ـ[أبو سهيل]ــــــــ[19 - 06 - 2010, 04:44 م]ـ
أنما أطرب وهز النفوس فهذا باب الشعر " ابن طباطبا العلوي "
إن كان الأمر كذلك فليس خاصا بقصيدة النثر بل جل الكتابات النثرية التي تلامس الشعور وتفيض بالعاطفة فهي شعر وعليه لا مشكلة إن سمعنا عن قصيدة القصة وقصيدة الخاطرة وقصيدة المقال وقصيدة المقامة وقصيدة الرواية ففي كثير من هذه النصوص النثرية ما يطرب ويهز النفس
إن أردت حدا علميا دقيقا لتميز به الشعر والنثر فهو الوزن ودون ذلك خرط القتاد
وحتى لا يذهب ذهنك إلى أن ابن طباطبا يرى بهذه الفوضى وأن كل ما كان مطربا هو شعر فاقرأ كلامه عن الشعر وصناعة الشعر
الشعر وأدواته
الشعر - أسعدك الله - كلام منظوم، بائن عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم، بما خص به من النظم الذي إن عدل عن جهته مجته الأسماع، وفسد على الذوق. ونظمه معلوم محدود ....
صناعة الشعر
فإذا أراد الشاعر بناء قصيدة مخض المعنى الذي يريد بناء الشعر عليه في فكره نثرا، وأعد له ما يلبسه إياه من الألفاظ التي تطابقه، والقوافي التي توافقه، والوزن الذي يسلس له القول عليه. ...
ـ[الباز]ــــــــ[23 - 07 - 2010, 08:17 ص]ـ
سؤال للجميع
هل رفض قصيدة النثر بسبب تشبيهها بالشعر فقط؟؟ أي هل الجميع مقتنع بها كفن بغض النظر عن المصطلحات؟؟ أم لاترونها شيئا، وتعتقدون بأنها فاشلة بكل المقاييس وستموت يوما ما؟؟
في حالة الإجابة بنعم على الشق الثاني من السؤال أرجو تعليل الإجابة.
لا أدعي صحة قولي تماما، فقد يكون لي من الصواب نصيب ولكم الصواب نصيب، ولا أصر على قول دون مبرر، فأينما ظهر لي الحق فسأكون معه.
تحيتي للجميع.
الأستاذة الكريمة فتون
شكرا لحوارك البناء و الهادئ و أفكارك المفيدة القيمة ..
المعذرة على التأخر في الرد على تساؤلك الذكي ..
ولعل هتاف هي من ذكرتني بالموضوع فالمعرف فتون ليس غريبا عليّ
فبحثت عنه ورأيت من واجبي الرد على تساؤلاتك ..
كنتُ قد أجبت من مدة عن تساؤل مشابه في ظروف مشابهة
في موقع آخر فقلت:
أوافقك على ما تفضلت به من أن المشكلة أساسا تكمن في المصطلح
وأنا شخصيا لست رافضا لهذا النوع الأدبي جملة و تفصيلا -وإلا لرفضت القصة
و الرواية و الخاطرة وغيرها من فنون النثر- وإنما أرفض فقط تصنيفه ضمن الشعر ..
لكن المشكلة أن نشوء هذا الفن كان في الغرب أولا وقد كان بداية مقررا له أنه شعر حداثي
ثم وصل إلينا على أنه نوعٌ من الشعرٌ؛ وهذا لا يسمح -لي ولمن يوافقني- باعتماده أو مناصرته
أو تقبله ..
لقد حاول الأدباء عندنا في فترة من الفترات -اقتداءً بالغربيين- تحويل القصيدة العربية من
قصيدة صوتية إلى قصيدة كتابية تأملية؛ وهي قصيدة لا يمكن قراءتها على الجمهور في القاعات
والمحافل لأنها تتطلب تأملا و تفكيرا عميقا لا يكفي الاستماع لفهمها، وقد نجحوا نتيجة ظروف معينة
في ذلك .. لكن أي نجاح؟؟
إنه النجاح الظاهري الذي لم يدم طويلا وجعل الجماهير تنفر من الشعر بل ومن الأدب عموما
وتلك طامة وأي طامة ..
إنه النجاح الذي حول كل من أحسن بعضا من العربية إلى شاعر وكأن النثر عيب
يجب التنصل منه والانتساب إلى غيره وهذا لعمري هو الفشل الذريع الذي لم يقع
على رأس ما يسمى بقصيدة النثر فقط بل على رأس الشعر والأدب عموما لنفور
الجماهير عنه كما أسلفت في ردودي السابقة ..
ما يسمى بالقصيدة النثرية (إن كانت يستحق القراءة) هي طائر بجناح واحد
وما كان بجناح واحد فإنه لن يستطيع التحليق عاليا مهما حاول وحتى
إن غامر برمي نفسه من أعلى برج أو قمة شاهقة فإنه حتما سيقع،
وإن لم يقع فإن تحليقه سيكون مغامرة خطيرة من جهة و غير جميلة
من جهة أخرى لا بالنسبة له ولا بالنسبة لمن ينظر إليه لأن الريح
ستلعب به في كل اتجاه وتجعل من تحليقه فوضى عارمة يتمنى معها
المشاهدون أن ينزل هذا المغامر الذي يجازف بحياته ? ..
هذا الجناح الناقص هو الوزن الذي يمكن تسميته -على حد تعبير د. نزار هنيدي-
بضابط الإيقاع ..
أرى أنه يجب علينا تحمل مسؤولياتنا -كأدباء- وعدم الانجرار وراء التيار،
علينا التأكيد على أن النثر نثر والشعر شعر ولا يمكن التداخل بينهما لأن
الخاسر الوحيد من هذا التداخل هو الشعر، فالنثر -في بعض فنونه- قد دخل
عالم السيناريو والسينما والتلفزيون (كالرواية مثلا) مما جعله في مأمن من
الاندثار، لكن دعاة تشعير النثر هم دعاة هدم وقتل للشعر عند العرب لأن قصيدة
النثر تتعارض مع طبيعة المجتمع العربي ومع طبيعة ذائقته الفنية التي تطرب
للإنشاد والتغني والإيقاع، وقصيدة النثر لا تتوفر على تلك الركيزة الهامة في
الشعر لأنها قصيدة تأمل -كما يزعمون- (وهي في الحقيقة قصيدة طلاسم لا يفهمها أحيانا حتى كتّابها) ..
وقد قيل لسعيد بن المسيب: إن قوما بالعراق لا يرونَ إنشاد الشعر.
فقال: لقد نسكوا نسكا أعجميا
واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
تحيتي و تقديري
¥