ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 05 - 2010, 05:03 ص]ـ
إشراقه:
ثلاثة أمور قد لا يدرك الإنسان مدى تأثيرها على حياته إلا بعد فوات الأوان ..
أولها .. استجابته الحارة لرغباته.
وثانيها .. تجاهله لإحساسه الصادق وضميره الحي.
وثالثها .. تفريطه في الاستماع إلى من يمحضونه النصيحة ويريدون له الخير.
فلا الرغبة توصل الإنسان للحياة الأمثل، والقيمة الأعلى،
ونظام الحياة الأجدر بالرفعة والسمو.
ولا تجاهل الإحساس الصادق والضمير الحي يجلبان للإنسان السعادة بفعل استمرار الغواية
والمضي في الطرق الملتوية ..
ولا التفريط في سماع النصيحة الأمينة، يمكن تعويضه أو الندم عليه،
أو الاستعاضة عنه بكنوز الدنيا.
إن الإنسان في بعض مراحل حياته، لا يسمع إلا صوت رغباته، ولا يتجاوب إلا مع ما يحقق له راحة فانية وإن دمَّرته في النهاية، ولذلك فإنه لا يجد الوقت أو الاستعداد النفسي لسماع أيّ صوتٍ آخر.
وعندما لا يصبح للإنسان إلا أذن واحدة تسمع ما يريده هو .. وما يرغبه هو .. وما يحرك مشاعره هو، وما يتجاوب مع رغباته المجنونة فقط. فإن الفرصة تصبح ضئيلة في أن يحال بين تلك القاطرة وبين نهايتها المؤلمة.
القلَّة فقط هم الذين يمتلكون حسًّا إنسانيًا استثنائيًا،
يجعلهم يتوقفون " فجأة " ويتفحصون كلَّ من وما حولهم.
هذه الوقفة عند هؤلاء هي بداية الخير، ومصدر التفاؤل،
وسبب الأمل في انتصار الإرادة وتفوق العقل الراجح،
وإن كان ذلك جاء متأخرًا بعض الشيء.
فاصلة:
عندما يريد الله الخير للإنسان يسخر له من يهديه،
ويقف إلى جانبه في أشد الأوقات ظلامًا وشقاءً.
هذا نص مقالة / لهاشم عبده هاشم، من صحيفة عكاظ
أحتفظ به في مذكراتي، وقد أغفلتُ تدوين العدد والتاريخ.
ـ[همبريالي]ــــــــ[01 - 05 - 2010, 10:44 ص]ـ
ونعم ما احتفظت به
درر هي وجواهر ثمينة ما تسوقه هذه الكلمات
/ أعجبني التسلسل المنطقي الذي أتبع فيه الكاتب الفكرة تلو الأخرى , حيث الأولى تنقلك إلى الثانية مباشرة
/ أعجبني دخوله المباشر في الموضوع بطريقة تجذب انتباه القارئ المتعجل، فلم يأبه بكتابة مقدمة قد تشعر القارئ بالملل وتجعله ينصرف قبل اتمام القراءة.
/ أعجبني توظيفه لكلمات وعبارات بسيطة نقلت معان راقية دون التكلف والصنعة
/ أعجبني وأكثر ما أعجبني هو الرسالة التي تحملها هذه الأسطر العطرة.
فهذا النص لا يمكننا تحليله بنيويا ولا شكلانيا:)
شكرا لصاحب الموضوع
شكرا لناقله
هنيئا لقارئه
شكرا لمبدع هذه النافذة
خالص مودة همبريالي وتقديره
ـ[فتون]ــــــــ[04 - 05 - 2010, 01:59 ص]ـ
أنوار ما أجمل إطلالتك في نافذتي
وما أروع انتقائك، الذي إن دل على شيء فإنه يدل
على إنسانة راقية وذائقة عالية وعقل راجح ...
أخي همبريالي سبقني وسطر كل ما أعجبني في النص
ولا أستطيع أن أزيد على ما قال إلا بـ:
-المعاني العظيمة والحكم الجليلة التي جاء النص بأكمله من أجلها، وهي أعظم ما أعجبني في هذا النص
بل هي سر جماله وروعته.
-أعجبتني مقدمة النص المشوقة حيث أن الكاتب وصف الأمور الثلاثة المرادة قبل بيانها مما استرعى انتباهي أكثر وشدني لمعرفة هذه الأمور
خصوصا بعد أن وصفها بوصف مشوق، حيث وصفها بأنها مؤثرة على حياة الإنسان وأن الإنسان قد لايدرك مدى هذا التأثر إلا بعد فوات الأوان،
ولا يخفى على أحد ما في هذا الوصف من تشويق وإشعار بالخطر يلزم القارئ بالقراءة.
تحيتي
:)
ـ[فتون]ــــــــ[04 - 05 - 2010, 02:05 ص]ـ
همبريالي شكرا على تواجدك العطر في نافذتي
دمت مبدعا
ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[04 - 05 - 2010, 06:55 ص]ـ
أشكرك "فتون" على هذه الفكرة المميزة، واقبلي منّي المساهمة، بهذه المعزوفة التي يطيب لي (ويجدرُ بنا) تأمّلها كلما هبّت رياحُ الغفلة.
...
وتمدّدتْ. . ذاتُ الجمالِ، على سريرِ الغاسِلةْ. .
وتجمّدتْ كلُّ الملامحِ
وارتخى الكتِفانِ
يعتذرانِ عن تلكَ الثّنايا النّاحِلةْ
وتهيّأتْ مِثْلَ الجميعِ
تقولُ إني راحِلةْ
سكنَ الشُّحوبُ وزُرْقةُ الأمواتِ في قسماتِها
أين المساحيقُ التي ذابتْ على وَجَناتِها
أين الأناقةُ والبريقُ يُطِلُّ من لفتاتِها
وحدائقُ الحُسنِ المضيءِ تميسُ في ضحكاتِها
رِفقًا بهذا الوجهِ والجيدِ الذي أودى بهِ طوقُ الأجلْ!
كم ماسَ تيهًا واشرأبْ
كم مالَ للدّنيا بِحُبْ
كم هزّهُ صوتُ الطّربْ
وانساقَ يحدوهُ الأمل. .
لا تخدشي ديباجةَ النّحرِ اللميسِ السّاحِرِ
كمْ كانَ هذا النّحرُ يزهو ذاتَ يومٍ بالنفيسِ الفاخِرِ
يُضفي على الألماسِ بعضَ بريقِهِ
ويهزُّ أرضَ الحُسنِ هزًّا كالعُبابِ السّاخرِ
ما لليدِ البيضاءِ في صمْتٍ .. تُغادرُها الخواتِمُ والحُليّ
ما للطلاءِ الغضِّ عن تلك الأظافرِ ينجلي
أين التفاصيلُ الصّغيرةُ
والنقوشُ تفرّعتْ فوقَ الإهابِ المِخمليّ
قدْ آنَ للجسدِ المُنعّمِ أنْ يُوارى في الثّرى. .
وكأنّه ما مسَّ ديباجًا ومِسكًا أذفرا. .
كلا، ولا ماءُ الحياةِ بروضِهِ يومًا سرى!
هيّا احضري الثوب "الأخيرَ" لكي تواري ما بَقِي
ولقدْ تعوّدَ كلَّ غضٍّ ناعِمٍ فترفّقي
ولتستُريْهِ عنِ العيونِ العابِرةْ
إنْ كشّفَتْهُ يدُ المنونِ الغادِرَةْ!
لا تُحكمي شدَّ الوِثاقِ على العِظامِ الواهِنةْ
وترفّقي. . وتلطّفي
لا تُجهدي تلك العروقَ السّاكِنةْ
هي لنْ تُقاوِمَ أيَّ قيدٍ. . فاترُكيها آمِنَةْ
حملوا الجميلةَ في ثباتٍ
بعدَ إحكامِ الكَفَنْ
ومضوا بها نحوَ البقيعِ
كأنّ شيئًا لم يكُنْ
غابوا عنِ الأنظارِ في لمْحِ البَصَرْ
وأتى على آثارِهم جمعٌ بئيسٌ مُنْكَسِرْ
فهنا رفاةٌ تنتظِرْ
ودموعُ وجْدٍ تنحدِرْ
وقلوبُ أحبابٍ وأهلٍ تنفطِرْ
وهناك. . . أقمشةٌ، وكافورٌ، وسِدْرْ
قُطْنٌ، حنوطٌ، بعضُ عِطْرْ
أغراضُ غسْلٍ كامِلَةْ
وجميلةٌ أخرى
تُزجُّ على سريرِ الغاسِلةْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* للشّاعرة / هند النّزاري
¥