ـ[مدني المدني]ــــــــ[15 - 01 - 2006, 09:47 م]ـ
:::
مؤلم جداًّ ..
أن تجد نفسك ..
بل كل مَن حولك ..
يتمسح بأذيال عدوك ..
ويبالغ في إظهار صور التذلل والخضوع له ..
إما مضطراًّ ..
ليحمي نفسه ومَن يحب ..
أو مختاراً ..
ليتقرب من الأعداء وينال رضاهم ..
ولكل أسلوبه في ذلك ..
ومن تلك الأساليب ..
الحرب على اللغة ..
وأعني باللغة ..
اللغة العربية طبعاًَ ..
لقد مرت هذه الحرب بمراحل متعددة ..
من دعوات للتحدث باللهجات العامية الدارجة ..
التي فيها الكثير من التحريف والخروج عن أصول الفصحى ..
ودعوات للكتابة بالعامية ..
مروراً بدعوات لكتابة الحروف العربية باللاتينية ..
وانتهاءً بإصدار الدواوين الشعرية النبطية ..
والقواميس المتخصصة في مفردات العامية ..
وبكل اللهجات ..
السعودية ..
والشامية ..
والمصرية ..
وغيرها ..
إذا كان الأمر قد وصل لهذه الدرجة من الانحدار ..
فليس مستغرباً أبداً ..
أن تمتد هذه الحرب لتشمل الجامعات ومناهجها ..
بعد أن هُيِّأت النفوس لتقبل الأمر ..
وتحمس له ضعاف النفس والمتخاذلون ..
إلا أنه دوماً هناك موجات مضادة ..
تقف في وجه الباطل ومن يرعاه ..
وتناضل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها ..
ولعلنا من أولئك المناضلين الصامدين _ إن شاء الله _ ..
الذين يدركون أن أي أمة تتنازل عن لغتها ..
فإنها تحكم على نفسها بالفناء ..
ليس أمامنا سوى أن نندب (الضاد) ..
مع شاعر النيل ..
حافظ إبراهيم ..
إذ يقول على لسانها ..
وسعتُ كتاب الله لفظاً وغايةً = وما ضقتُ عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ = وتنسيق أسماء لمخترعاتِ
أيهجرني قومي - عفا الله عنهم - = إلى لغة لم تتصل برواةِ
سرت لوثة الإفرنج فيها لما سرى = لعاب الأفاعي في مسيل فراتِ
وليس صعباً على كل واحد منا أن يثير موضوع اللغة ..
ويدعو للعودة إليها ..
والتحدث بها ..
في كل مجلس يكون فيه ..
وليس مستحيلاً أن ننشئ أطفالنا على أمجاد الفصحى ..
وأن نرضعهم حبها ..
وأن نغرس في نفوسهم عظمتها وقوتها ..
ليس عيباًَ نجعل حواراتنا ونقاشاتنا بالفصحى ..
ليس غريباً أن تلتزم المدارس والمؤسسات التعليمية بالفصحى ..
في كل أمورها وتعاملاتها ..
نعم ..
البدايات دوماً صعبة ..
مرهِقة ..
متعِبة ..
لكنها ليست أبداً مستحيلة ..
ومن سار على الدرب ..
وصل ..
ورحلة الألف ميل ..
تبدأ بخطوة ..
ولكل مجتهد نصيب ..
أليس كذلك أيها الرفاق؟!! ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[02 - 03 - 2006, 04:17 م]ـ
ما شاء الله، لا قوة الا بالله
ـ[عمر داوودي]ــــــــ[05 - 08 - 2006, 04:12 ص]ـ
أشكرك أخي مدني على الإثراء الطيب الذي قدمته لنا ...
وأشكرك عزيزي نائل على مداخلتك وتفاعلك ..
وفي هذه المساحة الضيقة أرغب أن أعرض عليكم تجربة فريدة في هذا الشأن
وقد سمعتها من الدكتور / جاسم المطوع ..
يقول محدثاً عن شخص آخر:
وُلِدَ لهُ طفل فعكف عليه منذ الصغر، لا يتحدث معه إلا بالفصحى ولا يحاوره
ولا يمازحه إلا بها، هي لغته في السلم وفي الغضب ..
في نفس الوقت كانت أمه تخاطبه باللهجة العامية كوضعنا المعروف ..
يقول: وبعد عامين فقط، أصبح الطفل يتحدث مع أبيه بلغة فصحى خالصة،
وعندما تتدخل والدته في الحوار يلتفت إليها باللهجة العامية ثم يعود لأبيه
بالفصحى ..
فهل من معتبر؟
ومن كانت لديه تجارب من هذا الطراز فليتحفنا بها مشكوراً مأجوراً ..