تحقيق ذلك الأمر منذ القِدم!

ثم طارتْ نفسه شعاعًا، وذهبتْ أنفاسه لَمَاعًا، وهو يُريشُ سهام العدوان إزاء خصومه ممن يريدون حياة الأمة ويريد هو أن يذهب بأنفاسها!

وكم كان يردُّ بأسلوب التهكم والنَّزَقِ على مقالات الشيخ المصلح المجاهد (محمود أبو العيون) لإلغاء البغاء من تلك الديار!

كأنَّ نزيف أعراض بنات المسلمين، ودماء شرف القاصرات من نساء المؤمنين = لم يكن بالتي تستطيع أن تُحّرِّك لهذا الرجل ساكنًا فيدعوه لبذل ما يقدر عليه لإنقاذ الشرف والعِرض والدين!

بل كأنه ما كان يدري ما يجري بقلْب القاهرة - في ذلك الزمان - في شوارع (عماد الدين) و (كلوت بك) و (محمد علي) وغيرها من إراقة دماء الفضيلة في (مواخير البغاء) التي كانت تعجُّ بها هاتيك الشوارع الغائرة في السقوط والوحَل والانحطاط بجميع معاني تلكم الكلمات!

والله ما أدري كيف لم تتأثر تلك القلوب المتحجِّرة بما كان يسطره الشيخ المصلح (محمود أبو العيون) في الصحيفة الأولى من الأهرام تحت عنوان (مذابح الأعراض، الفصول المحزنة، والروايات المبكية). يكشف فيها الستار عن مخازٍ ومآسٍ ترتجف منها أجساد المسلمين، وترتعد لأجلها فرائص الموحِّدين!

وفي مقالنا القادم (دماء الأعراض) بَسْطٌ وافٍ لتاريخ (البغاء) في البلاد العربية منذ نشأته حتى الآن! مع تسطير الكثير من الآلام والأشجان، والأوجاع والأحزان! من قصص البنات القاصرات البريئات! وآهات الضعيفات الكسيرات! حيث لا مجيب ولا دافع! ولا ناصر لهن ولا نافع! وحسبنا الله ونعم الوكيل.

والذي كان يدعو (هيكل) لأنْ تطأ قدماه مياه تلك المستنقعات المعْتَكِرة بظلام لياليها = هو دفاعه المأجور عن حكومة (عدلي يكن) في تلك الأوقات.

فكانت رءوس أصحاب المصالح السياسية: هي التي تتخذ من أمثال (هيكل) ورفاقه = أقلامًا مسنونة للفتك بمن يناهضها في المشرب والمسلك! بعد إيعاد هذا وذاك بشيء من حُطام الدنيا! ولعذاب الآخرة أشد وأبقى!

وقد وضَعْنا (هيكل) وورفاقه وتوجُّهاتهم على طاولة (التشريح النقدي) في مكان آخر. وإنما جاء ذكرهم هنا عَرَضًا بعد تخْلية الأجواء لأجل: (نفثات المصدور)! وإن كان أوجه الشَّبَه بينهم وبين (باكثير) في الترويج لأنفسهم على حساب تلطيخ الجباه الطاهرة = من الوضوح بمكان لا يخفى على من لا يزال يرى بإنسان عينيه!

وإذا كان عزاؤنا في (هيكل) (وعلي باكثير) وغيرهما ممن كان يتأطَّم ويتكذَّب على الأبرياء في القصص والكتابات = هو ما نعرفه من نزعات هؤلاء وهويِّتهم في عصر فُقْدان الهوية!

فماذا يكون عزاؤنا في الكاتب الإسلامي الفذ (مصطفى صادق الرافعي) الذي أبَى - هو الآخر - إلا أن يجعل من قلمه ريشةً ظل يعبث بها في وجوه محاسن سُمْعة الإمام (عبد الرحمن القس) في كتابه الماتع (وحي القلم)؟!

تابع البقية: ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير