تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واحد يقول: هكذا معناه أنني راضي عن عمله، وهكذا سيستمر، والمفروض أني أتخذ منه موقفا، حتى يعرف أن هذا حرام، وأني لما لا آكل عنده يؤثر في نفسه، فيترك الحرام إلى آخره ... لكن ابن مسعود له فتوى أخرى، واحد سأله نفس السؤال: فقال له: الإثم حواز القلوب. الإثم حواز القلوب، يعني إذا تركت نفسك للإثم، حازه قلبك، فصار القلب أيضًا ممتلئا بالإثم، يعني هكذا ابن مسعود يقول له لا تأكل، فكيف في الفتوى الأولى قال: كلوا لكم المهنأ وعليه الإثم، وهنا يقول له: الإثم حواز القلوب.< o:p>

فلما نوازن بين القلوب: كأن ابن مسعود يقول: إذا علمت أو طمعت أنك إذا لبيت له الدعوة ودعوته إلى البنك أو ترك العمل بالربا أو ترك لأي عمل محرم، يستجيب لك، لا مانع أن تأكل، بشرط أن تقوم بواجب الدعوة في هذا الموضع.< o:p>

هو لا يقبل دعوة ولا كلام، وأول ما نحدثه يهيج ويرغي ويزبد وهذا الكلام، لكن إن لم أذهب سيصبح هناك قطيعة، إذن أنا ألبي الدعوة، وآكل حاجات بسيطة وأنهي الموضوع. لكن ليس معنى هذا أنه كلما دعاني ذهبت، ودعاني مرة أخرى فأذهب، وأنا ساكت، لماذا؟ لأنه حينئذ سيحوز القلب الإثم ويتبدل هذا القلب.< o:p>

إذن ابن مسعود الفتوى الأولى أنزلها على واقع، والفتوى الثانية أنزلها على واقع آخر، الزجر بالهجر قاعدة يتبعها أهل العلم في الإنكار على أهل المعاصي، ولكنهم أحاطوها بسياج متين من الضوابط.< o:p>

يعني واحد يعمل معصية وأنا أنكرت عليه سيزيد فيها أم سينتهي؟ إذا أنكرت عليه فأكثر في المعصية فلا أنكر عليه، وأنظر كيف أنكرها، أأنكرها أنا بذاتي ولا أسلط عليه أحد أصحابه ولا أحد آخر، المسألة هنا تحتاج إلى حيلة؛ لأن القصد من الزجر بالهجر الاستصلاح، أن استصلح هذا الشخص، الهجر في ذاته محرم ولكن ................. إلى آخر الدنيا، يعني تبقى على خصامه إلى أن تموتا أنتم الاثنين.< o:p>

ولدينا حديث كعب بن مالك، لما النبي r هجره مع أخويه، المجتمع كله هجر كعب بن مالك، وأخويه: هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، خمسين ليلة، فلا يقول: أنه لا يجوز الهجر أكثر من ثلاث أيام، هذه الثلاث أيام في أمور الدنيا، لكن في أمور الدين، لا، إذا نزع وترك المخالفة فأهلا به وسهلا، نعود مرة ثانية أحبة، مش إني تركته لمخالفة دينية، والرجل ترك المخالفة الدينية وأنا ما زلت أخاصمه، هذا لا يجوز ولا يحل، لأني يوم هجرته هجرته لمعنى شرعي وليس لمعنى دنيوي.< o:p>

أريد أن أقول: المجتمع العاصي، نحن كلنا نعيش في مجتمعات شبيهة ببعضها، يعني لما نلتزم ونأخذ السنة، وندعو الناس إلى الله I، فنحن نعيش في وسط مجتمع مخالف، تجد أقرب الناس إلينا من المخالفين، يمكن يكون أبوك، عمك، خالك، أختك، أخوك، جارك، صاحبك، كل هذه المخالفات موجودة ومع ذلك مطلوب أن نستقيم على أمر الله U، وأن ندعو إلى الله I.

هناك ما يسموه "العزلة الشعورية "، وهي مثل إبراهيم u كان يعيش في قوم كلهم يعبدون الأصنام، وكان يعيش وحده، شعوريا، يعيش في وسطهم ببدنه، لكن شعوريا هو متجنب هؤلاء.< o:p>

ليس ضروريا لأتجنب شخص، أعمل معه مشكلة، ويحدث خصام، لا، لأني في الأصل إنما أدعو إلى I، والناس بضاعتي، فأنا لو دخلت السوق وأنا رجل تاجر، وكل ما أدخل سوق أفقد ألف جنبيه ولا ألف يورو، ولا ألف درهم ولا دينار، يوشك رأس مالي أن يذهب، فأي تاجر يدخل السوق يدخل السوق ليربح.< o:p>

طيب الداعية أو الإنسان المتصدر للدعوة، وليس بالخصوص أن يكون شيخاً، كلنا يدعو بحسبه، كلنا دعاة إلى الله U، أو هكذا ينبغي أن نكون، كل واحد يدعو بحسبه .................... < o:p>

بإذن ربي أن أفعل كذا وكذا، الرسالة التي قرأت في أول المجلس، الأخ الذي يشرب الخمر، ويقول: أنا لا أستطيع أن أنتهي عن الخمر وإلى آخره،.< o:p>

أنا أورد لك حكاية حدثت لبعض الشباب مع بعض العلماء: جاء شاب كان عاصيا وتاب، وحسن توبته، فبدى له أن يسأل بعض أهل العلم عن بعض المعاصي التي كان يرتكبها، فالعالم أعطاه الفتوى، ووعظه، فالشاب انصرف من عنده، وبعد ذلك خطر ببال الشاب أن يسأل العالم سؤالا، فرجع إليه مرة ثانية، وقال له: أكان الله يراني وأنا أفعل هذا؟ < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير