تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حفظ اللسان]

ـ[أبو سنان]ــــــــ[08 - 12 - 2005, 03:19 ص]ـ

:::

[حفظ اللسان]

قال الأصمعي (بينا أنا أطوف بالبادية إذا أنا بأعرابية تمشي وحدها على بعير لها، فقلت: يا أمة الجبار من تطلبين؟ فقالت: مَنْ يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، قال: فعلمت أنها قد أضلت أصحابها، فقلت لها: كأنك قد أضللت أصحابك؟ قالت: ففهمناها سليمان، وكُلاًّ آتينا حكماً وعلماً، فقلت لها: يا هذه من أين أنت؟ قالت: سبحان الذي أسرى بعيده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، فعلمت أنها مقدسية، فقلت لها: كيف لا تتكلمين؟ فقالت: ما يلفظُ من قولٍ إلا لديه رَقيبٌ عتيد، فقال بعض أصحابي: ينبغي أن تكوني هذه من الخوارج، فقالت: ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كلُّ أولئك كان عنه مسؤلا، فبينما نحن نماشيها إذ رفعت لنا قباب وخيم، فقالت: وعلامات وبالنجم هم يهتدون، قال: فلم أفطن لقولها، فقلت: ما تقولين؟ فقالت: وجاءت سيارة فأرسلوا وأردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام، قلت: بمن أصوت وبمن أدعو؟ فقالت: يا يحيى خذ الكتاب بقوة، يا زكريا أنا نبشرك، يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض، قال: فإذا نحن بثلاثة أخوة كاللآلئ، فقالوا: أمنا ورب الكعبة أضللناها منذ ثلاث، فقالت: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، فأومأت إلى أحدهم فقالت: فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة، فلينظر أيُّها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه، فقلت: إنها أمرتهم أن يزودونا، فجاءوا بخبز وكعك، فقلت: لا حاجة لنا في ذلك، فقلت للفتية: من هذه منكم؟ قالوا: هذه أمنا ما تكلمت منذ أربعين سنة إلا من كتاب الله مخافة الكذب، فدنوت منها، فقلت: يا أمة الله، أوصني، فقالت: ما أسألكم عليه من أجرا إلا المودة في القربى، فعلمت أنها شيعية، فانصرفت).

وصدق الشاعرحين قال:

إن كان يعجبك السكوت فإنه = قد كان يعجب قبلك الأخيارا

ولئن ندمت على سكوت مرة = فلقد ندمتَ على الكلام مرارا

إن السكوت سلامة، ولربما = زرع الكلام عداوة وضرارا

وإذا تقرّب خاسرٌ من خاسر = زادا بذاك خسارة وتبارا

من كتاب (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)

ـ[باحث لغوي]ــــــــ[29 - 01 - 2006, 03:28 ص]ـ

http://up3.w6w.net/upload/29-01-2006/w6w_20060129001226ee6db913.gif

للرفع رفع الله قدر كاتبه ....

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير