تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أم هانئ]ــــــــ[28 - 10 - 10, 04:14 م]ـ

سادسا: أجر الوقوف بعرفة.

عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عنا.

يقول صاحبنا:

أما عن الوقوف بعرفة: فالنفس إليه توّاقة، تتلهف على أدائه؛ إلى عظيم الأجر فيه مشتاقة:

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: (إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، يقول:انظروا إلى عبادي، أتوني شعثًا غبرًا) (1) ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# الاول1)

ففضل الله فيه عظيم، والرحمات على العباد تترى من الكريم؛ فحقيق أن يكون وقوف هذا اليوم المشهود أهم المناسك على الحجيج

فعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: (الحج عرفة) (2) ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# الثاني2)

فحري بمن وقف هذا الموقف: أن يكون الدعاء إلى الله همه، فلا يكف لسانه عنه سائر يومه.

فعن طلحة بن عبيد الله بن كريز - رضي الله عنهما - عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال:

(أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ... ) (3) ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# الثالث3)

وحقيق بمن امتن الله عليه بشهوده: أن يتحرى الدعاء بالمأثور؛ مستنًا بما جاء عن الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ.

فعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال: (أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) (4) ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# الرابع4)

فمن وضع نصب عينيه أجر وقوف ذلك اليوم؛ لن يكف عن سؤال الكريم أن يجعل له إلى ذلك سبيلاً، ولن يألو في طلب الأسباب، ولن يدخر في سبيل تحقيق نواله من حيلة، يحدوه في ذلك الأمل مشفوعًا بالدعاء والعمل:

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ قال: (كنت جالسًا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك فقال: " إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت "؟. فقالا: أخبرنا يا رسول الله! فقال الثقفي للأنصاري: سل. فقال: " جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، عن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه، مع الإفاضة ". فقال: والذي بعثك بالحق! لعن هذا جئت أسألك. قال: " فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام؛ لا تضع ناقتك خفًا، ولا ترفعه؛ إلا كتب (الله) لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة. وأما ركعتاك بعد الطواف؛ كعتق رقبة من بني إسماعيل. وأما طوافك بالصفا والمروة؛ كعتق سبعين رقبة.وأما وقوفك عشية عرفة؛ فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: عبادي جاؤني شعثًا من كل فج عميق يرجون رحمتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر؛ لغفرتها، أفيضوا عبادي! مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له .... ) (5) ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# الخامس5)

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال: النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وأنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم) (6) ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# السادس6)

فائدة:

قال ابن الأثير: ... وفيه: (صلى بنا رسول الله ـ عليه السلام - إحدى صلاتي العشي فسلم من اثنتين) يريد صلاة الظهر أو العصر؛ لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشي، وقيل: العشي من زوال الشمس إلى الصباح. (7) ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# السابع7) انتهى النقل

ولن أستطيع وصف ما أصاب القلب، فلم يكن له في يومه همٌ و لا كرب، إلا الإلحاح متذللاً للربّ، أن يجعله مغفورا له الذنب، وأن يدخله برحمته في زمرة من أحبّ.

وبعدُ: ألا يحق لنا الرجاء، والإلحاح على الكريم بالدعاء، مشفوعٍ بالتذلل والبكاء، أن يرزقنا شهود الموقف مرات ومرات، وألا يحرمنا نوال تلك الفضائل والرحمات بما ارتكبناه من ذنوبٍ وزلاّت، إنه كريم سميع مجيب الدعوات.


______

(1) - صححه الألباني في: صحيح الجامع / رقم: 1868 ( ada99:06 أجر%20الوقوف%20بعرفة. htm# الاول)

(2) - صححه الألباني في: إرواء الغليل المجلد الرابع /كتاب:الحج/ باب أركان الحج وواجباته /رقم: 1064/ص256

(3) علق عليه الألباني في: السلسلة الصحيحة / ج4/ ص 7/ تحت رقم: 1503: فقال: إسناده مرسل صحيح

(4) علق عليه الشيخ الألباني في: السلسلة الصحيحة / المجلد الرابع تحت عنوان: فضل التهليل عشية عرفة / رقم 1503 ص 6/ قائلاً: ثابت بجموع طرقه.

(5) علق عليه الشيخ الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب) المجلد الثاني / كتاب: الحج / الترغيب في الحج والعمرة والترغيب فيمن جاء يقصدها فمات / رقم 1112 /ص: 9 قائلاً حسن لغيره.

(6) علق عليه الشيخ الألباني في: صحيح الترغيب و الترهيب / المجلد الثاني/كتاب: الحج /9 (الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة وفضل يوم عرفة) / رقم: 1154 قائلاً: صحيح لغيره.

(7) النهاية في غريب الحديث والأثر / المجلد الواحد / ص: 618 / باب: العين مع الشين.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير