ـ[فتون]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 06:16 ص]ـ
عودة لتلك الرائعة ...
وغداة يوم، عاد آخر موكب**فشممت خطوك في الزحام الراعد
وجمعت شخصك بنية وملامحا**من كل وجه في اللقاء الحاشد
حتى اقتربت وأم كل بيته**فتشت عنك بلا احتمال واعد
من ذا رآك وأين انت؟ ولا صدى**أومي إليك، ولا إجابة عائد
نعم من الصعب اقتطاع شيء من تلك القصيدة المرتبطة المحكمة السبك، لكن كان لابد من اقتباس
ذك المشهد المرئي المصور أمامنا، وكأننا نرى المراة رأي العين وهي تفتش في وجوه القادمين
يغمرها الأمل الذي تركه لها زوجها قبل الذهاب، وحتى إن بدأ ذلك الأمل بالتلاشي شيئا فشيئا؛
فلم ترى أثرا لملامحه بين القادمين، إلا أنها تصر على رجوعه وأنه عاد؛ لأنه وعدها بالعودة،
ولأنها ظلت فترة طويلة تقاسي الآلام وتسلي نفسها بعودته حينما يعود الجيش؛ لذا
ذهبت تسأل القادمين هل رأيتموا زوجي؟؟ هل تأخر عنكم وسيعود لاحقا؟؟ وكأني بها وهي
تتنمى إجابة تبقي لها بصيص أمل تتكئ عليه كما كانت تتصبر وتتطلع لذلك الأمل الذي تركه
لها.
أما الآن فلقد زال ذلك الأمل، ولنا أن نتخيل حالها الآن كيف سيكون؟؟
لقد اختارت أن تقضي بقية حياتها على نفس ذلك الأمل وجد أم لم يوجد ...
تحيتي
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 07 - 2010, 10:21 ص]ـ
فتون ..
تحية لائقة بهذه القراءة الرائقة ..
(كلّ مرة أقرأ هذه القصيدة، يزيد الضوء في حروفها!)
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[20 - 07 - 2010, 03:38 م]ـ
عودة لتلك الرائعة ...
وغداة يوم، عاد آخر موكب**فشممت خطوك في الزحام الراعد
وجمعت شخصك بنية وملامحا**من كل وجه في اللقاء الحاشد
حتى اقتربت وأم كل بيته**فتشت عنك بلا احتمال واعد
من ذا رآك وأين انت؟ ولا صدى**أومي إليك، ولا إجابة عائد
نعم من الصعب اقتطاع شيء من تلك القصيدة المرتبطة المحكمة السبك، لكن كان لابد من اقتباس
ذك المشهد المرئي المصور أمامنا، وكأننا نرى المراة رأي العين وهي تفتش في وجوه القادمين
يغمرها الأمل الذي تركه لها زوجها قبل الذهاب، وحتى إن بدأ ذلك الأمل بالتلاشي شيئا فشيئا؛
فلم ترى أثرا لملامحه بين القادمين، إلا أنها تصر على رجوعه وأنه عاد؛ لأنه وعدها بالعودة،
ولأنها ظلت فترة طويلة تقاسي الآلام وتسلي نفسها بعودته حينما يعود الجيش؛ لذا
ذهبت تسأل القادمين هل رأيتموا زوجي؟؟ هل تأخر عنكم وسيعود لاحقا؟؟ وكأني بها وهي
تتنمى إجابة تبقي لها بصيص أمل تتكئ عليه كما كانت تتصبر وتتطلع لذلك الأمل الذي تركه
لها.
أما الآن فلقد زال ذلك الأمل، ولنا أن نتخيل حالها الآن كيف سيكون؟؟
لقد اختارت أن تقضي بقية حياتها على نفس ذلك الأمل وجد أم لم يوجد ...
تحيتي
هذا تفسير البيت الثاني با ستثناء ما خط تحته
أستاذة فتون: قراءة جميلة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[20 - 07 - 2010, 03:44 م]ـ
فتون ..
تحية لائقة بهذه القراءة الرائقة ..
(كلّ مرة أقرأ هذه القصيدة، يزيد الضوء في حروفها!)
لذاك الأعمى يا سراج لذعة ألم تلذعك لتقول لك أنت تقرأ شعر البردوني
ـ[جلمود]ــــــــ[20 - 07 - 2010, 04:41 م]ـ
نافذة جميلة ثرية،
فتح الله عليكم!
ـ[السراج]ــــــــ[21 - 07 - 2010, 06:32 ص]ـ
لذاك الأعمى يا سراج لذعة ألم تلذعك لتقول لك أنت تقرأ شعر البردوني
بلى يا مُحمد ..
ـ[فتون]ــــــــ[22 - 07 - 2010, 03:22 ص]ـ
همبريالي، محمد الجبلي، جلمود
لكم كل الشكر على تواجدكم هنا
وأطمع في المزيد منكم ...
السراج بك النافذة مضيئة
فشكرا لك ...
ـ[السراج]ــــــــ[24 - 07 - 2010, 09:10 م]ـ
ما زالت الصورة تلك تنتابني كلما اقتربتُ من هذا البيت، وكلما افترشتُ الحروف مسانداً لي أو رمقتُها كزهور.
أيقنتُ حينها أن بعض الصور تبقى في الذاكرة تجسّد معانيها أو تُحاكيها! فها هي الصورة مثل خيال هذا الفقيد يدنو ويبعد هُنا في هذا البيت.
هُنا يمتزجُ كلّ شيء في القصيدة، الحالة النفسية المُرهقة المتعبة التي تنتظر أملاً يلوحُ في أفقٍ افتراضي يمتزجُ مع ألفاظ تُشعرُ أنها لبنة لا تُعوضُها أخرى (أصيخُ إلى خُطاك) فالمعجم الشعري تنوّع بحيث تناسبت الألفاظ مع معانيها بنسبة دقيقة وإن جئنا إلى المعاني فهي فيّاضة جيّاشة بدءاً من الهدف السامي للقصيدة الرائعة وتتابعاً مع جيش معانيها الداخلة مروراً بالخيال والبلاغة والبيان الذي كانت القصيدة لكل ذلك مثل (كنزٍ مشهور).
وأنا أصيخ إلى خطاك أحسها ... تدنو، وتبعد، كالخيال الشارد
من هذا البيت الذي إن وضعنا أسئلة بلاغة عليه أخرج لنا الكثير من الأجوبة منها الطباق، والتشبيه، والاستعارة، والبيان وغيرها ..
أحسّ في الكلمات تتحرك مثل تحرّك الحصى بفعل جريان مياه النهر في هدوء وانسياب كما تفعل لفظة (أصيخ) التي تعبّر عن المعنى بدقة فالمكلومة تلك تملّكت حاسية الإنصات لما هو دقيقٌ صوته حتى تحوّل إلى (الإصاخة).
والجميل هو ترادف الضميرين بين المتكلم والمخاطب في مناجاة (نادرة) غاب عنها أحد طرفيها ثم تلاشي الضميرين في فترة غياب ليسيطر ضميره الغائب في قوة بلاغة وجمال معنى ..
القصيدة تحتاج لوقفات كثيرة ..
¥