تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. حقي إسماعيل]ــــــــ[29 - 01 - 2006, 03:28 ص]ـ

الحلقة الثانية بإذن الله.

قال تعالى: ((وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين)). (لاعبين: مبطلين وعابثين)

هذه الآية الكريمة تكررت مرتين في القرآن الكريم؛ في سورة الأنبياء: 21/ 16، وفي سورة الدخان: 44/ 38.

نص النحويون على أن الحال فضلة؛ والفضلة في العرف اللغوي، والنحوي: (ما يمكن الاستغناء عنه من دون تأثير في المعنى)، وقد أعرب النحويون لفظ (لاعبين) حالا، وهو الصواب.

لكن لنتأمل هذا اللفظ وتأثيره في المعنى القرآني الكريم بذكره، وبغير ذكره:

فحين يذكر في قوله تعالى: ((وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين)). فهذا دليل على أن خلق السماوات والأرض وخلق ما بينهما لم يكن باطلا ولا عبثا والذي يعطي هذا المعنى وجود حرف النفي: (ما)، لأن الحال هنا نقض النفي الموجود، ونقض النقض إثبات وهي قاعدة لغوية ونحوية موجودة منصوص عليها، مع العلم أن النفي دائما يختص بالمعنى لا باللفظ.

أما لو قيل في غير القرآن (وما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما) وسكت القائل ـ عند من يعد الحال فضلة ـ، فهذا جحد للخلق ولمن قام بالخلق وحاشا لله أن يُجْحَدَ به.

هل لحظتم الفرق؟ وهل الحال فضلة؟. وهل لحظتم دقة الاستعمال القرآني الكريم من ناحية المعنى بطريق اللفظ؟.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير