تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مايقصده الشيخ حفظه الله بقوله إن الصدق يدخل في القلب مثل الوسواس القهري: فأنا عندما أقول: إن الصدق يدخل في القلب مثل الوسواس القهري أقصد العامل المشترك وهو أنه يدخل رغمًا عن صاحبه الإنسان الصدق كلامه يصل علي الفور، ولذلك لم يلبث النبي r فترة وجيزة حتى ثاب عشرات الناس إليه، وآمنوا برسالته r ، وصدقوه، وفدوه بالآباء والأمهات والنفس وعندنا في الحقيقة مثل كبير الحقيقة يعجبني كثيرًا هذا الحديث لجابر أيضًا بن عبد الله الأنصاري رواه في مسند أحمد وغيره صحيح وإسناده جيد، وهذا الحديث لا يخرج من ذاكرتي إطلاقًا أحيانًا عندما اجلس بيني وبين نفسي وأجلس أتأمل لا أعلم ما الذي يأتي بالحديث لي دائمًا أتذكره بسبب المعاني الجميلة التي فيه، والشباب الذين أتوا إلي النبي r يفدَُونه بالآباء والأمهات جابر بن عبدا لله t يقول: مكث رسول الله r بمكة عشر سنين يتتبع الناس , كنت أقول: أن الصحابة t لما وجدوا صدق كلام النبي r الذي يدخل القلب بلا استئذان بل يدخل قصرًا علي القلب، كان الواحد منهم يريد أن يخلُص إلي النبي r حتى ولو كان فيه فقد ذاته.< o:p>

وحديث جابر بن عبد الله الأنصاري الذي ربما كنتم سمعتم طرفًا منه وأبدأ الحديث من أوله مرة أخري.< o:p>

كيف أسلم الصحابة الأولون لما سمعوا كلام النبي r وعلموا أنه صادق؟! < o:p>

يقول جابر بن عبد الله الأنصاري: (مكث النبي r بمكة عشر سنين يتتبع الناس ليس في الطرقات فقط بل في منازلهم، ويذهب إلي أسواقهم في عكاظ ومجنة ويذهب إلي مني في أيام الحج، ويقول: من يؤوينني؟!، من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟! حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مُضر فيأتيه قومه فيقولون: أحضر غلام قريش ليفتنك) كانوا يحذروا أي واحد يقترب من النبي r يقول له: هذا كلامه جميل وممكن كما نقول نحن في أمثالنا العامية يسرق الكحل من العين، أي يخطف قلبك أوعي هذا غلام قريش يخطف قلبك بأي كلام من الكلام المعسول الذي يذكره , ويقول جابر بن عبد الله: إن النبي r كان يمشي بين رحالهم أي بين رحال القرشيين وبين الناس وغيرهم يشيرون إليه بالأصابع أي احتقارا، وكأنه فعل شيئًا ينظر يقولوا لك: أنظر إلي فلان ويشيرون إليه بالأصابع كما قال تعالي: ? وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ? (القلم:51) (يُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ) ينظرون إليك النظر الشذر بطرف العين، أو ينظرون إليك باحتقار.< o:p>

يقول جابر t: ( ظل النبي r هكذا حتى بعثنا الله U إليه من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به فيقرأه القرآن فينقلب إلي أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبقي دارٌ من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام) وبعد ذلك بعد هذا الإيمان والكلام هذا سألوا أنفسهم سؤالًا وأتمروا جميعًا أي عملوا مؤتمر (حتى متى نترك رسول الله r يطرد في جبال مكة ويخاف؟!) لابد أن يكون لنا دور فاعل نحن نعم قرآنا القرآن، أمنا بأنه كلام الله سبحانه وتعالي أنزله علي رسوله r ، وصدقنا بما في هذا القرآن لكن ليس لنا دور فاعل، وهذا الذي أريد أن شبابنا يتعلمه من الغرباء الأولين الغرباء الأولون الذين أحكي حكايتهم لأن السؤال كان عن غربتنا الآن في زمان الفتن وما ينبغي أن نفعله؟! الصحابة t بعد ما آمنوا نظروا هل لهم دور فاعل في حياة النبي r أم لا؟! نظروا فإذا للنبي r وهو قبة الإسلام، وهو الذي جاء بالقرآن من عند الله سبحانه وتعالي لا يستطيع أن يستقر في مكان، ويخوفونه فسألوا أنفسهم جميعًا هذا السؤال بعدما عقدوا مؤتمرًا قالوا: (حتى متى نترك رسول الله r يطرد في جبال مكة ويخاف).< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير