وكان عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يقدم ضعفة أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل، فيذكرون الله ما بدا لهم، ثم يرجعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رموا الجمرة. وكان ابن عمر - رضي الله عنهما ـ يقول: أرخص في أولئك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (4) ( ada99:Copie%20de%2007 المِشْعَر%20الحرام. htm# الر ابع4)
عن عبد الله بن ميمون قال: (سألت عبد الله بن عمرو عن المشعر الحرام، فسكت حتى إذا هبطت أيدي رواحلنا بالمزدلفة قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟ هذا المشعر الحرام.) (5) ( ada99:Copie%20de%2007 المِشْعَر%20الحرام. htm# الخ امس5)
قال ابن عمر رضي الله عنهما: (المشعر الحرام المزدلفة كلها) (6) ( ada99:Copie%20de%2007 المِشْعَر%20الحرام. htm# الس ادس6)
قال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - في وصف حجة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ( .... فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى. فأهلوا بالحج. وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى به الظهر والعصر والمغرب و العشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس. وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة. فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام.كما كانت قريش تصنع في الجاهلية. فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة. فوجد القبة قد ضربت له بنمرة. فنزل بها. حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء. فرحلت له. فأتي بطن الوادي. فخطب الناس وقال: ......... ثم أذن. ثم أقام فصلى الظهر. ثم أقام فصلى العصر. ولم يصل بينهما شيئا. ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى أتى الموقف. فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمني أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس ... ) (7) ( ada99:Copie%20de%2007 المِشْعَر%20الحرام. htm# الس ابع7)
فكانت الخلاصة مما سبق:
أولا: المشعر الحرام هو: جبل صغير على حدود جَمْع (مزدلفة)
ثانيا: وقال النبي- صلى الله عليه وسلم - (وقفت ها هنا - عند الجبل - وجمع (مزدلفة) كلها موقف أي: مشعر حرام كما فهم ابن عمر وأجاب السائل.
الثالث: المبيت بها واجب على أرجح أقوال أهل العلم يجبر تركه بدم. (نجتزئ بهذا لأن المقام ليس مقام تفصيل فقهي)
الرابع: ينبغي على الحاج ذكر الله عند المشعر الحرام بعد صلاة الفجر حتى يسفر جدًا ثم يدفع من مزدلفة قبل الشروق.
يقول صاحبنا:
فحرصت على المبيت في جمع (مزدلفة) رغم رخص المرخصين بتركها، وتمسكت بالمبيت بها، وزدت بأداء صلاة الفجر فيها، ثم توجهت باحثًا عن المشعر الحرام (الجبل) فلم أوفق لدليل يدل عليه، فعملت بقول رسولنا صلوات ربي عليه: (وقفت ها هنا وجمع كلها موقف) حيث اشتكيت لربي عجزي عن الوصول، أناجيه أني ما قصرت في اقتفاء أثر الرسول، فانتقلت من سنته الفعلية إلى العمل بسنته القولية، وكان همي الدعاء بالتكبير والتهليل والحمد والثناء، مستحضرًا الأجر العظيم، سائلاً ربي ألا يحرمنه باسمه الكريم:
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " يا بلال! أنصت لي الناس ". فقام بلال، فقال: أنصتوا لرسول الله، فأنصت الناس، فقال: " معاشر الناس! أتاني جبرائيل آنفًا، فأقرأني من ربي السلام، وقال: أن الله عز وجل غفر لأهل عرفات، وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات.
فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله! هذا لنا خاصة؟ قال: " هذا لكم، ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة." فقال عمر بن الخطاب: كثر خير الله وطاب. (8) ( ada99:Copie%20de%2007 المِشْعَر%20الحرام. htm# الث امن8)
صدقت يا عمر: كثر خير ربّنا وطاب.
فالله نسأل باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب:
ألا يحرمنا بذنوبنا عفوًا عباده المقبولين به أصاب
وأن يجعل لنا إلى جَمْعٍ بفضله إياب ثم إياب
إنه قريب سميع مجيب لمن لجنابه أناب.