تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثَّالِثَةِ» (2 - أخرجه الدارمي في «سننه» (1/ 32) باب ما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بحنين المنبر، وابن خزيمة في «الجمعة» (3/ 139) باب ذكر أن موضع قيام النبي صلى الله عليه و سلم في الخطبة، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/ 206). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2')))، وحديثُ ابنِ عبّاسٍ رضي اللهُ عنهما قال: «وَكَانَ مِنْبَرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَصِيرًا، إِنَّمَا هُوَ ثَلاَثُ دَرَجَاتٍ» (3 - أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 268) رقم (2419)، والحاكم في «المستدرك» (1/ 416)، وصححه أحمد شاكر في تحقيقه ل «مسند أحمد» (4/ 136). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_3')))، وحديثُ جريرٍ رضي اللهُ عنه قال: «فَصَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا» (4 - أخرجه مسلم في «الزكاة» (1/ 452) رقم (1017). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4')))، وحديثُ سلمةَ بنِ الأكوعِ رضي اللهُ عنه: «كَانَ بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الحَائِطِ كَقَدْرِ مَمَرِّ الشَّاةِ» (5 - أخرجه أبو داود في «الصلاة» (1082) باب موضع المنبر. وصححه الألباني في «الإرواء» (3/ 78). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).

هذا، ولم يقتصرِ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم على الوعظِ عليه يومَ الجمعةِ فحسْبُ، بل كان رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم يستعمل مِنْبرَه وسيلةً للتّعليمِ والإرشادِ وبيانِ الأحكامِ ونصحِ النّاسِ في سائرِ الأيّامِ حالَ اقتضاءِ الحاجةِ على ما هو ثابتٌ في السّننِ، وبقي منبرُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم على هذه الحالِ حتّى بعد عهدِ الخلفاءِ الرّاشدين.

قال النّوويُّ -رحمه الله-: «أجمع العلماءُ على أنّه يُستحبّ كونُ الخطبةِ على منبرٍ للأحاديثِ الصّحيحةِ التي أشرْنا إليها، ولأنّه أبلغُ في الإعلامِ، ولأنّ النّاسَ إذا شاهدوا الخطيبَ كان أبلغَ في وعظِهم» (6 - «المجموع» للنووي (4/ 527). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).

ثمّ أحدث النّاسُ في صفةِ المنبرِ وشكلِه وموضعِه وعددِ درجاتِه ممّا هو معلومٌ مخالفَتُه للهديِ النّبويِّ، فأقاموا المنابِرَ الطّويلةَ العاليةَ ذاتَ الدّرجاتِ الكثيرةِ التي تقطع الصّفَّ وتحجب الرّؤيةَ عنِ المصلّين وتُؤذيهم، وفي الحديثِ: «كُنَّا نُنْهَى أَنْ نَصُفَّ بَيْنَ السَّوَارِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا» (7 - أخرجه ابن ماجه في «إقامة الصلاة والسنة فيها» (1002) باب الصلاة بين السواري في الصف، من حديث قرة بن إياس المزني رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/ 655). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_7'))).

واتّخذ بعضُهم منبرًا له سقفٌ مرفوعٌ وعليه قبّةٌ شامخةٌ، وله بابٌ يدخل منه الخطيبُ لوحدِه ويُغْلَق مِن وراءِه، وقلّد آخَرون أهْلَ الكتابِ مِنَ اليهودِ والنّصارى في عاداتِهِمُ الدّينيّةِ، فجعلوا منابرَهم محشُوّةً في وسطِ الجدارِ المقابِلِ للمصلّين على هيئةِ شرفةٍ أو نافذةٍ يُطِلُّ منها الخطيبُ على الجميعِ، وهذا –بغضِّ النّظرِ- عما زِيدَ فيه مِنْ بِدَعِ الزّخرفةِ والنّقوشِ وفَرْشِ دَرَجِه والزّيادةِ في عددِها والسّتائرِ والأعلامِ، وغيرِ ذلك مِن أنواعِ مُحْدَثاتِ الأمورِ (8 - انظر: بدع الجمعة في «الأجوبة النافعة» للألباني (66)، و «الثمر المستطاب» له (1/ 413). (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_8'))).

أمّا الاحتجاجُ بأنّ منبرَه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم مِنَ الأدواتِ المقترِنَةِ بفعلِه، ولا يلزم مِنَ التّأسّي به في فعلِه الاستعانةُ بأدواتٍ مماثِلةٍ، مثل مسجدِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: بُنِيَ مِنْ طينٍ وسعفِ النّخيلِ، ولا يلزم في بناءِ المساجدِ الاستعانةُ بجنسِ الموادِّ المستعمَلةِ، فكذلك منبرُه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم، فإنّ الغرضَ مِنِ اعتلائِه في الخُطَبِ هو الإسماعُ، وذلك يكون بالعلوِّ على المكانِ الذي يكون فيه السّامعُ عادةً، فشأنُه كالأذانِ الذي يحتاج إلى موضعٍ مرتفِعٍ ليكونَ أسمعَ، فالغرضُ –إذنْ- مِنِ اتّخاذِ المنبرِ إنّما هو تحقيقُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير