تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويجري، وأنا إذا أردت أن أضربه غرز الخيل في الرمل.< o:p>

لما أنزل الله U المطر؟ ? وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ?: يعني قريش عندها سبب مادي تستطيع أن تقاتل دونه وهو حماية العير، لكن المسلمين عن ماذا يقاتلون؟ كلها أشياء معنوية، ليدخلوا الجنة، لكي يرضى عنهم ربهم، حتى الأرض لم تكن في صالح المسلمين، لأجل هذا أنزل الله U المطر ليثبت الأقدام، لما ينزل المطر على الرمل يصبح أقوى ومع السير عليه يصبح كالصخر.< o:p>

وجمع الله بينهم وبين عدوهم على غير موعد,:فالنبي نظر إلى الكفة، فلم يجد إلا الدعاء، فجعل يدعوا الله U ويجأر إليه، ويبالغ في رفع يده مستسلما لربه تبارك وتعالى، ويقول: «اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم هذه قريش جاءت بخيلها ورجلها تحآدك وتحآد رسولك». ونظر إلى أصحابة وقال: «اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم عراة فأكسهم، اللهم إنهم عالة فأحملهم، اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض»، والنبي r رفع يديه -كما قلت- وبالغ rفي رفع يديه حتى سقط البُردُ من على منكبه، فأخذ أبو بكر t بمنكبيه وقال يا رسول الله، بعض مناشدتك ربك، فإنه منجز لك ما وعد.< o:p>

تبسم النبي rوقال: هذا جبريل نزل على ثناياه النقع، ?إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ? .. < o:p>

في قوله تعالى: ? وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ? المؤتفكة هم قرى قوم لوط المؤتفكة: المنقلبة، وورد في بعض الأخبار أن جبريل u رفع قرى قوم لوط حتى سمعت الملائكة في السماء نُباح كلابهم، انظر أين السماء؟ رفع القرى إلى هذا البعد وقلبها وتركها تسقط على الأرض، هذا جبريل u وحده، ولو ستمائة جناح، حمل قرى قوم لوط -كما في بعض الأخبار الإسرائيلية- القرى كلها بجناح واحد من الستمائة .. ونقول هذا الكلام حتى إذا قرأت قوله تعالى ? إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ ? الملائكة: جمع ملك،وليس جبريل وحده، لكن معه جيش، ? أَنِّي مَعَكُمْ ?.< o:p>

فلا يمكن يغلب المسلمون على الإطلاق إذا كان رب العالمين معهم، الملائكة معهم. ولهذا نرجع فنقول: إن حالتنا الآن في القلة والذلة تشبه إلى حد كبير الحالة التي كان فيها الغرباء الأولون.< o:p>

الفارق بيننا وبين حال المسلمين الأول: لكن الفارق بيننا وبينهم، والذي جعلهم ينتصروا وهم قلة وأذلة، وبيننا ونحن مليار وأربعمائة مليار، الفرق بيننا وبينهم: الإيمان, هذا الفرق بيننا وبينهم، ولهذا لما يسألني أحد:< o:p>

كيف نخرج من هذه الغربة؟ أقول له: أولا: يجب أن تعلم برغم أن الغربة قلة وذلة، إلا أنها قوة، يعني الغريب ليس ضعيفا، بالعكس الغربة قوة, يعني أنا أذكر في مطلع السبعينيات، أول ما عرفنا السنة والإتباع والكلام الجميل الذي بثثناه في الناس والحمد لله بعد ذلك .. كان مثلا في المحافظة أربعة ملتحين فقط، المحافظة كانت حوالي مليون ونص، كان بها أربع ملتحين، كنت أعرفهم وأعرف بلدانهم، وأعرف أسماءهم بالكامل، وأعرف ذويهم، وأولادهم، وجيرانهم، كل شيء عنهم كنت أعرفه, كنا نقابل بعضنا في أي مدينة من المدن، واحد ملتحي وآخر ملتحي، فنعبر الشارع ونأخذ بعض بالأحضان، وما اسمك فنتعرف، كنت أشعر في كل محافظة أن لي أخ, اليوم الالتزام الظاهري كثير جدا جدا، ومع ذلك لا تجد ذاك التآلف الذي كان بيننا قديما مع الوضع الجديد الموجود الآن بين المسلمين.< o:p>

وأنا كنت أذكر أنه في مطلع طلبي للعلم كنت فقيراً، لا أملك شيئاً، وبعد ذلك كان لي رفيق يطلب العلم معي، وكان فيه كتاب اسمه "شرح ثلاثيات الإمام أحمد بن حنبل للسفاريني الحنبلي" طبع المكتب الإسلامي، وهذا الكتاب كنت أتمناه، أتمنى أن أراه بعيني, قُدر لي أن أشتريه وهو ثلاث مجلدات، وكان معي عجلة عادية، وأخبرت رفيقي من شدة الفرح، أنني وجدت شرح الثلاثيات، فقال لي: ألا تستطيع أن تأتي لي بنسخة؟ طبعًا لا أستطيع وكنت فقيرا، وادخرت من أموالي، واقترضت حوالي عشرة جنيهات لأستطيع أن آتي بالكتاب، وعندما قال لي تستطيع أن تأتي بنسخة؟ قلت له: إن شاء الله، وطبعا لم أستطع، وقمت بأخذ نسختي -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير