تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

صدّق .. أو لا تُصدق!

ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[03 - 02 - 2006, 12:17 م]ـ

لقد أصبح من نافلة القول عند الجماء الغفير من اللغويين والنحاة قولهم إن القرآن الكريم الذي نزل على النبي العظيم هو كلام الله تعالى بحرفه ومعناه، وقد نزل بلغات العرب مجتمعة ... وهذا أمر بين لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان – كما يقال - فلا ينكرذلك علينا إلا معاند. غير أن مثار الجدل والعويل والنزاع والتهويل هو ما خاض فيه أرباب العربية وفرسان فصاحتها، قدماؤها ومحدثوها،هو بأي لغة من لغاتها أُنزل؟ وما فيصل القول في ذلك؟

إن السواد الأعظم ممن أنجبت العربية يقولون: إن لغة قريش هي اللغة الأولى في كتاب الله تعالى وهي الغالبة في كلام العرب بلا منازع أو مواربة. وقد تصدى لهذه الفتوى اللغوية كبار وكبار وتوارثتها الأجيال العربية كابرا عن كابر.

وحتى لا أكون مغمضا في القول، فهاكم قولي عن يقين، ما كانت اللغة العربية إلا لغة العرب جميعا، وكما وحَّد القرآن العرب على دين واحد فقد وحدهم على لغة واحدة، هي لغاتهم مجتمعة لذا فإن الزعم بغلبة اللهجة القرشية على اللهجات العربية كلها زعم باطل وقول لا محالة زائل .. وهو رأي استقرت له محدثتكم وقال به نفر من المدققين الأجلاء، غير أني ما إن عرضته ونشرته

أمام أصحاب الفن حتى قامت عليَّ القيامة وتواترت عليََّ الملامة وفوَّق إليَّ العتاب سهامه ونُسبت إليَّ البدعة والضلالة وأُنزلت منزلة أهل الجهل والجهالة .. ومع ذلك فقد بقيت وحدي طرفا في حرب ضروس ضد قطب يزعم أنه محافظ .. ومذ ذاك الزمن أصارع نفسي على نفسي بين ذينك النقيضين على حبل أحد من الشعر .. و في تلك البقعة الملأى بالرواسب والموحلة بالأوهام والتي

لا أرى فيه ذائدا في حقلي عن حمى العربية المقدسة إلاَّي شعَّ بريق النور بيد الجيل الجديد الذي آمل أن أجد فيه حمى يرد عني وعن غيري شظى الهجر والتعنيف، وإني مرسلة إليكم ندائي لعلي

أجد في ناديكم المبجل حمى أحتمي به!

ولعل سائلا يسأل، وما عِلاقة نسبة الفصاحة إلى اللهجة القرشية بالنحو العربي؟ نعم، ينبني على هذه المسألة قاعدة هامة، تكمن في استمداد النحو العربي، وكما لا يخفى فإنه بصري في غالبه .. ولكن مصادره ظنية الثبوت إن كانت بغير نسبة أو كانت مشتبهة ... وثمرة الخلاف في هذه المسألة هي مجموع القواعد النحوية من حيث قوتها وثبوتها .. لذلك كان مذهب أهل الكوفة مذهبا محققا فاستحق بامتياز صفة المذهب الوصفي، لأنه يتناول جميع اللغات دون هدر أو إهمال إن تحقق فيه شرط الثبوت القطعي، وإلا فلا، إذ اللغات كلها على اختلافها حجة كما قرر صاحب الخصائص إلا إذا تطرق إليه عامل من عوامل الإلغاء. والشاهد - كما بينوا - إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال .. وإن أهم ثمرة نجنيها من مرحلة التحقيق في صحة هذه النسبة هي برأيي، وجود ظواهر إعرابية كثيرة جدا في القرآن الكريم يندر وجودها في اللهجة القرشية، أذكر منها: قطع المتضايفين، و الجر بالمجاورة وبالتوهم وبالإتباع وظاهرة التضمين النحوي وظاهرة الحذوف في القرآن الكريم ووجود كثير من اللهجات العربية الفصيحة والمهجورة ... إن مسألة كهذه لا يستحق أن تمر على غربال المدقق دونما تمحيص وإنعام نظر .. دعك مما في اللهجة القرشية المنسوبة إلى لهجة الحجاز من شذوذ في كثير من القواعد النحوية كتسهيل الهمز وغيرها مما يضيع الجانب لعرضها مجتمعة هنا .. أقول، إن مجرد التخمين والحكم على المسائل أمر يأباه المنهج العلمي وترفضه الذائقة اللغوية السليمة ويرده كل عربي صريح ..

ولست أزعم السبق في هذا الباب ولكني كما قال السيوطي: تطفلت على المتقدمين .. ويعجبني في ذلك قول ابن مالك في مقدمة التسهيل: .. وإذا كانت العلوم منحا إلهية ومواهب اختصاصية، فغير مستبعد أن يُدَّخر للمتأخرين ما عسُر على كثير من المتقدمين .. ولك أن تقول عندها: لقد ترك الأول للآخر ..

وفي المسألة تِبيان لكل مستزيد. والله من وراء القصد

ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 02 - 2006, 04:50 ص]ـ

حسنا

قبل أن نتحدث حول موضوع لهجة القرآن.

عندي سؤال:

الكتب التي كُتبت في القرون الأولى من حديث نبوي وتاريخ وسيروأدب ... إلخ، ماهي اللهجة التي كتبت بها؟

ولنا عودة إن شاء الله

ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[06 - 02 - 2006, 01:20 م]ـ

أخي أنو سارة

إن لم تكن ملغزا في الكلام، فإن اللغة أو اللهجة - على قول ما يساوي بين المعنيين- الأولى اللتي كتبت بها النصوص القرآنية والآثار النبوية والنقول العربية الفصيحة هي لهجات العرب مجتمعة .. وإن تفاوت مقدار النهل منها

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[06 - 02 - 2006, 04:09 م]ـ

لغة قريش هي اللغة التي اصطفتها من لغات القبائل العربية بفعل مركزها الديني والاقتصادي بين العرب، وبالتالي،فالقراّن الكريم نزل باللغة الموحَّدة لجميع العرب، وهي اللغة الأدبية.

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير